الإمارات تستشرف المستقبل بإنجازات "براكة" و"إكسبو" واكتشافات الغاز
الاقتصاد الإماراتي يمضي في انطلاقته القوية هذا العام مدفوعا بجملة من المكتسبات والإنجازات التي تحققت خلال 2019
تستشرف الإمارات عام 2020 بمؤشرات إيجابية تعد نقلة نوعية للاقتصاد الإماراتي في ظل الاكتشافات الواعدة في مجال حقول الغاز وحزمة المشاريع التنموية التي جرى الإعلان عنها خلال الشهرين الماضيين.
ودعمت تلك المؤشرات تقارير متخصصة أشارت إلى أن اقتصاد الإمارات يقف على أعتاب مرحلة فارقة في العديد من القطاعات.
ومن أبرز هذه القطاعات: الطاقة حيث أعلنت الإمارات عن اكتشاف حقلين للغاز في دبي والشارقة.
كما أعلنت عن نيتها رفع إنتاجها من النفط إلى 4 ملايين برميل يوميا مع نهاية 2020، إلى جانب قرب تدشين الوحدة الأولى في محطة براكة للطاقة النووية السلمية التي ستُسهم في إنتاج طاقة كهربائية تُغطي 25% من احتياجات الإمارات.
ومع اقتراب انطلاق فعاليات "إكسبو 2020 دبي" في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ينتظر أن يجني الاقتصاد الإماراتي فوائد كبيرة تشمل قطاعاته كافة، حيث تقدر عوائد الحدث المالية بنحو 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، وذلك وفقا دراسة مستقلة نشرتها شركة "إرنست آند يونغ".
وفي السياق ذاته عكست النتائج الاستثنائية لقطاعات البناء والتشييد، والسياحة، والجهاز المصرفي، متانة الاقتصاد الإماراتي ومدى جاذبيته للاستثمارات والأنشطة التجارية المتنوعة.
واستهلت الإمارات عام 2020 باعتماد ميزانية اتحادية هي الأكبر منذ تأسيسها بإجمالي 61.354 مليار درهم ومن دون عجز، حيث تم تخصيص ثلث الميزانية لقطاع التنمية الاجتماعية، وثلثه للشؤون الحكومية، والباقي للبنية التحتية والموارد الاقتصادية والمنافع المعيشية.
وبالعودة إلى المؤشرات الإيجابية عن أداء الاقتصاد الإماراتي خلال الفترة المقبلة، فقد أعلنت الإمارات عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي، أُطلق عليه اسم حقل "جبل علي" بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة.
ويسهم حقل "جبل علي" في اقتراب الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إمدادات الغاز الطبيعي، وبما يدعم مشاريعها التنموية الكبرى خلال المرحلة المقبلة، تماشيا مع استراتيجية التطوير الهادفة للاستعداد للخمسين عاما المقبلة.
من جهتها أعلنت مؤسسة نفط الشارقة الوطنية "سنوك" عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي والمكثفات في الإمارة، تحت مسمى "محاني" بمعدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم.
وفي أبوظبي أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" عن ترسية عقدين لبناء منشآت بحرية ضمن مشروع تطوير "حقل دلما للغاز" بقيمة إجمالية تبلغ مليار درهم (1.65 مليار دولار).
وسيسهم العقدان اللذان من المتوقع أن يتم الانتهاء من تنفيذهما في عام 2022 في تمكين حقل دلما للغاز من إنتاج نحو 340 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز الطبيعي.
يأتي ذلك في أعقاب ما أعلنت عنه "أدنوك" خلال انعقاد فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020" في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأن الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في الإمارات ستزداد إلى 4 ملايين برميل نفط يوميا في نهاية العام الجاري. وفي إنجاز هو الأول على الصعيد العربي.
كما أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات عن إصدار رخصة تشغيل الوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية التي ستسهم في إنتاج طاقة كهربائية تغطي 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء وتحول دون انبعاث ما يقارب 21 مليون طن من الكربون سنويا.
وعلى صعيد المشاريع العقارية، يعتزم برنامج الشيخ زايد للإسكان خلال العام الجاري تسليم 6 أحياء سكنية للمواطنين في مختلف إمارات الدولة بتكلفة مليارين و20 مليونا و499 ألف درهم، تتضمن 1726 فيلا، في كل من دبي وعجمان ورأس الخيمة.
كما دشنت الإمارات في فبراير/شباط الجاري "مدينة الشيخ محمد بن زايد السكنية" في إمارة الفجيرة التي بلغت تكلفة إنشائها نحو مليار و900 مليون درهم.
وفي 12 فبراير/شباط الجاري جرى الكشف عن إنجاز المخطط العام لمشروع جبل الظنة السكني في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي الذي تقدر تكلفته الإجمالية بنحو مليارين و700 مليون درهم.
وبالانتقال إلى دبي، تتواصل الأعمال الإنشائية لبرج خور دبي المتوقع افتتاحه قبل انطلاق إكسبو 2020 دبي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث سيصل طول البرج إلى 928 مترا ليحطم الرقم العالمي الذي يحمله برج خليفة.
ويعد البرج الذي تبلغ كلفته مليار دولار (3.68 مليار درهم) معلما سياحيا يعكس الأفق العمراني في دبي، فضلا عن كونه صرحا ثقافيا وعمرانيا يجمع كلا من فن العمارة الإسلامية وفن التصميم الحديث، محاكيا التنوع الثقافي والترفيه لسكان دولة الإمارات.
ويمثل "إكسبو 2020 دبي" الحدث الأبرز في الإمارات هذا العام في ضوء العوائد الاقتصادية الهائلة المنتظرة منه التي تصل إلى 122.6 مليار درهم على المدى البعيد، ودعمه لفرص عمل يصل مجموعها إلى 905 آلاف و200 سنة عمل.
ويمضي الاقتصاد الإماراتي في انطلاقته القوية هذا العام مدفوعا بجملة من المكتسبات والإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، وفي مقدمتها نمو إجمالي الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.9%، وفقا لتوقعات المصرف المركزي.
وأثبت الاقتصاد الإماراتي في عام 2019 متانته وقدرته على تخطي التحديات والمتغيرات الاقتصادية العالمية كافة، حيث تابع تقدمه بخطى متسارعة نحو المستقبل بفضل تحسن أنشطة قطاع السياحة والخدمات المالية بالتزامن مع تزايد حجم الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية والقطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية المحفزة للنمو.
ومن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في القطاع المالي خلال 2019 الارتفاع الكبير في أصول الجهاز المصرفي الإماراتي بعدما قفز إلى فوق حاجز 3 تريليونات درهم، ما عزز من مكانته والاحتفاظ بالمركز الأول على مستوى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
واحتلت الإمارات المركز الأول إقليميا والـ33 عالميا في الترتيب العام على مؤشر تنافسية السفر والسياحة العالمي 2019 الذي يصدره سنويا المنتدى الاقتصادي العالمي، بتسجيلها 15.3 نقطة.
وجاء التطور الهائل في القطاع، بعدما رفد المطورون والمستثمرون القطاع السياحي بآلاف الوحدات الفندقية لتتجاوز الـ180 ألف غرفة فندقية وأكثر من 1130 منشأة فندقية موزعة في جميع إمارات الدولة.
وعلى صعيد التنافسية العالمية، حققت الإمارات العام الماضي مرتبة الصدارة في العديد من المؤشرات معنية بالشأن الاقتصادي في تقرير التنافسية العالمية 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الذي يقيّم تنافسية 141 دولة.
وجاءت الإمارات في المركز الأول عالميا في محور "استقرار الاقتصاد الوطني" والمركز الأول في مؤشرات "قلة التغير السنوي في التضخم" و"ديناميكيات الديون" و "اشتراكات الإنترنت على الهاتف المتحرك" و"قلة فجوة الائتمان"، وفي المركز الثاني عالميا في مؤشر "تنوع القوى العاملة".
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز