في إكسبو 2020 دبي.. تجارب "ملهمة" تنقذ المدن من تكدس المرور
يمثل الزحام المروري صداعا لأصحاب المركبات في كل مكان، فمع انتقال نحو 3 ملايين شخص إلى المدن حول العالم كل أسبوع، فإن الوضع يزداد سوءا.
وذكر تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام في منتدى النقل الدولي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (ITF) أن نشاط النقل العالمي سيتضاعف بحلول عام 2050، وسترتفع انبعاثات حركة المرور بنسبة 16% مقارنة بعام 2015.
وللمساعدة في تقليص حركة المرور، تقوم بعض المدن بتسخير أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) والتقنيات الذكية للتخفيف من زحام الطرق عبر استخدام أنظمة إدارة ذكية لحركة المرور، وهو الأمر الذي جرى استعراضه في إكسبو 2020 دبي.
تجارب المدن
وخلال إكسبو 2020 دبي تم عرض تجارب لعدة مدن يتم فيها تضمين أجهزة إنترنت الأشياء مع أجهزة استشعار وبرامج وتقنيات أخرى بهدف ربط البيانات وتبادلها بين الأجهزة والأنظمة المختلفة عبر الإنترنت أو شبكات الاتصالات الأخرى.
كما عرضت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية في تقرير صادر عنها أمثلة حية على السبل التي يمكن من خلالها للبيانات وإنترنت الأشياء أن تساعد المدن على التعامل مع مشكلات التنقل المرتبطة بالتوسع الحضري السريع.
في عام 2015، أنشأت مدينة بوسطن الأمريكية شراكة لمشاركة البيانات مع تطبيق الملاحة Waze المملوك لشركة Google للمساعدة في تحسين تدفق المركبات عبر شوارع المدينة.
ويمكن لمستخدمي Waze مراقبة حركة المرور في الوقت الفعلي على هواتفهم الذكية، ومطالبة التطبيق بإظهار طرق بديلة، والإبلاغ عن ظروف حركة المرور، ومشاريع البناء، ومواقع مراقبة سرعة الشرطة.
كما تستخدم المدينة بعد ذلك بيانات Waze لتحسين تدفق حركة المرور في بوسطن وتقديم تنبيهات حركة المرور للمستخدمين، فيما يتم استخدام بيانات حركة مرور Waze للمساعدة في ضبط تقاطعات بوسطن التي تم الإشارة إليها والتي يبلغ عددها 550 تقاطعا في مركز إدارة حركة المرور في المدينة.
بوسطن لم تكن المدينة الوحيدة التي استخدمت البيانات فمدينة سيبو الفلبينية أطلقت منصة Open Traffic منذ عدة سنوات تعمل على تحسين توقيت إشارات المرور في ساعات الذروة باستخدام بيانات GPS من الهواتف الذكية للسائقين لتطبيق Grab لاستدعاء سيارات الأجرة.
وقد ساعد البرنامج في معالجة الازدحام المروري وتحديات السلامة على الطرق من خلال استخدام البيانات الضخمة وسمح لوكالات إدارة المرور بإدارة تدفقات المرور بشكل أفضل في شوارع مانيلا الكبرى ومدينة سيبو.
أما في مدينة نيويورك المزدحمة فتم إطلاق HubCab منذ عدة سنوات واليوم يتتبع أكثر من 170 مليون رحلة تاكسي سنويا لفهم أنماط سفر مستخدمي سيارات الأجرة.
ومع وجود مجموعة متزايدة باستمرار من تدفقات البيانات المحدثة في الوقت الفعلي، تتيح البيانات لسلطات النقل أن ترى بدقة أين وكيف وفي أي وقت تصبح الأجزاء المختلفة من المدينة مزدحمة بشدة.
وباستخدام التكنولوجيا، يمكن للمدينة كشف تعقيد أنماط السفر وتحديد كيفية تقليل التكاليف الاجتماعية والبيئية المضمنة في أنظمة النقل.
وفي حديثه في منتدى التنمية الحضرية والريفية في إكسبو 2020 دبي، قال أفضل محمد، نائب رئيس تكنولوجيا إنترنت الأشياء والابتكار في شركة سيمنز، إن صانعي السياسات بحاجة إلى استخدام البيانات لمواجهة التحديات الخاصة بالمدينة.
كما أكد على أن الحكومات بحاجة إلى تسخير التكنولوجيا لخدمة أهداف المدن، موضحا انه يجب أن يتم ذلك من خلال جهد جماعي، يضمن تدفق المدخلات من الكيانات الخاصة والعامة لخدمة قاطني المدن.
وقال: "باستخدام منصات البيانات المفتوحة، يمكن للحكومات تنفيذ السياسات من خلال الاستفادة من البيانات المتاحة وبالتالي جعلها هادفة للبشرية".
واستشهد بأمثلة من جميع أنحاء العالم، قال محمد إن المدن في الفلبين والولايات المتحدة تعالج حركة المرور في ساعات الذروة بالشراكة مع سيارات الأجرة وتطبيقات الملاحة.
وافتتحت الإمارات، في دبي، معرض "إكسبو 2020 دبي" الضخم، في أول أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو الحدث العالمي الأكبر منذ تفشي الوباء والأول من نوعه بالشرق الأوسط، والذي يستمر حتى حتى 31 مارس/آذار 2022.