إكسبو 2020 دبي.. سفينة نجاة لدول أمريكا اللاتينية
يمثل معرض إكسبو 2020 دبي سفينة نجاة لاقتصادات دول أمريكا اللاتينية، من حيث الفرص الاستثمارية وحركة التجارة.
فدول البرازيل وكولومبيا وتشيلي والأورجواي والدومينيكان كارولينا بيغيرو والأرجنتين وبنما تسعى إلى عبور المحيطات للاستفادة من أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لتعزيز معدلات نموها الاقتصادي.
ومرت دول أمريكا اللاتينية خلال جائحة كورونا بأسوأ ركود خلال القرن الماضي، كما وصفته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو".
وتسعى اقتصادات أمريكا الجنوبية التي تعتمد بشكل أساسي على التصدير، لا سيما المعادن والمواد الزراعية والغذاء، إلى إيجاد أسواق جديدة لها وتعزيز وجودها وتوسيع حصتها في أسواقها التقليدية عبر بوابة إكسبو، إذ تتنافس هذه الدول في عرض الفرص الاستثمارية ومنتجاتها الصناعية، ونظمت المؤتمرات والندوات الاقتصادية، ودعت العديد من شركاتها الطامحة للنمو والتوسع للاستفادة من الفرص التي يوفرها الحدث الدولي، الذي يجمع نحو 192 دولة على أرض دبي.
التنافسية
قال المفوض العام لجمهورية كولومبيا، خوان بابلو كافيليير في تصريحات له، إن مشاركة دول أمريكا الجنوبية في المعرض تمثل فرصة استثنائية لتسليط الضوء على المزايا الفريدة والمقومات التنافسية التي تتمتع بها على كل المستويات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية، فضلاً عن تعريف العالم بتاريخها العريق وتراثها الغني وثقافتها النابضة بالحياة، مشيراً إلى أن أهمية الحدث الدولي تكمن في كونه منصة تفاعلية لاستكشاف آفاق رحبة للتعاون الاقتصادي وفتح أسواق جديدة أمام الشركات للتواجد بقوة ضمن أسواق الإمارات والشرق الأوسط، فضلاً عن بحث السبل الضامنة لتوسيع نطاق العلاقات المتبادلة بين مجتمعات الأعمال في الإمارات وأمريكا الجنوبية، لا سيّما ضمن القطاعات الحيوية سريعة النمو، وفي مقدّمتها التحول الرقمي والاستدامة.
أضاف أن أجنحة الدول اللاتينية تستعرض في "إكسبو 2020" أحدث الابتكارات والإبداعات التي تحمل توقيع نخبة العقول الواعدة، التي تمثل إضافة مهمة للجهود الدولية الرامية إلى مواجهة القضايا العالمية الملحّة، فضلاً عن إبراز الوجهات المتميّزة التي تجعل من أمريكا الجنوبية وجهة رائدة على خارطة السياحة الدولية.
شراكات جديدة
وقال مدير جناح البرازيل في إكسبو 2020 دبي، رافائيل ناسيمنتو، إن مشاركة البرازيل في المعرض مرتبطة بمشاركة القطاع الاقتصادي البرازيلي، مشيراً إلى أن الجناح يحتضن العديد من الشركات البرازيلية، التي تبحث عن فرص استثمارية وأسواق جديدة لمنتجاتها، مستفيدة من منصة الحدث الدولي والمشاركة العالمية الواسعة فيه.
أضاف أن هناك العديد من الفعاليات الاستثمارية والتجارية التي سيتم تنظيمها داخل الجناح على مدى 6 أشهر، نهدف من خلالها إلى خلق فرص للتواصل بين الشركات البرازيلية مع نظرائها في المنطقة والعالم، وكذا تعريف مجتمع الأعمال البرازيلي بنظيره في البلدان الأخرى، بما يتيح له استكشاف فرص الاستثمار ومجالات النمو لتوسيع نطاق حضورها خارج البرازيل وتعزيز انتشار منتجاتها وحلولها.
أوضح ناسيمنتو أن إكسبو 2020 دبي يوفر فرصة كبيرة لاستعراض ريادتنا في مجالات مثل الحفاظ على الغابات والتنمية المستدامة، فضلاً عن السعي لاستقطاب الاستثمارات إلى بلادنا وزيادة صادراتنا، مشيراً إلى أن البرازيل تركز خلال الحدث على قطاعات الطاقة والتقليدية والمتجددة، وتسلط الضوء على ريادتها في استخدام الوقود الحيوي وتطوير التقنيات المرتبطة به، وقطاع الزراعة القائم على الاستخدام المكثّف للتكنولوجيا، وقطاع السياحة عبر الترويج للمواقع التراثية الطبيعية والثقافية في البرازيل.
التعريف بالمنتجات
من ناحيته، قال المفوض التجاري مدير الجناح التشيلي في إكسبو 2020 دبي، فيليب ريبيتو: نهدف من خلال مشاركتنا في الحدث إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الإمارات وتشيلي، والاستفادة من زيارة العديد من الوفود التجارية التشيلية إلى جناحنا، وكذلك الشركات التشيلية المتخصصة في قطاعات الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى للتعريف بمنتجاتنا والترويج لها.
أضاف: "صممنا الجناح ليكون بمثابة منصة مثالية لاحتضان المعارض التجارية خلال فترة انعقاد الحدث الدولي، لكي تجد الشركات التشيلية المشاركة الفرص المواتية لها لتأسيس علاقات تجارية ناجحة مع نظرائها في الإمارات والعالم، كما نسعى أيضاً إلى تعزيز استفادتنا من المنظومة العالمية لإكسبو وبناء شراكات جديدة مع العديد من الشركات الكبرى من مختلف أنحاء العالم".
وأوضح أن تشيلي من خلال مشاركتها تسلط الضوء على إمكاناتها في قطاعات رئيسة مثل الابتكار والاستدامة والأمن الغذائي، وتعريف الزوار من خلال المفوضية التجارية التشيلية "برو تشيلي" إلى فرص الأعمال والاستثمار في تشيلي، إذ ستكون "برو تشيلي" بمثابة جسر للربط بين المستوردين والمصدرين والمستثمرين.
كريستال ومنتجات غذائية
وقال المسؤول في جناح الأورجواي محمد شمين، إن الأورجواي تعتبر من أكثر الدول جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قارة أمريكا الجنوبية، وتسعى من خلال مشاركتها في الحدث العالمي إكسبو إلى إلقاء الضوء على الفرص المتاحة فيها، والبحث عن فرص جديدة للاستثمار والتوسع بمنتجاتنا في المنطقة والعالم.
وأضاف أن الأورجواي ركزت خلال مشاركتها على عرض المنتجات والصناعات الوطنية في الدولة، مثل صناعة الكريستال الذي يتم قطعه وتحويله إلى قطع فنية ثمينة بالليزر.
وتابع مشين: نعرض أيضاً المنتجات الغذائية والاستهلاكية الأساسية لديها مثل البهارات كالمسالا، والأرز والقطن والصناعات النسيجة المرتبطة به.
دعم الاقتصاد
بدورها، قالت مديرة جناح جمهورية الدومينيكان كارولينا بيغيرو، إن معرض إكسبو يلعب دوراً استثنائياً في دعم الاقتصاد والترويج للفرص السياحية والاقتصادية والترفيهية والثقافية في بلادنا.
وذكرت أن إكسبو يعتبر فرصة لجذب الاستثمارات للدومينيكان، ولا سيما مع البنية التشريعية والإمكانات الاقتصادية الهائلة المتوافرة بها، إلى جانب عقد الشراكات البينية مع دول المنطقة.
إمكانات أرجنتينية
يلقي الجناح الأرجنتيني في إكسبو 2020 دبي الضوء على الإمكانات الهائلة التي تملكها البلاد في مجال الأعمال التجارية والزراعية والطاقات المتجددة والعلوم والتكنولوجيا، كما يعرض الفرص المتنوعة لديها فيما يتعلق بالسياحة والثقافة والسلع والخدمات.
بنما.. حلقة وصل
يركز جناح بنما على فكرة جوهرية مفادها أن البلاد تشكل حلقة وصل بين أطراف العالم، إذ تحظى البلاد بأهمية عظمى بوصفها مركزاً جغرافياً عالمياً.
وتسير خطوط بنما الجوية الوطنية وخطوط كوبا الجوية ما يزيد على 100 رحلة طيران يومياً، لتحقيق ربط فاعل مع مختلف دول العالم.
ويلقي الجناح الضوء على التنمية المستدامة في الدولة، إذ أطلقت الأمم المتحدة على بنما لقب الدولة الرائدة في تحويل الطاقة، بفضل الجهود التي تبذلها لتحويل أهداف التنموية المستدامة إلى أعمال ملموسة في مجال الطاقة، كذلك يركز الجناح على المناطق الاقتصادية الخاصة، إذ كان للمناطق الاقتصادية دور عظيم في قصة نمو بنما الناجحة على مر العقود الماضية.