سلسلة تأثير إكسبو لايف.. إثقال المرأة بالأعباء يضرب الاقتصادات
ناقش عدد من مبتكري إكسبو لايف العالميين قضية التفاوت بين الجنسين وما يترتب عليها من إلقاء عبء أكبر في الرعاية على كاهل المرأة.
وأشاروا إلى هذا يؤدي إلى آثار اقتصادية سلبية، وذلك في إطار الحلقة الأحدث ضمن سلسلة تأثير إكسبو لايف التي عقدت أمس الأربعاء في إكسبو 2020 دبي.
مساعدة المرأة على الازدهار
وفي جلسة حوارية بعنوان "مساعدة المرأة على الازدهار" أدارتها ياسمين باقر من إكسبو لايف بمشاركة عدد من المتحدثين، بما في ذلك كلوديا إسبارزا، مؤسسة ناناس آند آماس في بيرو؛ وشيخ سيف الراشد، مؤسس آبون ويلبيينغ في بنجلاديش؛ وسابرينا حبيب، مؤسسة كيدوجو في كينيا، حيث اتفقوا جميعا على تعريف مفهوم ازدهار المرأة.
ويدعم إكسبو لايف -وهو برنامج الشراكة والابتكار العالمي في إكسبو 2020 دبي- المشروعات ذات الحلول المبتكرة والإبداعية التي تحدِث تأثيرا حقيقيا في حياة الناس وتساعد المجتمعات في جميع أنحاء العالم على الانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
وفي أثناء حديثها في الجلسة، قالت كلوديا إسبارزا -التي ساهم مشروعها الاجتماعي في مساعدة 3000 امرأة في الحصول على وظائف في العمل المنزلي وتقديم الرعاية، "إن المرأة القادرة على الازدهار تتمتع بالقدرة على اتخاذ خيارات حياتها، ولديها مساحة من الحرية والاستقلال الاقتصادي؛ أي أن لديها الأدوات التي تحتاجها للقيام بما تريد. ولا تزال كثير من النساء محرومات من هذه الحرية حتى يومنا هذا".
ومن أكبر المعوقات التي تحول دون تحقيق التكافؤ بين الجنسين إلقاء عبء رعاية الأطفال والأقارب المتقدمين في العمر على كاهل المرأة على نحو غير متناسب. وتعليقا على ذلك، قالت سابرينا حبيب: "إن غياب سبل الوصول إلى مرافق رعاية الأطفال يدفع بعض الأمهات إلى المخاطرة بترك أطفالهن في المنزل بمفردهم من أجل الذهاب إلى العمل. وفي بعض الأحيان، تُضطر الأم إلى سحب أحد أطفالها الأكبر سنا، عادة ما يكون المراهق، من المدرسة لرعاية الطفل الأصغر، وربما ينتهي بها الأمر إلى ترك طفلها في مركز رعاية غير رسمي وغير آمن حيث يكون ضرره على الطفل أكبر من نفعه".
وعبر كيدوجو، وهي مؤسسة معنية بتقديم خدمات الرعاية والتعليم للأطفال في سن مبكرة بأسعار في متناول الأسر ذات الدخل المحدود في شرق أفريقيا، اكتشفت حبيب أن توفير بيئات آمنة وتعليم جيد للأطفال في سن مبكرة يمّكن السيدات القائمات على إدارة هذه المرافق من الحصول على مصدر رزق، ويتيح الفرصة للأطفال لتلقي تعليم مناسب في مرحلة مبكرة، حيث يكون لذلك أثر بالغ في نموهم وتطورهم.
وبهذه الطريقة، يتسنى للفتيات الأكبر سنًا مواصلة تعليمهن في المدرسة ومن ثمّ تقديم نموذج إيجابي يقتدى به، في حين تتمكن الأمهات من مواصلة العمل بعد الاطمئنان على وجود أطفالهن الصغار في مكان يوفر لهم الأمان وإمكانية التعلم.
وسلطت حالات الإقفال الكامل وإغلاق المدارس في. أثناء جائحة كورونا الضوء على العبء الهائل الذي تحملته المرأة لضمان مواصلة أطفالها تعليمهم بسلاسة، سواء كانت تباشر عملها من المنزل أثناء متابعتهم أو غير موظفة. وفي كلتا الحالتين، هناك أثر اقتصادي سلبي يترتب على تحمل المرأة لهذا القدر الهائل من العبء.
وفي هذا السياق، قال شيخ سيف الراشد، مؤسس آبون ويلبيينغ – وهي سوق متعدد القنوات لتقديم المنتجات والخدمات بأسعار معقولة لعمال المصانع: "في بنجلاديش، أُغلقت المدارس لمدة عام وثمانية أشهر أثناء الإقفال الكامل. وبعد أربعة أشهر، بدأت المصانع في فتح أبوابها مجددا، وانتعشت الوظائف الخاصة بالرجال بمعدل أسرع، وكانت النساء الأكثر تضررا من فقد الوظائف، نظرا لأنهن يشكلن نصف القوة العاملة. ولا شك أن الاستثمار في المرأة يسهم في دفع عجلة الاقتصاد بصورة حقيقية. لذا، فإن ازدهار المرأة في المجتمع هو قضية الجميع".
وتمثل إعادة المرأة إلى القوة العاملة مجددا جزءا من الحل. وفي هذا السياق، أكدت إسبارزا على ضرورة إتاحة الفرصة للمرأة لتقلد مناصب اتخاذ القرار ومنحها مزيدا من الصلاحيات في أدوارها الحالية، مشيرة إلى أن هذا لن يتحقق إلا عندما ينخرط كل أفراد المجتمع في الحوار بشأن سبل معالجة أوجه التفاوت بين الجنسين.
واتفق الراشد مع هذا قائلا: "ثمة خيارات معينة لا تتوفر للمرأة في جميع الأوقات بسبب الثغرات المنهجية التي تفرض قيودا عليها. ومن هنا، فإننا بحاجة إلى تعزيز مشاركة الرجال لضمان القضاء على تلك القيود، وهذه المحادثات يجب أن تبدأ من المنزل مع الأبناء والإخوة والآباء والأزواج".