"إكسبو 2020 دبي".. واحة دولية تعزز "الأخوة الإنسانية"

يحتفل العالم، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، في وقت تستضيف فيه الإمارات "إكسبو 2020 دبي" الذي أضحى منصة دولية تعزز الأخوة والتسامح.

يأتي الاحتفال بتلك المناسبة بعد قرار أممي صدر نهاية عام 2020 اعتمد يوم 4 فبراير/ شباط من كل عام يوما دوليا للأخوة الإنسانية، تقديرا لخطوة الإمارات في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في مثل هذا اليوم عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

وتؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية، دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.

كما تؤكد الوثيقة في إحدى مبادئها على أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية.

وتم الاحتفال بتلك المناسبة للمرة الأولى العام الماضي، فيما يحتفل بها العالم هذه الأيام، للمرة الثانية منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية.

يأتي احتفال هذا العام بالتزامن مع استضافة الإمارات فعاليات "إكسبو 2020 دبي"، الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.

ومنذ انطلاقته مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سخرت الإمارات الحدث الدولي الهام لنشر التسامح بين مختلف دول العالم، وتعزيز الأخوة الإنسانية، والعمل على نشر أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، إضافة إلى دعم العلاقات الثنائية التي تربط الإمارات بتلك الدول، عبر فعاليات ومهرجانات ومبادرات عديدة.

واحتفاء بتلك المناسبة، ينطلق في إكسبو 2020 دبي بداية من 2فبراير/ شباط الجاري "مهرجان الأخوة الإنسانية"، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وبحضور دولي وعربي بارز وبمشاركة الأزهر الشريف والفاتيكان و يستمر أربعة أيام.

يأتي تنظيم المهرجان احتفاء بجهود الإمارات في تعزيز التسامح، ورؤية القيادة في إعلاء قيم التسامح والأخوة الإنسانية محليا وعالميا، والتوعية بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث تعد الوثيقة واحدة من أهم الوثائق في مسيرة البشرية.
احتفالية هامة تأتي بعد عدة فعاليات هامة شهدها المعرض الدولي منذ انطلاقته قبل 4 شهور، تصب في تحقيق نفسه الهدف، من أبرزها استضافته لأعمال الملتقى الدولي الثامن لمنتدى تعزيز السلم خلال الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما انطلق في إكسبو دبي " المهرجان الوطني للتسامح والتعايش على مدى أسبوع كامل، من 14 وحتى 20 نوفمبر الماضي، والذي تم خلاله إطلاق مبادرة "التحالف العالمي للتسامح"، بمشاركة أكثر من 40 قامة عالمية.

ويشهد إكسبو 2020 دبي بشكل شبه يومي احتفالات بالأيام الوطنية والفخرية التي تعد مناسبات للاحتفال بكل من المشاركين الدوليين الذين يزيد عددهم على 200 مشارك، بينهم 192 بلدا،  في احتفالات تعزز الأخوة الإنسانية على نطاق واسع.

أيضا تحمل أجنحة الدول المشاركة التي يجمعها المعرض العديد من القيم الإنسانية والحضارية التي تعزز ثقافة الحوار والتعايش وتدعم أهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية".

مهرجان الأخوة الإنسانية

ينطلق في إكسبو 2020 دبي اليوم الأربعاء مهرجان الأخوة الإنسانية في نسخته الثانية، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وبحضور دولي وعربي بارز وبمشاركة الأزهر الشريف والفاتيكان و يستمر أربعة أيام.

وتستمر الفعاليات على مدى 4 أيام حيث تم تخصيص اليوم الأول للشباب وطلاب الجامعات من خلال فعاليات متنوعة يشارك بها طلاب عدد من الجامعات الإماراتية.

فيما يتم تخصيص اليوم الثاني للبرامج والأنشطة المخصصة للجهات الحكومية، إضافة إلى الأطفال والشباب.

ويشكل الرابع من فبراير/شباط اليوم الرئيسي لفعاليات المهرجان، ويضم منتدى أبعاد الأخوة الإنسانية في التحالف العالمي للتسامح الذي يفتتحه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي بكلمة رئيسية تتناول أهمية وأهداف المنتدى، ودور هذا الحدث الدولي الكبير في تفعيل التحالف العالمي للتسامح، والدور المنتظر في المستقبل لهذا التحالف، إضافة إلى التركيز على تفعيل قيم الأخوة الإنسانية من أجل حاضر ومستقبل البشرية، وذلك بحضور شخصيات محلية ودولية بارزة ً باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، ويتم من خلاله استضافة احتفاء متحدثين من الفاتيكان والأزهر الشريف، إضافة الى تنظيم طاولة مستديرة حول الأخوة الإنسانية والتحالف العالمي للتسامح.

وتركز الأنشطة والفعاليات المتعلقة باليوم الرابع من المهرجان تركز على تعزيز قيم الأخوة الإنسانية، ومبادئها العامة.

وأعلنت وزارة التسامح والتعايش عن مشاركة أكثر من 40 وزارة وهيئة حكومية في مهرجان الأخوة الإنسانية.

وتركز الأنشطة التي تشارك بها هذه الجهات على ورش العصف الذهني والمنتديات، وورش العمل، وذلك تحت مظلة المبادرة الوطنية "الحكومة حاضنة للتسامح"، كما ستنظم لجان التسامح المنتشرة بكافة المؤسسات الحكومية أنشطة فرعية وداخلية في إطار المهرجان ضمن احتفالاتها باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي أن المهرجان الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية يركز هذا العام على تعزيز الجهود الدولية من أجل الإنسانية في كل مكان.

وقال إن الوزارة تستهدف أن يحمل المهرجان رسائل واضحة إلى المجتمعين الدولي والمحلي و التركيز على أن الإمارات التي بذلت جهودا كبيرة منذ تأسيسها وحتى اليوم لتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية محليا وعالميا تواصل جهودها لإعلاء القيم الإنسانية في كل مكان بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء حول العالم واصفا المهرجان بأنه سيكون فرصة جيدة لتفعيل دور التحالف الدولي للتسامح على أرض الواقع.

فعاليات ومهرجانات

يأتي استضافة "إكسبو دبي" لمهرجان الأخوة الإنسانية ضمن فعاليات ومهرجانات عدة تبرز أهم التجارب المتميزة في تعزيز قيم وثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام الاختلاف، وتعزيز التعاون ومواجهة التعصب سواء كان لدين أو جنس أو لون أو ثقافة، من أجل مجتمع عالمي أكثر سعادة، يعيش في سلام وأمن.

من أبرزها استضافته لأعمال الملتقى الدولي الثامن لمنتدى تعزيز السلم خلال الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بعنوان "المواطنة الشاملة من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك".

حضر الافتتاح ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والشيخ نور الحق قادري الوزير الاتحادي للشؤون الدينية والوئام بين الأديان في جمهورية باكستان، والشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للافتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي في كلمته بافتتاح المنتدى "أن الإمارات وفي ظل حضور العالم في إكسبو 2020 دبي أصبحت دولة المواطنة الشاملة، دولة التسامح والأخوة الإنسانية ، دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية تتخذ من التسامح والتعاون والوفاق منهجاً وطريقة وتحرص كل الحرص على التعاون والتنسيق مع كافة الأمم والشعوب وتعمل باستمرار على تمكين جميع الأفراد وجميع المجتمعات البشرية للإسهام الكامل في جهود التنمية المستدامة في العالم ".

كما انطلق في إكسبو 2020 دبي " المهرجان الوطني للتسامح والتعايش على مدى أسبوع كامل، من 14 وحتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تم خلاله إطلاق مبادرة "التحالف العالمي للتسامح"، بمشاركة أكثر من 40 قامة عالمية.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أهمية القمة العالمية المشتركة للأديان ودروها الملهم في مضاعفة الجهود والطاقة من أجل عالم يعمه التسامح والسلام.

وأشاد بجهود القائمين على إكسبو 2020 دبي لتيسيرهم هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن "إكسبودبي" أتاح الفرصة للجميع للتعرف على الآخرين والتبادل الثقافي ومعايشة الأخوة الإنسانية على أرض الواقع والتعاون والتعهدات المشتركة كما ساعد إكسبو على توعية الرأي العام وصناع السياسات.

الأيام الوطنية

أيضا تمثل الأيام الوطنية والفخرية في إكسبو 2020 دبي مناسبات للاحتفال بكل من المشاركين الدوليين الذين يزيد عددهم على 200 مشارك، بينهم 192 بلدا، وتسليط الضوء على ثقافاتهم وإنجازاتهم وعرض أجنحتهم وبرامجهم. وتتميز كل منها بمراسم رفع العلم على منصة الأمم في ساحة الوصل، تليها عروض ثقافية وفنية وإلقاء كلمات.

ومن خلال تلك الفعاليات، تتحقق العديد من الفوائد التي تسهم في نشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية، وبناء جسور التواصل مع العالم من خلال تعرف المشاركين من مختلف أنحاء العالم على ثقافات ومناسبات تلك الدول، لترسخ الإمارات مكانتها جسرا للتواصل بين شعوب العالم.

أيضا تتيح الإمارات من خلال تلك الفعاليات لأكثر من 200 جنسية يقيمون ويعملون بها، فرصة المشاركة في المناسبات الوطنية لبلدانهم على أرضها في خطوات تبرز الرقي والتسامح.

الاحتفاء بالقيم الإنسانية

أيضا يحتفي "إكسبو 2020 دبي" بالقيم الإنسانية ويعمق التواصل الانساني من خلال أجنحة الدول المشاركة.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور سلطان الرميثي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، في تصريح سابق أن أبرز ما يميز معرض إكسبو 2020 دبي الاحتفاء بالقيم الإنسانية بما يشمله من صورة حضارية تتسابق الدول العارضة في الحدث العالمي الكبير لإبرازها.

جاء ذلك خلال زيارة سلطان الرميثي يرافقه وفد من الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين.. جناح جمهورية مصر العربية في "إكسبو 2020 دبي" أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأهدى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين إلى الدكتور أحمد مغاوري، المفوض العام للجناح المصري نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيرا إلى حرص المجلس على تسليط الضوء على التجربة المصرية في التعايش و التسامح، والاستفادة منها في تعزيز قيم السلام والتعددية وقبول الآخر.

كما قام الدكتور سلطان الرميثي بزيارة لجناح الفاتيكان بمعرض "إكسبو 2020 دبي" ، أكد خلاله إنه يعمق التواصل الإنساني ويعرض للعالم المشتركات الكثيرة بين الشرق والغرب.

ولفت الرميثي إلى أن الجناح يعد امتدادًا لجهود الأخوة الإنسانية، التي بدأها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والتي توجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي في فبراير/شباط 2019، وما زالت تتواصل لتطبيق مبادئ تلك الوثيقة ونشرها على مختلف المستويات.