سيناريو فناء البشرية.. احتمالات التصادم مع «المرأة المسلسلة»
يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن مجرة درب التبانة، التي ينتمي لها كوكب الأرض، ومجرة المرأة المسلسلة (M31) تسيران في مسار تصادمي.
ومن المقدر أن تندمجا في حدث مذهل، لكن دراسة جديدة لباحثين من جامعة هلسنكي الفنلندية، تشير إلى أن هناك فرصة بنسبة 50% فقط لحدوث ذلك خلال العشرة مليارات سنة المقبلة.
وبينما ترجح التقديرات أنه بحلول وقت الاصطدام، ستكون شمسنا قد استنفدت وقودها النووي منذ فترة طويلة ودخلت مرحلة العملاق الأحمر، مما قد يؤدي إلى إنهاء الحياة على الأرض كما نعرفها، إلا أن بعض العلماء كان يحلو لهم توصيف هذا الاصطدام المتوقع بأنه سيؤدي لفناء البشرية، كونه سيؤدي حال حدوثه إلى اضطراب كوني كبير يسبب تغييرات في بيئة نظامنا الشمسي.
ولفهم توقعات العلماء السابقة والحالية، تخيل أنك في حديقة تشاهد طفلين على دراجات يتجهان نحو بعضهما البعض، ففي البداية، يبدو من الواضح أنهما سوف يتصادمان، ولكن بعد ذلك تلاحظ أطفالا آخرين يتجولون في الأنحاء، ويقطعون المسارات، بل ويقتربون بدرجة كافية لدفع الدراجات بعيدا عن مسارها قليلا، وفجأة، أصبح التنبؤ بما إذا كانت هاتان الدراجتان ستتصادمان بالفعل أكثر صعوبة.
وفي هذا السيناريو، تشبه مجرة درب التبانة والمرأة المسلسلة الدراجتين، ولفترة طويلة، اعتقد علماء الفلك أن مساراتهم ستتقاطع حتما، لكن الآن، أدرك العلماء أن هناك مجرات أخرى قريبة - مثل الأطفال على الدراجات الأخرى - يمكنها التأثير على النتيجة، وهذه المجرات الأخرى، وهي جزء من "مجموعتنا المحلية"، لها جاذبيتها الخاصة، والتي يمكن أن توجه مجرة درب التبانة والمرأة المسلسلة بعيدًا عن بعضهما البعض، مما يجعل الاصطدام أقل تأكيدا.
وخلال الدراسة المنشورة في موقع ما قبل طباعة الأبحاث (أرخايف)، أخذ الباحثون في الاعتبار تأثير الجاذبية لهذه المجرات المجاورة، بما في ذلك مجرة المثلث (M33) وسحابة ماجلان الكبرى، حيث تعمل هذه المجرات كقوى غير مرئية، ومن المحتمل أن تغير مسار مجرة درب التبانة والمرأة المسلسلة، مثلما يمكن لعاصفة من الرياح أن تدفع إحدى الدراجات قليلاً بعيدا عن مسارها.
ولكن مثلما يصعب التنبؤ بالمكان الدقيق الذي ستنتهي فيه كل دراجة في حديقة مزدحمة، هناك الكثير من عدم اليقين في التنبؤ بحركات المجرات على مدى مليارات السنين.
لذلك، على الرغم من أنه لا تزال هناك فرصة لاصطدام مجرتي درب التبانة والمرأة المسلسلة، إلا أن الأمر ليس مؤكدا كما كان يُعتقد من قبل، وحتى لو حدث ذلك، فإنه سيكون بعيدا جدا في المستقبل، بعد وقت طويل من احتراق شمسنا، لدرجة أنه قد لا يهمنا على الإطلاق.