7 لحظات فضائية شغلت العالم في 2021
لا يوجد شيء مثل الوباء لمنح الناس الوقت الكافي للتفكير في أعظم ألغاز الكون.
على مدار العام، غامر السياح الأثرياء بالذهاب إلى الفضاء، ووصلت شركات الرحلات الفضائية الحكومية والخاصة إلى معالم جديدة، واستمر العلماء في اكتشافاتهم.
وفيما يلي سبعة من أهم لحظات الفضاء لعام 2021: الجيد والسيئ والمضحك.
1. "لحظة الأخوان رايت" على المريخ
بعد أن وصلت مركبة فضائية متجهة إلى المريخ إلى وجهتها على بعد 300 مليون ميل من الأرض في وقت سابق من هذا العام، نجحت "ناسا" في أول رحلة لها لمروحية آلية على كوكب آخر، هي المروحية "إنجينويتي".
والمروحية "إنجينويتي"، هي طائرة هليكوبتر صغيرة تزن 4 أرطال تم نقلها للمريخ بواسطة المركبة الفضائية، وارتفعت 10 أقدام فوق سطح المريخ لما يزيد قليلاً على 39 ثانية في الغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر.
ووصف ميمي أونغ، مدير مشروع إنجينويتي، إنجاز 19 أبريل/نيسان بأنه "لحظة الأخوان رايت".
ومنذ ذلك الحين ، كان لدى "إنجينويتي" المزيد من وقت البث، ومع أكثر من اثنتي عشرة رحلة في المستقبل، قد تصبح الكشافة الروبوتية أحد الأدوات العادية للعربات الجوالة ورواد الفضاء.
وقال القائم بأعمال مدير "ناسا"، ستيف جورتشيك، في بيان صحفي: "لا نعرف بالضبط إلى أين ستقودنا إنجينويتي، لكن نتائج اليوم تشير إلى أن السماء - على المريخ على الأقل – لم تعد بعيدة عن الكشف".
وقبل شهرين من تحليق الطائرة بدون طيار فوق المريخ لأول مرة، هبطت بأمان المركبة "برسفيرنس" التي تحملها، واستغرقت الرحلة سبعة أشهر بسرعة تزيد على 12000 ميل في الساعة.
و"برسفيرنس"، هي المركبة الفضائية التاسعة على المريخ التابعة لوكالة "ناسا"، ويمكن أن تكون المفتاح للإجابة على بعض أعظم أسئلة الكون، وتتمثل المهمة في البحث عن دليل على وجود حياة سابقة على كوكب يشبه الصحراء، وهذا هو سبب الهبوط على شريط ضيق في دلتا نهر قديم.
وعلى مدى العامين المقبلين، ستستخدم العربة الجوالة بحجم السيارة ذراع وبطول سبعة أقدام في البحث عن عينات الصخور والتربة التي يمكن أن تحتوي على علامات على الحياة المجهرية القديمة.
2. سقوط الصاروخ الصيني
هل تذكر ذلك الوقت الذي سقطت فيه قطعة كبيرة من الصواريخ على الأرض، ولم نكن نعرف على وجه اليقين مكان تحطمها؟.
في 8 مايو/أيار، عادت قطعة من أكبر صاروخ صيني "لونج مارش 5 بي"، إلى الغلاف الجوي فوق جزر المالديف في المحيط الهندي، مع احتراق معظمها في هذه العملية، وأفاد الناس في الشرق الأوسط بأنهم رأوا حطاماً، لكن لم يصب أحد بأذى.
ولم يعرف أحد بالضبط أين سيسقط هذا الحطام، وأشارت التوقعات إلى أن الصاروخ الضخم قد يمطر بحطامه المدن الكبرى.
وأصبح الصاروخ خارج نطاق السيطرة في المدار بعد أن أطلق جزءاً من المحطة الفضائية الجديدة للبرنامج الصيني.
وقال علماء الفيزياء الفلكية الذين يتتبعون الصاروخ إن من غير المحتمل إحصائياً أن يصطدم بالأرض، مما يعرض الناس للخطر، وقالوا إن معظم النفايات الفضائية تحترق، وتكون احتمالات اصطدام أشياء فضائية بالمحيط جيدة، بالنظر إلى أن ثلثي الكوكب مغطى بالمياه، ومع ذلك، حذر العديد من الخبراء وكالة الفضاء، مرة أخرى، من المخاطرة غير المبررة.
3. أول امرأة من أصحاب البشرة السمراء تقود مركبة فضائية
كانت شركة "سبيس إكس" رائدة في إرسال أول طاقم من الهواة يدور حول العالم بدون رائد فضاء محترف في سبتمبر/أيلول، وهو إنجاز يشير إلى مدى تطور صناعة السياحة الفضائية التجارية.
وتزامنت الرحلة، المعروفة باسم مهمة "إنسبيرايشن 4" مع لحظة ريادية أخرى، وهي أن قائدة المركبة كانت أول امرأة من أصحاب البشرة السمراء، وهي سيان بروكتور، عالمة جيولوجيا تبلغ من العمر 51 عاماً من تيمبي بأريزونا.
وقادت بروكتور الرحلة بالكامل إلى المدار، ووصلت المركبة الفضائية إلى ارتفاع 363 ميلاً، مروراً بمحطة الفضاء الدولية بحوالي 100 ميل.
وكانت بروكتور أحد المرشحين النهائيين لتصبح رائد فضاء في وكالة "ناسا" في عام 2009 لكنها لم تنجح، وبعد حوالي أربع سنوات، عاشت في مبنى صغير في هاواي لعدة أشهر كجزء من دراسة العزلة للرحلات إلى المريخ.
وفي رحلة "إنسبيرايشن 4"، تناول الطاقم طعاماً من البيتزا الباردة، وتلقى مكالمة من توم كروز، إلى جانب الاستمتاع ببعض المناظر الخلابة، كما قامت بروكتور قائدة المركبة بالرسم بالألوان المائية خلال المهمة التي استمرت ثلاثة أيام.
4. روسيا فجرت قمرا صناعيا
تسببت روسيا في طوارئ بمحطة الفضاء الدولية، في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أجرت البلاد تجربة صاروخية غير معلن عنها لتحطيم قمر صناعي.
وتلقى سبعة رواد فضاء إنذاراً مبكراً في الصباح الباكر من وحدة تحكم أرضية لارتداء ملابسهم وإجلائهم لسفنهم حيث كان الحطام مهدداً بالتصادم مع المحطة د.
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية إن حادثة 15 نوفمبر/تشرين الثاني تسببت في تناثر ما لا يقل عن 1500 قطعة من الحطام، إلى جانب عدد لا يحصى من القطع الصغيرة التي يصعب تعقبها.
وقال مسؤولون أمريكيون إن دوامة النفايات لم تؤذي أحداً هذه المرة لكنها ستستمر في تشكيل مخاطر على رواد الفضاء خلال السنوات المقبلة.
ونفت روسيا ووكالة الفضاء التابعة تعريض تجربة مكافحة الأقمار الصناعية، المحطة الفضائية أو أفراد طاقمها للخطر.
لكن الحدث جدد المناقشات حول مشكلة النفايات الفضائية المتنامية وقضايا الدفاع الشاملة، وخلال الاجتماع الأول لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس مع المجلس الوطني للفضاء هذا الشهر، أدانت روسيا لتفجيرها الحطام عبر الفضاء.
وقالت: "مع نمو النشاط في الفضاء، يجب أن نعيد التأكيد على حقوق جميع الدول، ويجب أن نطالب بالمسؤولية من جميع الدول التي ترتاد الفضاء، ويجب علينا إنشاء وتوسيع القواعد والمعايير المتعلقة بالسلامة والأمن والشفافية والتعاون لتشمل النشاط الفضائي العسكري والتجاري والمدني".
5. لوسي في السماء مع الكويكبات
أطلقت "ناسا" هذا الخريف المركبة الفضائية "لوسي" في جولة كبيرة على الكويكبات مدتها 12 عاماً مع خطط للطيران فوق العديد من الصخور الفضائية التي تشترك في مدار كوكب المشتري.
و"لوسي"، هي مهمة ستدرس أصول النظام الشمسي، حيث يُعتقد أن الكويكبات هي قطع متبقية من تكوينات الكواكب.
وستستكشف المركبة الفضائية كويكباً واحداً في الحزام الرئيسي للنظام الشمسي وسبعة كويكبات طروادة، ويُعتقد أن هذا الأخير هو بقايا النظام الشمسي المبكر المحاصر في مدارات مستقرة.
وقال مسؤولو الفضاء الأمريكيون إن دراسة كويكبات طروادة يمكن أن تؤدي إلى اكتشافات حول تطور النظام الشمسي.
وقال مدير "ناسا"، بيل نيلسون، في بيان: "تجسد لوسي سعي ناسا الدائم للدخول في الكون من أجل الاستكشاف والعلوم، لفهم الكون بشكل أفضل ومكاننا فيه".
وأطلقت المركبة الفضائية بصاروخ أطلس الخامس في 16 أكتوبر/تشرين الأول وستسافر 4 مليارات ميل في شكل حلقة دائرية، عائدة إلى الأرض ثلاث مرات لتعزيز الجاذبية، وهذا يعني أنها ستكون أول مركبة تعود إلى جوار الأرض من النظام الشمسي الخارجي.
6. صدور تقرير حول ظاهرة الأجسام الطائرة الغامضة
أصدرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية في يونيو/حزيران، تقريرها الذي طال انتظاره حول سلسلة من الأجسام الطائرة الغامضة التي شُوهدت تتحرك عبر المجال الجوي العسكري المحظور على مدى العقود العديدة الماضية.
وقال مسؤولو المخابرات الأمريكية إنهم لا يستطيعون تفسير 143 مشاهدة لظواهر جوية مجهولة (UAP) شاهدها طيارو البحرية منذ عام 2004، لكن حقيقة أن مجتمع الاستخبارات قد أصدر الوثيقة يمثل إحدى المرات الأولى التي اعترفت فيها الحكومة الأمريكية علناً بأن هذه المشاهدات الجوية الغريبة من قبل طياري البحرية وغيرهم تستحق شرعية التدقيق.
وأدى عدم وجود تفسير بالطبع إلى إذكاء نظريات المؤامرة حول الزائرين من الفضاء الخارجي.
7. أكبر شخص في العالم يصل إلى الفضاء
انطلق الممثل ويليام شاتنر (90 عاماً) في رحلة إلى الفضاء خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول على متن صاروخ وكبسولة طورتها شركة "بلو أوريجين"، وهي شركة رحلات فضائية خاصة أسسها مؤسس شركة "أمازون"، جيف بيزوس، ما جعل من شاتنر أكبر شخص سناً في العالم يصل إلى الفضاء.
وفي أول تعليق له بعد خروجه من الكبسولة الفضائية قال شاتنر: "كان أمراً لا يصدق".
وطار ويليام شاتنر رفقة نائب رئيس شركة "بلو أوريجين"، أودري باورز، إلى جانب اثنين من العملاء اللذين دفعا مبالغ مالية من أجل المشاركة في الرحلة، وهما جلين دي فريس وكريس بوشويزن.