موجات حارة تضرب العالم.. 10 نصائح للبقاء آمنا
أيام قاسية يعيشها كوكب الأرض على خلفية ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي، مخلفا مئات الحرائق الضخمة وموجات الجفاف الأشد وطأة منذ عقود.
واجتاحت موجات الحر الشديد مختلف القارات، لكن جنوب أوروبا تعد الأكثر تضررا مع بلوغ درجاتها القصوى في بلد مثل اليونان 47.1 درجة مئوية (117 درجة فهرنهايت)، وهي أعلى نسبة مسجلة في القارة العجوز على الإطلاق.
أيضا أصبحت موجات الجفاف أكثر تواتراً وشدة في جنوب أوروبا، وحذرت السلطات البيئية من أن المنطقة معرضة لأكبر خطر من آثار تغير المناخ على القارة.
من أبرز الدول التي تعاني من درجات الحرارة الشديدة وتوابعها المرعبة اليونان، التي لا تزال الحرائق مستعرة في غاباتها بعد مرور أكثر من أسبوعين.
موجات الحر الأسوأ منذ عقود طالت أيضا إسبانيا وجزيرة سردينيا الإيطالية، مع إصدار تحذيرات لدول البوسنة والهرسك وبلغاريا ورومانيا وصربيا.
الحرارة الشديدة لا تدفع ثمنها البيئة فقط لكن الإنسان يأخذ نصيبه منها، إذ تسبب العديد من الأمراض خاصة لمن يعاني من مشاكل تنفسية.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 160000 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة حدثت في الفترة من 1998 إلى 2017 على مستوى العالم.
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على المشاكل الصحية التي تخلفها موجات الحر وكيفية الوقاية منها.
مخاطر موجات الحر على الجهاز التنفسي
الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، كشف أن الموجات الحارة أو الهواء الساخن الرطب كثيرا ما يؤدي إلى ظهور أعراض الربو، مثل السعال وضيق التنفس.
وأوضح بدران لـ"العين الإخبارية"، أن استنشاق هواء شديد الحرارة قد يسبب نوبات الربو الصيفية، نتيجة الإجهاد الحراري الذي يؤثر على مجاري الهواء ويؤدي إلى أزمات ربوية، مشيرا إلى أن ملوثات الهواء تلعب دورا في حدوثها أيضا.
وقال إن مرضى الربو الشعبي أكثر من يعانوا بسبب الجو الحار والرطوبة، خاصة من يقطنون بالمدن الساحلية حيث تصل نسبة الرطوبة إلى 100%.
الطبيب المختص حذر من الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، كونهما يسببان زيادة في حشرة الفراش والبكتيريا والفيروسات والفطريات والعفونات الجوية والغبار، وكلها ملوثات بيولوجية تضر بالجهاز التنفسي وتسبب معاناة لمرضى حساسية الأنف والصدر والجلد.
وقال: "استنشاق مرضى الربو الهواء الحار عالي الرطوبة يسبب زيادة فورية مؤقتة في مقاومة المجاري الهوائية لسريان الهواء، وضيق الشعب الهوائية والكحة وزيادة إفراز المخاط".
وأوضح أن الدراسات تشير إلى أن المناطق ذات الرطوبة النسبية الأقل من 50 % على مستوى العالم تسجل أقل معدلات للإصابة بمرض الربو، مضيفا أن كل زيادة بنسبة 10% في الرطوبة النسبية داخل المنازل ترتبط بزيادة قدرها 2.7% في انتشار الربو.
نصائح طبية لتجنب مخاطر موجات الحر
الدكتور مجدي بدران قدم مجموعة من النصائح للوقاية من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتجنب مخاطر الموجات الحارة كالتالي:
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس عند الاضطرار للخروج من المنزل.
- شرب كميات كبيرة من الماء بواقع 3 لترات يوميا على الأقل، مع منع العصائر الجاهزة والمشروبات المحلاة أو المصنعة.
- منع التدخين تماما في أي مكان، سواء البيت أو السيارة أو مكان العمل.
- تهوية المنزل خاصة غرفة النوم والمعيشة، كونها تفيد في تجديد الهواء وخفض نسبة الرطوبة.
- تعريض الفراش للشمس يوميا لمنع ظهور حشرة الفراش وخفض الرطوبة والعفن، مع مراعاة غسل الملاءات وأكياس الوسائد أسبوعيًا بالماء الساخن.
- مسح الأرضيات باستمرار ورفع السجاجيد والأبسطة خلال فصل الصيف، كونها تحتوي العديد من مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح والأتربة والغبار والفطريات وحشرة الفراش.
- تخفيف الملابس وارتداء الفضفاضة غير الضيقة، مع الاهتمام باللون الأبيض.
- اختيار مكان النوم في أبرد منطقة بالمنزل، بعيداً عن أي أجهزة تسبب ارتفاع في درجة الحرارة.
- الاهتمام بتناول الفاكهة الطازجة والعصائر الطبيعية، وتجنب تناول الأغذية المحفوظة والمخللات والمقبلات والأغذية سريعة التحضير والمياه الغازية، كونها لا تخدم الجسم في هذا الوقت.
- من الضروري لمرضى الربو عدم التوقف عن عن تناول الأدوية الموصوفة، مع الاهتمام بوضع البخاخات وجهاز الاستنشاق في متناول اليد تحسبا لأي طوارئ.
أمراض مرتبطة بالحرارة
قد تتسبب الموجات الحارة في عدد من الأمراض والمشاك الصحية، من أبرزها:
تشنجات الحرارة: هي آلام عضلية وتشنجات ناتجة عن المجهود الشديد، ورغم أن تقلصات الحرارة هي الأقل شدة، إلا أنها غالبًا ما تكون أول إشارة على أن الجسم يعاني من مشكلة في الحرارة.
الإنهاك الحراري: يحدث في درجات الحرارة الشديدة عندما لا يبرد جسمك بدرجة كافية ويتعرق كثيرًا، وقد تشعر بالتعب والضعف والدوار والغثيان والصداع.
ضربة الشمس: تكون مهددة للحياة، إذ إن نظام التحكم في درجة حرارة المصاب الذي ينتج التعرق لتبريد الجسم يتوقف عن العمل، ويمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير بحيث قد يؤدي تلف الدماغ والموت إذا لم يتم تبريد الجسم بسرعة.
يُنصح بشدة الأطفال وكبار السن والحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة بالحد من الأنشطة الخارجية للوقاية من أمراض الحرارة.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز