موجة شديدة الحرارة تضرب الهند وباكستان.. انقطاع كهرباء واندلاع حرائق
تشهد الهند وباكستان موجة حر شديدة أدت إلى سلسلة حرائق وانقطاع للتيار الكهرباء تسبب في معاناة الملايين.
سجلت درجات الحرارة في أجزاء من الهند وباكستان أعلى متوسط لها في أبريل/نيسان مع توقعات أن تمتد هذه الموجة الحارة إلى مايو/أيار 2022.
وقال مسؤول في العام لهيئة الأرصاد الهندية إن مناطق شمال غرب ووسط الهند سجلت متوسط درجات حرارة قياسية بلغت 35.9 و37.78 درجة مئوية على التوالي في أبريل تعد الأعلى منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 122 عاما.
وقالت الوزيرة الباكستانية المسؤولة عن مكافحة تغير المناخ شيري رحمن اليوم إنه لأول مرة منذ عقود تنتقل باكستان من فصل الشتاء إلى الصيف دون المرور بفصل الربيع.
وحذرت سلطات العاصمة الباكستانية إسلام آباد من احتمال وقوع فيضانات مفاجئة في شمال البلاد بسبب ذوبان الثلوج المرافق لارتفاع درجات الحرارة.
وفيما قال مكتب الأرصاد الجوية الباكستاني إن شهر مارس/آذار كان الأكثر سخونة على الإطلاق منذ 1961، أرجع العلماء سبب هذه الظواهر إلى التغيرات المناخية.
وفاقم انقطاع التيار الكهربائي معاناة ملايين الأشخاص في غمرة موجة حر تضرب الهند وباكستان. ويلقي العلماء باللائمة على التغير المناخي في الارتفاع الشديد للحرارة في بداية الصيف.
ففي ولاية هيماشال براديش شمال الهند، اندلعت مئات من الحرائق وأتت على غابات صنوبر بما يشمل محيط دارمسالا مسقط رأس دالاي لاما.
وعادة ما تشهد هيماشال براديش تساقط أمطار وبرد وحتى ثلوج في المرتفعات في هذه الفترة من العام لكن مناطق عدة لم تسجل تساقط أمطار منذ شهرين ما فاقم وتيرة الحرائق الكبيرة.
واقتربت درجة الحرارة في نيودلهي من 46 درجة مئوية الخميس ويتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة الشديدة خمسة أيام أخرى في شمال غرب ووسط الهند وحتى نهاية الأسبوع في الشرق، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الهندية.
وأبلغت مناطق عدة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة عن انخفاض في إمدادات المياه سيزداد سوءا حتى هطول الأمطار الموسمية السنوية في يونيو/حزيران، ويوليو/تموز.
وفي مارس/آذار، ارتفعت الحرارة في نيودلهي إلى 40.1 درجة مئوية هي الأعلى لذلك الشهر منذ 1946.
وتسببت موجات الحر في وفاة أكثر من 6500 شخص في الهند منذ 2010. ويقول العلماء إنها بسبب تغير المناخ، أكثر تواترا ولكنها أيضا أكثر حدة.
وجاء انقطاع الكهرباء في كل من الهند وباكستان لأسباب منها نقص الفحم بعد تسجيل حرارة مرتفعة بشكل غير عادي في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، ما تسبب في تزايد الطلب على الطاقة وأدى إلى نقص المخزون.
والأسبوع الماضي، انقطعت الكهرباء عن مدن باكستانية لفترات وصلت إلى 8 ساعات يوميا، فيما حصلت بعض المناطق الريفية على الكهرباء لنصف يوم فقط.
وعانت باكستان المجاورة أيضا من حرارة شديدة الخميس ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر حتى الأسبوع المقبل وأن تبلغ درجات الحرارة ذروتها عند 48 درجة في أجزاء من ريف السند الأربعاء، وفقا لجمعية الأرصاد الجوية الباكستانية.
مارس الأكثر سخونة على الإطلاق منذ 1961
وسيحتاج المزارعون إلى إدارة إمدادات المياه بحكمة في بلد تستوعب فيه الزراعة نحو 40% من إجمالي القوى العاملة. وقالت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن إن "الصحة العامة والزراعة في البلاد ستواجهان تهديدات خطرة بسبب درجات الحرارة القصوى هذا العام".
وكان شهر مارس/آذار الأكثر سخونة على الإطلاق منذ 1961، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية الباكستاني.
وقال رئيس وزراء نيودلهي أرفيد كجريوال إن "الوضع في كافة أنحاء الهند خطير" محذرا من احتمال انقطاع الكهرباء عن مستشفيات ومترو المدينة.
واستمر الجمعة حريق في مكب نفايات بارتفاع 60 مترا في نيودلهي اندلع قبل أربعة أيام. وقطعت ولايات هندية من بينها راجستان وغوجارات وأندرا براديش الكهرباء عن مناطق صناعية لنقص الفحم في محطات توليد الطاقة.
كما ألغت الهند بعض رحلات القطارات سعيا لتجنب أزمة شاملة، وفق بلومبرج. وفي كلكوتا قدم لركاب وسائل النقل العام ماء محلى بعد تسجيل إصابات بضربات الشمس مؤخرا.