أمين "البحوث الإسلامية": الجماعات المتطرفة أحادية الفكر وتتشبث بالصدام
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يؤكد أن الإسلام أسّس للتعايش المشترك من خلال عدة أسس محكمة؛ أهمها الوحدة الإنسانية وحرية الاعتقاد
قال الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في مصر، إن الجماعات المتطرفة تتشبث بضرورة الصدام مع الآخر وتقدم نفسها على أنها تمثل الفهم الصحيح للإسلام، والواقع أنها ليست كذلك، مشيرا إلى أن فقه الدولة يقوم على التعددية وليس الفكر الأحادي التي تتبناها الجماعات المتطرفة.
وأكد عياد، في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال الجلسة الافتتاحية من مؤتمر الأوقاف الدولي الـ30 الذي تعقده وزارة الأوقاف المصرية يومي 15 و16 سبتمبر/أيلول الجاري، أن الإسلام لم يجبر أحدا على الدخول فيه بل كفل للجميع حرية الاعتقاد.
وأضاف: "القرآن الكريم ثمّن قيمة العمل والمساواة بين الناس جميعا، فقال تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وأمرنا الله بأن نحكم بين الناس بالعدل".
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام أسّس للتعايش المشترك من خلال عدة أسس محكمة؛ أهمها الوحدة الإنسانية وحرية الاعتقاد والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والسلام العالمي اللامحدود بين الجميع.
وتابع: "الجماعات المتطرفة تغضُّ الطرفَ عن هذا المفهوم، مُتشبثة بضرورةِ الصراعِ والصدامِ مع الآخر، ومن العجب أن هذه الجماعات تُقدّم نفسَها –مع هذا الفهم السقيم- على أنها وحدها تمثل الفهم الصحيح للإسلام، والواقع أنها ليست كذلك".
وأكد عياد أن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أدرك أهمية فقه التعايش السلمي وأثره في بناء الدول والأوطان، من أجل ترسيخِ الفهم الوسطي لتعاليم الإسلام، والعمل على تعزيزه في العصر الحديث، حيث قام بعقد العديد من المؤتمرات والفعاليات التي استهدفت الحوار والتعايش السلمي المشترك، ولا يَزال يسعى من أجلِ التعاون في مجال الدعوَةِ إلى ترسيخ فلسفة العَيْش المُشتَرَك وإحياء منهجِ الحوار، واحترام عقائد الآخرين، والعمل معا في مجال المُتفق عليه بين المؤمنينَ بالأديان.
وتستمر جلسات المؤتمر الدولي الـ30 الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، على مدار يومين، لمناقشة فقه بناء الدولة وإصدار إعلان القاهرة المتضمن وثيقة المواطنة.
ويشارك بالمؤتمر وفود من 57 دولة حول العالم من بينهم وفود دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت واليمن، ووفود 20 دولة أفريقية على رأسها الجابون وتشاد وإريتريا وغانا والكاميرون والمغرب وموزمبيق وجنوب السودان وجنوب أفريقيا.
وتتضمن محاور المؤتمر بحث الأحكام الفقهية المتعلقة ببناء الدول في إطار رؤية عصرية، ومفهوم الدولة وأركانها وطبيعتها بين الماضي والحاضر، إضافة إلى مناقشة مفهوم فقه المواطنة الإقليمية والعالمية واختيار الحاكم بالإسلام وموقف الدين من أنظمة الحكم الحديثة.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز