«عين الصقر» تطوق داعش بسوريا.. 5 قتلى و70 هدفا في 3 محافظات
5 قتلى على الأقل من داعش في ضربات ليلية شنتها أمريكا على مواقع للتنظيم الإرهابي في سوريا، ضمن عملية «عين الصقر».
والسبت، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن من بين القتلى "قائد خلية مسؤولة عن الطائرات المسيّرة" في دير الزور (شرق).
وعبر موقعه، قال المرصد إن العملية أسفرت عن "مقتل 5 على الأقل من داعش أصبحوا أشلاء بينهم قائد خلية مع عناصره كانوا مسؤولين عن إطلاق مسيرات باتجاه شرق الفرات".
والجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه وجه "ضربة انتقامية قوية جدا" ضد تنظيم داعش في سوريا، في أعقاب هجوم قبل نحو أسبوع أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين.
وبعد وقت قصير من إعلان وزارة الحرب الأمريكية إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق، كتب الرئيس الأمريكي على منصته "تروث سوشال" "نوجه ضربات قوية جدا ضد معاقل تنظيم داعش في سوريا".
"عين الصقر"
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عبر إكس: "بدأت القوات الأمريكية عملية +ضربة عين الصقر+ في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لتنظيم داعش".
ووصف هيغسيث العملية بأنها "رد مباشر" و"إعلان انتقام" بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين هم جنديان ومترجم في سوريا السبت، قائلا "اليوم طاردنا أعداء لنا وقتلناهم. الكثير منهم. وسنواصل ذلك".
وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية "سنتكوم" في بيان "ضرب أكثر من 70 هدفا في أنحاء وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية".
وحدد بيان سنتكوم بدء العملية عند الساعة 16,00 الجمعة بتوقيت واشنطن (21,00 ت غ)، مضيفا أنه تم استخدام "أكثر من 100 نوع ذخيرة موجهة بدقة" ضد مواقع يسيطر عليها تنظيم داعش.
"لا ملاذات آمنة"
أفاد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس بأن غارات جوية نُفذت في البادية بريف مدينة حمص وفي مناطق ريفية قرب دير الزور والرقة.
وأفاد مسؤول محلي بأن الانفجارات أعقبها "سقوط شظايا من نيران متوسطة العيار" في البادية جنوب غرب الرقة، مضيفا أن هذه المناطق تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
وبعد وقت قصير من الغارات الجوية الأمريكية، أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان السبت "التزام سوريا الثابت بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية"، بدون الإشارة بشكل مباشر إلى الضربات.
وأكدت أن السلطات السورية "ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها".
وأشارت سنتكوم إلى أنه منذ هجوم السبت على قواتها، "نفذت الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها 10 عمليات في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصرا إرهابيا"، بدون تحديد التنظيمات التي ينتمي إليها المسلحون.
الهجوم الأول
تم التعرف على هوية منفذ الهجوم الذي قتل ثلاثة أمريكيين في منطقة تدمر، وهو عنصر في قوات الأمن كان من المقرر فصله بسبب اعتناقه "أفكارا تكفيرية أو متطرفة"، وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية.
وهذا الحادث هو الأول من نوعه منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وأعاد إحياء علاقات البلاد مع الولايات المتحدة.
وسيطر تنظيم داعش في الفترة الممتدة بين مايو/ أيار 2015 ومارس/ آذار 2017 لمرتين على مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، قبل أن يتمكن الجيش السوري بدعم من حليفته روسيا من طرده منها.
وخلال سيطرته على المدينة، دمّر مقاتلو التنظيم المتطرف قسماً من آثارها المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، كما نفذوا إعدامات طالت مدنيين وعسكريين.
وانضمت دمشق رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.
وتنتشر القوات الأمريكية في سوريا بشكل رئيسي في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن وجودها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين.