في طريقها للشرق الأوسط.. أبرز مهام مقاتلات النخبة الأمريكية

نشرت الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلات إف-22 المتطورة بقاعدة جوية بريطانية تمهيدا لنقلها إلى الشرق الأوسط.
إجراء يأتي في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، البلدين اللذين يتبادلان القصف منذ أسبوع، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع إقليميًا.
إعادة التموضع العسكري يشمل مقاتلات وطائرات تزويد بالوقود، ويهدف إلى دعم السيناريوهات الطارئة في منطقة الشرق الأوسط، في ظل الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران الذي بدأ في 13 يونيو/ حزيران، بحسب مجلة "مليتري ووتش".
ولا يزال الغموض يكتنف الهدف الأساسي من هذه الحشود العسكرية، إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت تهدف بشكل رئيسي إلى ردع إيران أو شركائها الاستراتيجيين من تصعيد الصراع، أو ما إذا كانت الغاية الأساسية منها هي التحضير لتدخل عسكري أمريكي محتمل لدعم الجهد الحربي الإسرائيلي.
تُعد مقاتلة إف-22 واحدة من مقاتلتين فقط من الجيل الخامس يتم تشغيلهما من قبل الولايات المتحدة أو حلفائها الاستراتيجيين، وتُستخدم حصريًا من قبل سلاح الجو الأمريكي، وبأعداد محدودة.
أما الطراز الأحدث، إف-35، فيُستخدم من قبل سلاح الجو الأمريكي، والبحرية، ومشاة البحرية، إضافة إلى نحو 20 سلاح جو أجنبي، من بينها سلاح الجو الإسرائيلي، الذي لعبت طائراته البالغ عددها قرابة 40 مقاتلة من طراز إف-35 دورًا محوريًا في الهجمات على إيران.
تم تطوير مقاتلات إف-22 في ثمانينيات القرن الماضي كمقاتلات تفوق جوي مخصصة، بهدف مواجهة أجيال جديدة من المقاتلات السوفيتية مثل سو-27، التي كانت تُعد الأكثر قدرة في حقبة الحرب الباردة في مجال القتال الجوي.
برغم ذلك، لا تزال طائرات إف-22 تفتقر إلى قدرات قوية في القصف الأرضي، وهي مقيدة بحمل قنابل أصغر بكثير مقارنة بمقاتلات إف-35 أو غيرها من المقاتلات الأمريكية، مما يحد من فاعليتها خارج نطاق المعارك الجوية.
وعلى الرغم من شهرتها، فإن قدرات F-22 في القتال الجوي باتت تُعتبر متقادمة نسبيًا، حيث وفرت عمليات التحديث المتدرجة لطائرات إف-35 مزايا كبيرة لها، رغم قيودها من حيث الحجم ومحدودية المناورة.
ومن الجدير بالذكر أن إف-22، رغم تخصصها في القتال الجوي، لم تُستخدم فعليًا في أي معركة جوية منذ دخولها الخدمة عام 2005، ما يعني أن أي مشاركة لها في مواجهة ضد إيران قد يُشكل نقطة تحول تاريخية في مسيرة هذا البرنامج.
ورغم ذلك، تبقى الجدوى من وجود مقاتلات إف-22 في المنطقة محل تساؤل، خاصة وأن سلاح الجو الإيراني يعتمد بشكل رئيسي على مقاتلات قديمة تعود لعصر حرب فيتنام، مثل طائرات F-4 والتي لا تزال جميع المقاتلات الأمريكية والإسرائيلية تتفوق عليها بشكل واضح في الأداء.
وتشير التقارير إلى أن أسطول المقاتلات الإيراني لم يقدم حتى الآن أي مقاومة تُذكر ضد العمليات الجوية الإسرائيلية، ويُعتبر تدميره أولوية منخفضة.
وبينما تُشكل التهديدات الأساسية من قبل القوات الإيرانية تحديات قائمة على الدفاعات الجوية الأرضية، وأسطول الطائرات المسيّرة، وترسانة الصواريخ الباليستية، فإن طائرة إف-22 لا تُعد الأنسب لمواجهة هذه الأنواع من التهديدات.