"أوراق فيسبوك" تكشف أمية عملاق التواصل.. لا يفهم العربية ولا الأمهرية
تدعم منصة فيسبوك أكثر من 100 لغة عالمية، إلا أن فريق مراقبة المحتوى الخاص بها لا يعرف بالضرورة كل تلك اللغات.
فمع امتلاك شركة فيسبوك لنحو ما يصل إلى 3 مليارات مستخدم على مختلف منصاتها فإن كل هذا العدد من البشر لا يستخدم اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية لاستخدام تلك المنصات. وقد يتخيل البعض أنه مع رؤية واجهة تلك المنصات بلغات متعددة فإن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي قادر على التواصل بتلك اللغات.
إلا أن الأبحاث الداخلية التي تم إجراؤها داخل فيسبوك نفسها كان لها رأي مختلف، فملفات فيسبوك المسربة، كشفت عن ظهور خطابات الكراهية والمحتويات المضللة بلغات مختلفة، دون أن يتم حظرها من طرف الشركة.
وكشفت الملفات المسربة عن فشل المنصة في التعرف على خطابات الكراهية داخل دولة باكستان، وذلك نظرًا للاعتماد على لغة الباشتو المحلية.
وبشكل عام فإن الملفات قد أوضحت عدم قدرة المنصة على التصدي للمحتويات الضارة التي يتم مشاركتها بالاعتماد على اللغات غير الإنجليزية.
وحسبما أوضحت التسريبات فإن المنصة لا تكون مستعدة مسبقًا لتتبع خطابات الكراهية للغات معينة. وتبدأ في ذلك مباشرة في حالة حدوث أي مشاكل متعلقة باللغة أو البلد التي تتحدث بها.
وتتحجج الشركة دائما بأن لديها تقنيات ذكاء اصطناعي خاصة بالتعرف على المحتوى المسيء في الوقت الحقيقي وانه يتم التدرب على تلك التقنيات إلا ان الملفات المسربة أفادت بأن التدريب على قدرات الذكاء الاصطناعي يتم للغات لها الأولوية، مثل لغات الأورومو والأمهرية التي يتم استخدامها في دولة إثيوبيا، وذلك نظرًا للحروب الأهلية القائمة في البلاد.
مناطق عديدة
وقد ظهرت مشاكل التعامل مع اللغات في دولة مثل الهند، والتي تمتلك 800 مليون مستخدم متصل بالإنترنت. حيث إن الشركة فشلت بشكل متكرر في التعرف على المحتوى المثير للكراهية باللغات الهندية المحلية.
وتتكرر نفس المشكلات في منطقة الشرق الأوسط. وذلك حيث إن فيسبوك تعتمد على فريق من مراجعي المحتوى يتمركز بشكل رئيسي في الدار البيضاء بالمغرب. وبالرغم من أن اللغة العربية هي لغة واحدة، إلا أن هناك اختلاف كبير بين لهجاتها.
وهو ما يعني أن الشخص المغربي قد لا يفهم اللهجة الخليجية بسهولة، أو اللهجة الشامية. وإلى جانب ذلك فإن فيسبوك قد اعتمدت أيضًا على فريق من الموظفين في مدينة إيسن بألمانيا، والذي يعمل أيضًا على مراجعة المحتوى العربي.
وقامت الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوغن، بتسريب العديد من الملفات التي قالت إنه بمثابة دليل على مخالفات فيسبوك. وزعمت هوغن بموجب تلك المستندات أن "فيسبوك ضلل المستثمرين والجمهور بشأن دوره في إدامة المعلومات المضللة والتطرف العنيف فيما يتعلق بانتخابات 2020 وانتفاضة 6 يناير".
ونفى فيسبوك حينها فرضية استنتاجات هوغن وقال إن هوغن لديها وثائق منتقاة بعناية لتقديم صورة غير عادلة للشركة.
ومنذ عام 2016 حتى العام الحالي استثمرت شركة فيسبوك مبلغ وصل إلى 13 مليار دولار أمريكي في تحسين قدرات المنصة على التعامل مع اللغات لأغراض الحماية والأمان، ولكن يظل هذا المبلغ ضئيلا مقارنة بما تحققه الشركة من إيرادات سنوية. ووصلت إيرادات فيسبوك في عام 2020 إلى 85 مليار دولار أمريكي.