130 مليار دولار خسائر "فيسبوك" في 24 ساعة
خسائر شركة فيسبوك ترتفع إلى 119 مليار دولار من رأسمالها السوقي، عقب تراجع أسعار أسهم الشركة أمس الخميس في نيويورك.
في سابقة لم تشهدها بورصة وول ستريت، ارتفعت خسائر شركة فيسبوك إلى 130 مليار دولار من رأسمالها السوقي، عقب تراجع أسعار أسهم الشركة، أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم، أمس الخميس في نيويورك.
ومنذ بدء المبادلات الأولى في وول ستريت سجل سعر سهم فيسبوك تراجعا، وتواصل هذا الاتجاه طوال نهار أمس الخميس. وانتهت الجلسة على سعر 176,26 دولار للسهم الواحد أي بتراجع نسبته 19%، ما يخفض قيمة رأسمالها السوقي إلى 510,2 مليار دولار.
وأعلنت وكالة «بلومبيرج» أن نشر «فيسبوك» للتقرير الفصلي بالتنبؤات السلبية أدى إلى انخفاض سعر أسهم الشركة، لتبلغ خسارتها نحو 130 مليار دولار، في حين قدرت خسارة مؤسسها مارك زوكربيرج بنحو 20 مليار دولار، أي ما يوازي نحو ربع ثروته.
وبحسب موقع «فوربس»، فإن الخسائر أثرت على صافي ثروة زوكربيرج، إذ هبطت إلى 63.6 مليار دولار، بعدما كانت 82.4 مليار دولار.
وفي حال استمر نزيف هبوط أسهم «فيسبوك»، فإن الخسائر مرشحة للارتفاع إلى 151 مليار مع إغلاق البورصات أمس الخميس، لتكون أكبر خسارة تصيب شركة تجارية في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة.
وأوضحت «بلومبيرج» أن هذه هي أكبر خسارة في تاريخ شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم، وقد تؤدي إلى فقدان مؤسسها زوكربيرج للمرتبة الثالثة في قائمة أغنى الأثرياء في العالم.
وهذه أكبر خسارة في قيمة مجموعة تسجل في جلسة واحدة في نيويورك. وقد أدت إلى انخفاض مؤشر ناسداك الذي يشمل عددا من شركات التكنولوجيا الذي خسر 1,01% من قيمته.
وأسهمت في مضاعفة أكبر خسارة يومية لسهم فيسبوك في تاريخ البورصة الأمريكية، مكالمة هاتفية من المدير المالي للشركة، ديفيد وينر، إلى محللين بمناسبة إعلان نتائج عملاق التواصل الاجتماعي. وتحدث فيها عن أن فيسبوك تواجه ضغوطا على هوامش أنشتطها لسنوات عدة.
وقال وينر، في المكالمة الهاتفية: "على مدى السنوات المقبلة، نتوقع أن تتجه هوامشنا التشغيلية صوب نسب مئوية في منتصف الثلاثينيات".
وانخفضت هوامش فيسبوك إلى 44% في الربع الثاني، من 47% قبل عام، مع إنفاق الشركة على الأمن ومبادرات لإقناع مستخدميها بأنها تحمي خصوصيتهم.
وعقب مكالمة وينر، خفضت 16 شركة سمسرة أسعارها المستهدفة لسهم فيسبوك، بينما أوصى محللون بالاحتفاظ بالسهم أو بيعه.
وبعد انخفاض حاد كان الأكبر خلال جلسة واحدة منذ دخول فيسبوك إلى البورصة، ارتفعت أسعار الأسهم قليلا في المبادلات الإلكترونية. وما زاد من حدة التراجع أن أسعار أسهم الشبكة كانت مرتفعة جدا في المبادلات، لذلك يمكن أن تكون تأثرت أيضا بعمليات لجني الأرباح.
وكانت فيسبوك تبدو في موقع قوة حتى يوم الأربعاء، إذ إن المستثمرين لم يكونوا على علم على ما يبدو بالمخاوف المرتبطة بفضيحة المعطيات الشخصية التي تم تسريبها إلى الشركة البريطانية "كامبريدج أناليتيكا" وكل التحقيقات الجارية.
وكانت فيسبوك التي تحتفل العام المقبل بمرور 15 عاما على تأسيسها فاجأت الأسواق بنشرها يوم الأربعاء رقم أعمال كبيرا لكنه جاء أقل من التوقعات، مع أنه ارتفع بنسبة 42% ليبلغ 13,2 مليار دولار، وحديثها عن توقعات قاتمة لبقية العام.
كما جاء عدد مستخدميها أقل من التوقعات وبلغ 2,23 مليار.
وقالت فيسبوك إن هذا التباطؤ نجم جزئيا عن معالجة جديدة لمسألة المعطيات الشخصية والأمنية، محور فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي كشفت في منتصف مارس/آذار الماضي، لكن مجموعة مارك زوكربيرج تعرف أيضا بحدود نمو الإعلانات التي تؤمن كل عائداته تقريبا.