بالصور.. وجوه تحكي معاناة الحرب بأوكرانيا
وصل آلاف النساء والأطفال، اليوم السبت إلى مدينة لفيف غرب أوكرانيا، حيث خصصت هيئة السكك الحديدية المزيد من القطارات لإجلاء الفارين.
وقالت آنا فيلاتوفا، التي وصلت مع ابنتيها من خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية بالقرب من حدودها الشرقية مع روسيا، إنه:"لم أنم تقريبا منذ عشرة أيام.. الروس يريدون تسوية خاركيف بالأرض. صار البقاء هناك مستحيلا".
واصطف مئات آخرون في الفناء الأمامي للمحطة وسط تساقط متقطع للثلوج، محاولين التماس الدفء من مجامر زيتية أو يصطفون للحصول على الأطعمة والمشروبات الساخنة التي يقدمها متطوعون.
وكان العديد من النساء يبكين بينما يقف أطفالهن المرهقون بجانبهن في صمت وذهول، وحملت أخريات بعض القطط والكلاب التي كانت ترتجف من برودة الطقس.
كان الطابور الأطول لحافلات مجانية متجهة إلى بولندا لنقل النساء والأطفال وكبار السن من الرجال، ولا يُسمح للرجال في سن القتال بمغادرة أوكرانيا.
تنقلت نساء أخريات مع أطفالهن عبر نفق مزدحم يؤدي إلى رصيف تغادر منه أربعة أو خمسة قطارات يوميا إلى بولندا، لكن لا يُسمح للناس بجلب الكثير من الأمتعة على متنها.
وجرى منع وكالة "رويترز" من تصوير قطار يقل جنودا انطلق في الاتجاه المعاكس.
ممرات الإجلاء
وقالت روسيا إن وحداتها فتحت ممرات إنسانية للسماح بإجلاء المدنيين من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا في شرق أوكرانيا المحاصرتين بقواتها.
لكن مسؤولين في ماريوبول قالوا إن موسكو لا تلتزم بشكل كامل بوقف إطلاق النار المحدود، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عمليات الإجلاء لن تبدأ اليوم على حد علمها.
وقالت فيلاتوفا، إن خاركيف تتعرض للقصف المستمر منذ 24 فبراير/ شباط حين بدأ الغزو الروسي.
وأضافت، أن الفزع يتملك ابنتيها مارجريتا (18 عاما) وليلي البالغة أربع سنوات عند سماع أي صوت صاخب وزوجها بقي في خاركيف للقتال.
وتابعت، أن الكهرباء واتصالات الهاتف المحمول انقطعت عن منطقة سكنها بينما امتدت طوابير طويلة أمام متاجر المواد الغذائية، لكنها قالت بنبرة تحد "يعتقد الروس أن خاركيف سوف ترحب بهم، لكننا نكرههم، نحن نكره بوتين".
تخطط فيلاتوفا لأخذ قسط من الراحة في لفيف قبل أن تتوجه إلى بولندا وفي نهاية المطاف إلى سويسرا حيث يمكنها الإقامة مع أقاربها.
وقفت نينا ميرونينكو على الرصيف الثالث من المحطة والدموع تبلل وجنتيها، وسألت المارة، بينما تحمل ابنها الرضيع تيموفي، "هل تعرف أي متطوعين هنا يمكنهم مساعدتي؟".
وكانت وصلت من زابوريجيا المطلة على نهر دنيبر، حيث هاجمت القوات الروسية يوم الجمعة أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا مما أدى إلى اشتعال النار في مبنى للتدريب.
وتم إخماد الحريق، لكن المخاوف من وقوع حادث نووي تسببت في حالة من الذعر.
وقالت ميرونينكو، من داخل قطار مزدحم ومعها تيموفي وحقيبتان بلاستيكيتان تضع فيها بعض متعلقاتها، "لا يمكنك أن تأخذ الكثير من الأمتعة، لأنك حينها تأخذ مكان شخص آخر".
وأضافت خلال الليل، وقع إطلاق نار بالقرب من مسار القطار قبل أن يتم إطفاء الأضواء بداخله ومطالبة الركاب بإغلاق هواتفهم.
ووصلت داشا مرزي لتوها متعبة من أوديسا، وهي مدينة ساحلية على البحر الأسود، مع ولديها الصغيرين.
كانت مرزي تحاول أن ترسم على وجهها ابتسامة، وقالت "معي أطفال لذا لا أستطيع البكاء، يجب أن أحافظ على هدوئي أمامهم".