مدرب فحمان اليمني يكشف لـ"العين الرياضية" سر التألق في البطولة العربية
ما حققه فريق فحمان اليمني في الدور التمهيدي للبطولة العربية للأندية (كأس الملك سلمان) في نسختها السابعة، وصل إلى حد الإنجاز.
فالفريق المغمور، حقق المستحيل بمشاركته في البطولة العربية، واستطاع تجاوز كل من ممثلي جزر القمر والصومال في الدور التمهيدي، والتأهل للدور التالي من البطولة، ومزاحمة أندية النخبة العربية.
وشكل تأهل فحمان -بطل الدوري اليمني- إعجازًا ومفاجأةً جديدة في ظل ظروف قاسية عايشها منذ الوهلة الأولى لإقرار مشاركته عربيًا، وتعمد البعض التقليل من خبرته في البطولات الخارجية، غير أن النادي رد على كل المشككين.
”العين الرياضية” التقت صاحب الإنجاز العربي، وليد النزيلي مدرب الفريق، وأجرت معه حوارًا مقتضبًا، للحديث عن تفاصيل الإنجاز.
سر الإنجاز
قائد الكتيبة الفحمانية وليد النزيلي، عبر عن انطباعاته بما حققه فريقه، قائلا: ”نشعر بالسعادة البالغة بعد التأهل من الأدوار التمهيدية إلى الأدوار التالية”.
وأرجع النزيلي سر هذا الإنجاز إلى ما قام به من تغيير في أسلوب تعامل اللاعبين مع هذه المشاركة العربية والجديدة على الفريق.
وتابع: ””السر يكمن في تحول ثقافة اللاعبين، وتغيرها من مجرد المشاركة والاحتكاك إلى المنافسة والندية”.
المدرب اليمني أكد أن ما حققه مع فحمان لم يحتج إلا لسلاح ”العامل النفسي”، وهو أهم سلاح يملكه اللاعب اليمني، بالإضافة إلى أن العناية الإلهية أحاطت بفريقه وحالفه التوفيق.
عقلية اللاعبين
وأضاف الكابتن وليد النزيلي أن "هذه المشاركة الخارجية أفادت الفريق كثيرًا، واستفدنا منها في جانب الاحتكاك أولًا، ثم المنافسة والحسم".
ولفت إلى أن الانضباط وسر التحول تركز في التفكير بعقلية الفوز والمنافسة، وبروز لاعبين بأداء رائع خلال البطولة، أمثال علي العامري حارس المرمى، وجدي الرطيل، سليمان راجح، سعدون المحوري، وعمر مسبحي، إلى جانب بقية لاعبي الفريق.
وطالب مدرب الفريق بمنح لاعبي فحمان فرصة اللعب مع المنتخبات الوطنية اليمنية؛ نظير ما قدموه من مستويات تستحق ذلك.
صعوبة المرحلة القادمة
وحول توقعات النزيلي للمرحلة القادمة من البطولة العربية السابعة للأندية، قال إن ”المرحلة القادمة أكثر صعوبة بسبب تفوق أندية الصفوة والنخبة العربية التي سنواجهها”.
وأشار النزيلي إلى أن تلك الفرق المتوقع ملاقاتها في المرحلة التالية تتميز بفوارق فنية ومالية وبدنية ونفسية وتكتيكية؛ مما يتطلب إعدادًا مناسبًا ومبكرًا، وذلك عبر تدعيم خطوط الفريق بكافة احتياجاته الفنية والمهارية، وتحقيق الاستقرار في التشكيلة.
صعوبات فنية
الإنجاز الذي حققه فحمان، قهر به المستحيل نتيجة الظروف القاسية التي واجهها الفريق، ولعل أبرزها فترة الإعداد القصيرة، بحسب المدير الفني.
وواصل: ”كما أن عملية التدوير بين اللاعبين كانت من أهم الصعوبات أثناء خوض المباريات، وكذلك فترة التسجيل الخاصة بقيد اللاعبين والعدد المسموح بتسجيلهم”.
لكن النزيلي يرى أن الأهم هو إسعاد محبي نادي فحمان والجماهير الرياضية في عموم الوطن، مضيفا "أشكر الله الذي وفقنا وجعلنا سببًا في إسعاد الجميع".
هذه الصعوبات التي ساقها المدرب الوطني كانت صعوبات فنية، غير أن هناك الكثير من الصعوبات الإدارية شكلت عائقًا أمام فحمان، حتى قبيل المشاركة العربية، غير أنه قهرها بعزم لاعبيه.
ولعل من أبرز تلك الصعوبات، عدم حصول جميع اللاعبين على تأشيرات دخول للسعودية؛ مما تسبب بتأخر عدد كبير منهم، بالإضافة إلى انتقال الفريق بالكامل إلى مدينة جدة برًا وليس عبر الطيران، ولم يصلوا إلا قبل يوم واحد فقط من مباراتهم الأولى.
الأمر الذي جعل من تأهل فحمان بمثابة الإعجاز وليس مجرد إنجاز كروي، حقق به تشريفًا للكرة اليمنية.
وضع الكرة اليمنية
تحدث مدرب فحمان أيضا عن وضع الكرة اليمنية وما تعيشه من ظروف قاسية، تحول دون تحقيق إنجازات متتالية.
وقال: ”وضع الكرة اليمنية سبق وأن تكلم عنه من هم أكثر مني خبرة ودراية، وما سأطرحه سبق وأن طرحه أهل العلم والرياضة والخبراء والأكاديميين”.
وأضاف: "أهم ما تحتاجه الرياضة اليمنية توفر الإرادة والإدارة، ومتى ما توفر ذلك، ثق بأن نهوض الكرة اليمنية عملية حتمية سوف نصل إليها".
يشار إلى أن فحمان، الذي تأسس عام 1980 في محافظة أبين (جنوب البلاد)، يمثل اليمن في البطولة بعد فوزه ببطولة الدوري اليمني (الاستثنائي) عام 2021 -وهو الدوري الأول الذي يقام في زمن الحرب- وشكل حصد فحمان الدوري مفاجأة بكل المقاييس.
وخلال الأيام المقبلة يدخل فريق فحمان معسكرا في العاصمة عدن استعداداً لمواجهة فريق الاتحاد المنستيري التونسي في الدور الأول للبطولة، (ذهاباً) يوم 5 أبريل/ نيسان في المملكة العربية السعودية، و(إياباً) يوم 12 أبريل في تونس.