فشل دعوات 11 نوفمبر.. تراشق جبهات الإخوان يكشف عوراتها
صفعة جديدة وجهها الشعب المصري للإخوان، ظهرت جلية في فشل دعوات التنظيم الإرهابي للتظاهر تقود إلى مزيد من الانقسام والتراشق الذي يظهر عورات الجماعة.
كان تنظيم الإخوان قد دعا بشكل كبير للتظاهر عبر منصات التواصل الاجتماعي، قابلتها هبة دعم واسع للدولة المصرية ومؤسساتها بشكل شعبي عفوي صاحبها سخرية من الفشل الذريع لدعوات الفوضى.
فشل دعوات الفوضى أظهر عورات الإخوان وبدأ تراشق الاتهامات، حيث بدأ أحد قيادي الجبهة الثالثة للإخوان "الكماليون" المكتب العام (سواعد مصر.. حسم) يحيى موسى والمحكوم عليه بالإعدام في قضايا إرهاب، في انتقاد الجبهتين الأخيرتين في التنظيم.
وينقسم الإخوان على أنفسهم حاليا إلى ثلاث جبهات، الأولى من لندن كان يقودها إبراهيم منير والذي خلفه بعد وفاته مؤقتا محي الدين الزايط، وجبهة إسطنبول التي يقودها الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، وجبهة الكماليون صاحبة الأفكار القطبية التي تنتهج العنف.
وقال موسى "عرضوا الاستسلام المجاني ففشلوا وخرجوا الآن ليزايدوا على من دعا للحراك" في اتهام لجبهتي إسطنبول ولندن.
وتوقع باحثون في شؤون الحركات الإرهابية في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن الفشل سوف يؤدي لمزيد من الانشقاق والانقسام والتشرذم.
مزيد من الانقسام
يرى الكاتب والباحث المتخصص في الإسلام السياسي منير أديب أن فشل دعوات الاحتجاج 11/11 سوف تؤدي إلى مزيد من الانقسام الداخلي في جماعة الإخوان.
ويضيف أديب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تزايد الانقسام يأتي في وجود اتهامات متبادلة بين الجبهات الثلاث المنقسمة بالفشل في حشد لمظاهرات 11 نوفمبر/تشريم الثاني.
ولفت إلى أن الاتهام الرئيسي الذي وجهه يحيى موسى الرجل الأول بجبهة الكماليين لجبهتي لندن وإسطنبول.
وبين أن جبهة لندن وقعت في حرج بسبب إعلان زعيمها إبراهيم منير قبيل وفاته بساعات أن جماعة الإخوان لن تصارع على السلطة، مشيرا إلى عدم إصدار بيان بالمشاركة في مظاهرات 11 نوفمبر/تشريم الثاني، مما أدى لمزيد من الانقسام بين الجبهات الثلاث.
أحلام على جناح فراشة
الإخوان منقسمون داخليا وبشدة وحاولوا إخفاء ذلك بالدعوة إلى 11 نوفمبر/تشرين الثاني، هكذا يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبدالمنعم.
وقال عبدالمنعم في حديث لـ"العين الإخبارية" إن أحلام 11 نوفمبر/تشرين الثاني أطلقها الإخوان على جناح الفراشات، في محاولة لإنقاذ الواقع المتردي الذي يقعون داخله ويحاولون إيجاد قضية تشغلهم وتشغل القواعد بأن لديهم جديدا يستطيعون تقديمه للآخرين.
ويرى أن الجماعة تعاني من أشد وأكثر مراحل الانهزام والانكسار بعد عدم الاستجابة للدعوات من الشعب المصري، رغم استخدام الحشد بدعوى أزمات غلاء المعيشة والأحوال الاقتصادية والمادية، ولكنها كانت دعوات لها أغراض سياسية.
إعادة تقييم
يؤكد القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة إبراهيم ربيع أن آليات التنظيم ومكوناته تم تأسيسه ليكون أداة بالوكالة وانعكاسا لإرادة أخرى.
وأضاف ربيع، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه قبل 2011 كان الهدف هو تهيئة الأجواء العربية للوصول الحكم في أكبر دول الإقليم وهندسته مرة أخرى بالتواصل مع مكتب الإرشاد، بناء على مصالح الدول الاستعمارية.
ولكن قبل 2013، يضيف ربيع، كان الشعب الحامي والممول الأول بالطاقات البشرية والموفر بالملاذ والتأمين، ولكن بعد هذا العام تغير ذلك بسبب أن صراع الإخوان أصبح مع الشعب ذاته، مما تسبب في زلزال قسم الجماعة داخلياً.
وأشار إلى أن التنظيم بالتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية يحاول أخذ فرص متتالية كل عام، باختيار أيام لمحاولة الحشد التي تكرر فشلها باستمرار، مضيفا أن الزلزال الأساسي في الجماعة هو 30 يونيو/حزيران 2013 وما بعد ذلك توابعه.
وأكد القيادي الإخواني المنشق أن استمرار فشل الإخوان سوف يؤدي إلى إعادة تقييمهم من جانب الأجهزة الأجنبية التي يتعاون معها، لافتا إلى أن صراع النفوذ والتمويل والإيواء سوف يزداد بين الجبهات الثلاث في التنظيم.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز