انتصر للأخلاق.. ياسين البحيري بطل غير متوج في الكونفدرالية الأفريقية
توج ياسين البحيري، لاعب فريق نهضة بركان المغربي، نفسه بطلا لنهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية، بانتصاره للروح الرياضية والأخلاق في المقام الأول.
وكان نهضة بركان خسر لقب الكونفدرالية الأفريقية (الأحد) لصالح الزمالك المصري بقاعدة الهدف الاعتباري، بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بتعادل إجمالي بنتيجة 2-2، بواقع 2-1 للفريق المغرب في أرضه و1-0 للبطل في استاد القاهرة.
وأثناء مباراة إياب نهائي البطولة القارية، نالت لقطة إنقاذ ياسين البحيري لأحمد نبيل "دونغا" لاعب الزمالك إشادة واسعة من كل عناصر اللعبة في البلدين الشقيقين، لا سيما جماهير الفريق الأبيض التي طالبت بمنح النجم المغربي الخلوق جائزة خاصة.
ارتقى نبيل دونغا للأعلى قافزا فوق البحيري في إحدى الكرات المشتركة مما عرضه لسقوط غير محسوب كاد يعرضه لإصابة مروعة في الرقبة أو الكتف.
لكن قبل أن يسقط اللاعب المصري على الأرض كان شقيقه المغربي ينقذه من السقوط ويمسك بجسده حتى لا يعاني من أي إصابة.
ووجه دونغا الشكر والامتنان للبحيري بداية من تقبيل رأسه فور قيامه من على الأرض واحتضانه، ثم عبارات الإشادة التي وجهها إليه بعد ذلك.
وقال دونغا عما فعله البحيري: "وجهت إليه الشكر لأنه أنقذني من السقوط والتعرض لإصابة كبيرة وخطيرة".
ورشح عدد كبير من الجماهير والخبراء في مصر والمغرب ياسين البحيري للفوز بجائزة اللعب النظيف، سواء من الاتحاد الأفريقي (كاف) أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
من هو ياسين البحيري؟
يبلغ ياسين لبحيري من العمر 29 عاماً، وهو من مواليد الدار البيضاء، واستهل مشواره في الملاعب مع فريق الرشاد البرنوصي المغربي، ثم مواطنه اتحاد طنجة، ومنه إلى مولودية وجدة.
ونجح نهضة بركان في الظفر بتوقيع البحيري بعد منافسة عليه مع الوداد، وشارك حتى الآن مع الفريق في 70 مباراة خلال آخر عامين، سجل خلالها 8 أهداف وحقق مع الفريق السوبر الأفريقي وكأس العرش المغربي.
جائزة اللعب النظيف.. بطولة الروح الرياضية
يمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سنوياً جائزة اللعب النظيف، منذ عام 1987، وهي تكون تكريمية لقيام لاعب أو جمهور بفعل إنساني يعبر عن الروح الرياضية.
وفاز أكثر من لاعب من قبل بجائزة اللعب النظيف بسبب سلوك رياضي مشابه لما قام به البحيري، أولهم كان الألماني فرانك أورينفيتز في مباراة فريقه فيردر بريمن ضد كولن حين أقر بلمس الكرة بيده في موقف أدى لاحتساب ركلة جزاء ضد فريقه.
وفي عام 1990 فاز غاري لينكر مهاجم منتخب إنجلترا وتوتنهام هوتسبير الشهير بالجائزة لأنه لم يتحصل خلال مسيرة 16 سنة على أي بطاقة صفراء أو حمراء.
وفي 2017، فاز التوغولي فرانسيس كونيه لاعب سلوفاكو التشيكي وقتها بالجائزة من الفيفا لتصرف يشبه أيضاً البحيري، حين أنقذ لاعب حياة مارتن بيركوفيتش حارس مرمى بوهيميانز من بلع لسانه وقدم له الإسعافات الأولية داخل الملعب.
الغريب أنها كانت المرة الرابعة التي ينقذ فيها كوني حياة أحد اللاعبين عن طريق منعهم من بلع اللسان وهو ما كشفه بعدها.
وعلى مستوى المدربين، أجبر الأرجنتيني مارسيلو بيلسا لاعبي فريقه ليدز يونايتد في مباراة ضد أستون فيلا في 2019 على ترك الفيلانز يسجلون هدفاً، لأن ليدز سجل بينما كان لاعب من الخصم ساقطاً متأثراً بإصابته، مما استتبع حصوله على الجائزة.
آخر لاعب فاز بالجائزة كان المدافع الجورجي لوكا لوتشوشفيلي، أثناء تمثيله فريقه فولفسبورغر إي سي ضد أوستريا فيينا في الدوري النمساوي، بإنقاذ الدولي النمساوي جورج تيغل من بلغ لسانه والقيام بالإسعافات الأولية له مما أنقذ حياته.