فيصل بن فرحان.. الدبلوماسي "المفوه" يقود الخارجية السعودية
الأمير فيصل تولى حقيبة الخارجية متسلحاً بخبرة واسعة في مجالات متعددة تفوق العقدين من الزمن
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء الأربعاء، أمرا ملكيا يقضي بتعيين الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود (45 عاما)وزيراً للخارجية، بدلا من إبراهيم العساف (70 عاما).
كما تم تعيين إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير دولة وعضوا بمجلس الوزراء.
ويتولى الأمير فيصل حقيبة الخارجية متسلحاً بخبرة واسعة في مجالات متعددة تفوق العقدين من الزمن، إذ تقلد مناصب وأدوارًا مهمة منذ أن كان عمره 22 عاما، بينها نحو 12 عاما في مجال صناعة الطيران والدفاع،
كما يملك الوزير السعودي الجديد خبرة دبلوماسية هامة من خلال عمله في سفارات بلاده في دولتين هامتين في العالم، كان آخرها سفير المملكة لدى ألمانيا منذ 10 فبراير/ شباط الماضي وحتى اليوم، كما عمل في فترة سابقة مستشارًا في السفارة السعودية لدى واشنطن.
وعقب تعيينه سفيرا لبلاده في ألمانيا، وصفته صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، بأنه "دبلوماسيًا مهمًا".
سيرة حافلة
والأمير فيصل بن فرحان ولد في عام 1974 ويتحدث اللغتين الألمانية والإنجليزية بطلاقة، كما يوصف بأنه متحدث سياسي بارع، خلال مشاركاته في مراكز بحوث ووسائل إعلام غربية.
بدأ العمل العام وهو في الـ 22 من عمره، حيث شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصيانة والتشغيل خلال الفترة من 1996-1998.
كما عمل نائب رئيس مجلس إدارة شركة السلام للطائرات ثم رئيسا للمجلس خلال الفترة من 2001- 2013.
ويكتسب عمله خلال تلك الفترة أهمية من أهمية شركة السلام للطائرات التي تعد إحدى شركات برنامج التوازن الاقتصادي السعودي وتقوم الشركة بعمل الصيانة الثقيلة للطائرات الحربية والمدنية، ونقل التقنية من الدول المتقدمة صناعياً إلى المملكة العربية السعودية وهي من أكبر شركات الطيران.
وفي 22 إبريل/ نيسان 2017، صدر أمر ملكي بتعيينه مستشارا بوزارة الخارجية ، كما عمل كبير المستشارين بالمرتبة الممتازة في سفارة المملكة في واشنطن سابقا.
أيضا شغل عضوية مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية ورئيس اللجنة التنفيذية عام 2017.
كذلك يعد الأمير فيصل بن فرحان شريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة شمال للاستثمار 2003-2017
رسالة حازمة لإيران
وقبيل شهر من توليه منصبه، وجه الأمير فيصل بن فرحان- حينما كان سفيرا لبلاده في ألمانيا- رسالة شديدة اللهجة لإيران، عقب تعرض معملين تابعين لأرامكو لهجوم إرهابي فجر 14 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن المشكلة التي تواجهها بلاده مع إيران هي أن الأخيرة مستمرة في تنفيذ هجمات ثم ترفض تحمل مسؤوليتها، وعليه "نجد صعوبة في الوثوق بها".
وقال في مقابلة مع "دوتشلاندفونك" الألمانية، ونقلتها سفارة المملكة بألمانيا على صفحتها الرسمية بتويتر: "إن الهجوم الأخير يعتبر هجوما على الاقتصاد العالمي. فمثل هذا الهجوم الذي أوقف إنتاجنا النفطي لفترة قصيرة يُمس العالم بأسره، وطبعاً يجب أخذ هذه الهجمات على محمل الجد.."
وأضاف: "يجب على إيران تحمل المسؤولية وإدراك أنه لا يمكن لها أن تتمادى في عدوانها. كما يجب عليها أن تظهر للمنطقة أنها أصبحت دولة ذات مسؤولية، وأنها ليست داعمة للميليشات أو تقوم بهجمات إرهابية وما إلى ذلك.."
وتابع قائلا: "الشيء المهم الآن هو أن يتحد العالم أجمع وأن يوضح أن مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي غير مقبولة وأن هذه الاعتداءات مرفوضة تماماً.. هذه بالطبع مشكلتنا مع إيران التي تستمر في تنفيذ مثل هذه الهجمات ثم ترفض تحمل أي مسؤولية. لذلك نجد صعوبة في الوثوق بها".
وتُعوّل المملكة في الفترة المقبلة على الوزير الجديد بغية الاستفادة من خبراته وقدراته في ضخ فكر جديد وتحقيق قفزات نوعية في السياسة الخارجية، في فترة تواجه فيها المنطقة والعالم تحديات هامة على مختلف الأصعدة، على رأسها التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز