بالصور.. الصقور تحمي الكرملين من إزعاج الغربان
الطيور مثل الحمام والغربان تتسبب في بعض الأحيان مشكلات في العاصمة الروسية، سواء بنقرها الأزهار أو تغطيتها المباني التاريخية بالفضلات.
لجأ حراس الكرملين إلى طائر الباز "ألفا" الذي ينشر الذعر بين الغربان التي تقف على الأشجار القريبة وتصدر أصواتا مزعجة في حديقة تاينيتسكي، وهو واحد من عشرات الطيور الجارحة التي تعتبر جزءا من الحرس الفيدرالي التي تقضي مهمتها في حماية الكرملين.
وعندما تأتي "ألفا"، وهي أنثى طائر الباز (نوع من الصقور)، البالغة 20 عاما بريشها الرمادي برفقة "فيليل" النسر البومة، تهرب تلك الغربان في دقائق قليلة.
ويقول أليكسي فلاسوف "28 عاما"، وهو واحد من العاملين في خدمة الكرملين للطيور: "الهدف ليس التخلص من الغربان بل إخافتها وإبعادها، حتى لا تقيم أعشاشا هنا وتعيش فيها".
وتقضي وظيفة هذه الطيور الجارحة بحماية الكرملين، أحد أقدم قلاع العصور الوسطى في أوروبا، التي كانت بمثابة مقر القياصرة والقادة السوفياتيين والرؤساء الروس الآن، وقد أصبحت أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ويوضح فلاسوف، وهو يحمل "ألفا" بيده واضعا قفازا: "يمكن أن تنقل الغربان عددا كبيرا من الأمراض قد تشكل خطرا على صحة الإنسان، وتسبب ضررا بالقباب الذهبية عن طريق خدشها، وترك فضلات عليها"، مضيفا أن الغربان قد تكون مثيرة للشغب وعدوانية في تفاعلها مع البشر.
وتسبب الطيور مثل الحمام والغربان في بعض الأحيان مشكلات في العاصمة الروسية، سواء بنقرها الأزهار أو تغطيتها المباني التاريخية بالفضلات.
وخلال الحقبة السوفيتية، لجأ حراس الكرملين إلى إطلاق النار على الغربان، وفقا لمذكرات بافل مالكوف الذي كان المسؤول عن المباني في ذلك الوقت.
وجاء في المذكرات أيضا أن الحراس الذين كانوا يشعرون بالملل كانوا يطلقون النار على أسراب الغربان التي كانت على الأشجار حتى تم وضع حد لهذه الممارسة.
وحاول الكرملين لفترة إخافة الغربان من خلال تسجيلات لأصوات الطيور الجارحة، لكن هذا الأمر لم ينجح.
وقرر الحراس استخدام طيور جارحة بعد قراءة تقارير عن فعاليتها، والآن أصبحت هذه الطيور مقيمة دائمة في الكرملين، وهي تخضع لأشهر من التدريب.
ويقول فلاسوف: "كل نوع من الطيور لديه طريقته الخاصة في الصيد، فطيور الباز مثلا سريعة جدا في المسافات القصيرة، لذلك تستطيع التغلب على الغربان في تلك التقنية".
وتستخدم بعض فروع القوات المسلحة وشركات الأمن حول العالم الطيور الجارحة ليس فقط لإخافة الطيور المزعجة بل أيضا لإسقاط الطائرات بدون طيار التي تحلق فوق مناطق محظورة.