"الغواصة المفقودة" يتصدر "تويتر".. وأهالي الركاب يبكون أحباءهم
لا يزال هاشتاغ "الغواصة المفقودة" هو المتصدر على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد اكتشاف موقع انفجارها والتأكد من مقتل ركابها.
وانهالت التغريدات التي تتحدث عن تفاصيل المأساة بجميع اللغات، وتناولت المناقشات أسباب الانفجار، وأسماء الضحايا، وارتباط المأساة بكارثة غرق السفينة "تيتانيك" في 1912.
في السياق، عبّر أهالي ركاب الغواصة الخمسة التي فقدت قرب حطام سفينة "تيتانيك" التي غرقت قبل 111 عاما في المحيط الأطلسي، عن حزنهم الشديد لخسارة أحبائهم، بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية العلمية الصغيرة وفق إعلان الشركة المشغلة.
واستنكر مخرج فيلم "تيتانيك" الشغوف باستكشاف قاع البحر جيمس كامرون "تجاهل التحذيرات" في شأن سلامة الغواصة.
وقال في حديث لمحطة "إيه بي سي نيوز" التلفزيونية الأمريكية: "لقد لفتني التشابه مع كارثة (تيتانيك) التي تلقى قبطانها مرارا وتكرارا تحذيرات من وجود الجليد أمام سفينته، ومع ذلك انطلق بأقصى سرعة في حقل جليدي في ليلة غير مقمرة".
من جهته، قال غييرمو سوهنلين أحد مؤسسي الشركة مع ستوكتون راش الذي كان من بين الضحايا، لإذاعة "تايمز راديو": "شاركت في المراحل الأولى من برنامج التطوير في أوشنغيت وكنا ملتزمين جدا بالأمور المرتبطة بالأمن والسلامة". وأضاف "كان التخفيف من الأخطار جزءا أساسيا من ثقافة الشركة".
وأعرب أقارب رجل الأعمال الباكستاني-البريطاني وابنه الذي قضى مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة عن "حزنهم العميق" برحيلهما.
وينتمي شاه زاده داود (48 عاما) وابنه سليمان (19 عاما) إلى عائلة أسست واحدة من أكثر الإمبراطوريات الصناعية ازدهارا في باكستان.
ومن الأسر المنكوبة الأخرى عائلة رجل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ الناشط في مجال الطيران (58 عاما)، وقد أشادت به في بيان قائلة إنه "مستكشف شغوف" و"زوج محب وأب كرس حياته لابنيه".
وتابعت "ما حققه في حياته كان متميزا وإذا كنا سنواسي أنفسنا قليلا (...) نقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه".
وكان خفر السواحل الأمريكيون والشركة المنظمة للرحلة أعلنا الخميس أن ركاب الغواصة الذين فقدوا منذ الأحد قضوا في "انفجار داخلي كارثي" للغواصة بسبب الضغط على الأرجح.
وقالت شركة "أوشنغيت" في بيان "نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش وشاه زاده داود وابنه سليمان وهايميش هاردينغ وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف".
من جهته، أعلن الأدميرال في خفر السواحل الأمريكيين جون موغير في مؤتمر صحفي في بوسطن أن "حقل الحطام" الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق حوالي 4 آلاف متر "يتوافق مع انفجار داخلي كارثي" للغواصة.
وأشار الأدميرال إلى أن "خسارة كارثية" للضغط هي أصل الحادث.
ومساء الخميس، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن البحرية الأمريكية اكتشفت الأحد، بعد فترة وجيزة من فقدان الاتصال بالغواصة، إشارة تدل على انفجار محتمل للمركبة.
وبالإضافة إلى داود وابنه، كان يشارك في الرحلة رئيس الشركة المشغلة "أوشنغيت" ستوكون راش ورحل الأعمال البريطاني هايميش هاردينغ والغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه البالغ 77 عاما والمتخصص بحطام تيتانيك.
وبدأت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها حوالى 6,5 متر رحلتها الأحد وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد 7 ساعات، لكن الاتصال فُقد بعد أقل من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتع نظريا بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة.
وكان إعلان سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الأربعاء أثار الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدد الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.
منذ بدء عمليات البحث الأحد، كشفت تفاصيل تدين شركة "أوشنغيت" مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.
وظهرت شكوى رفعت العام 2018 جاء فيها أن مديرا سابقا في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة.
وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.
ودفع كل واحد من الركاب مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة "تيتانيك" التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.
وغرقت سفينة "تيتانيك" في رحلتها الأولى في أبريل/ نيسان 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها. وعثر على حطامها في 1985 على مسافة 650 كيلومترا من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ويستقطب الحطام منذ ذلك الحين صائدي كنوز وسياح.