كيف تسبب استفتاء كتالونيا في انقسام العائلات الإسبانية؟
الخلافات زادت مؤخرا بين زافي أوليفيرس وابن عمه فرانشيسك من كتالونيا بسبب استفتاء استقلال الإقليم
الانقسامات والصراعات والمقاطعة وجدت طريقها إلى قلب معظم الأسر في كتالونيا، فأصبح الحديث بين العائلات والأصدقاء عن انفصال كتالونيا من المحظورات بسبب التوترات التي يسببها داخل الأسرة الواحدة.
وشهدت العلاقات الأسرية خلافات حادة بسبب المشاعر الجياشة تجاه القضية فالكل غالبا يتشبث برأيه ولا يقبل الرأي الآخر.
زافي أوليفيرس وابن عمه فرانشيسك كلاهما من كتالونيا ولكنهما يقفان على طرفي النقيض من القضية، إلا أنهما بعد محاولات للحفاظ على العلاقات الأسرية استطاعا مع زوجتيهما وضع الخلافات جانبا والاستمتاع بوجبة الغداء معا.
ويقول زافي إنه سيصوت "بلا" على الاستفتاء، لأنه يعتقد أن الاستقلال ليس حلا، وأنه توجد الكثير من المشاكل داخل إسبانيا وعدد من دول العالم وأن الكثير من الدول تحل مشاكلها بطرق غير الاستقلال.
بينما يقول ابن عمومته فرانشيسك، الذي سيصوت "بنعم" في الاستفتاء، إنه يعرف أن الاستفتاء ليس ترياقا للمشاكل، لكنه يعتقد أن الحل للمشكلة بين إسبانيا وكتالونيا هو التحول الديمقراطي للإقليم وسيصب في الصالح العام.
وبالرغم من دعم زافي وزوجته، كرستينا، لعقد الاستفتاء، إلا أنهما الوحيدين في تلك العائلة الكتالونية الذين يرفضان الاستقلال عن إسبانيا، حيث يحاولان قدر الإمكان تجنب الحديث عن السياسة، بعد ازدياد حدة الصراعات والتوترات التي أثرت على العلاقات الأسرية في تلك العائلة تدهورت بسبب الحديث الدائم بشأن القضية، إلا أنهما بمساعدة العائلة استطاعا تدارك الأمر سريعا.
وأعربت كرستينا عن فخرها بالعائلة التي تحترم الاختلاف، وقالت "أشعر بأني محظوظة"، موضحة أن الاختلاف لا يعني انقسام العائلة الواحدة، معتقدة أن الأمر ليس كذلك في بقية العائلات بالإقليم، حيث قاطعت أفراد عائلات بعضها بسبب الاستفتاء.
أما ميريس، زوجة فرانشيسك، تقول إنه من الواجب احترام أطراف الحوار بالرغم من اختلاف الآراء، فعادة يريد الشخص إقناع الآخر بوجهة نظره، إلا أن التمسك بوجهات النظر هو ما يسبب الخلاف.