إليف شافاق: اليأس يدفع الأتراك للانتحار
الكاتبة التركية إليف شافاق تناولت في مقال لها بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية واقعة انتحار عائلة كاملة في مدينة إسطنبول.
علَّقت الروائية والكاتبة التركية إليف شافاق على تأثير تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وقمع حرية الرأي والتعبير عما يشعر به المجتمع التركي، وكيف دفع هذا البعض لإنهاء حياتهم للتخلّص من الوضع المؤسف الذي وصل إليه الحال هناك.
- البطالة تدفع مبرمجا تركيا وأسرته إلى الانتحار الجماعي
- نار الليرة تحرق فقراء أردوغان.. رفع أسعار الخبز في تركيا
وقالت شافاق، في مقال لها بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية تحت عنوان "انتحار عائلة في تركيا يتحدَّث عن مجتمع فقد الأمل"، إنَّ منطقة فاتح الشهيرة في مدينة إسطنبول شهدت الأسبوع الماضي حالة انتحار لعائلة من رجلين وسيدتين بأعمار تتراوح من 48 لـ60 عامًا. إذ وجد بعض الناس من المنطقة ملحوظة موضوعة على باب إحدى الشقق مكتوب فيها: "انتبه! هناك (سيانيد) داخل الشقة، اتصلوا بالشرطة. لا تدخلوا".
ورأت الكاتبة التركية أن "أيًا مَن كان كتب تلك الملحوظة أراد حماية الجيران من المادة السامة، وعندما وصلت الشرطة عثرت على 4 جثامين لرجلين وسيدتين، كانوا جميعًا من عائلة واحدة، هي عائلة (يتيشكنز)، التي تعيش في المنطقة منذ عقود".
ونقلت شافاق ما قاله أصدقاؤهم عن أن الأشقاء الأربعة كانوا يعانون من البطالة والفقر، ولم يتمكن راتب إحدى الأخوات التي كانت تعمل مدرسة موسيقى من سداد الديون.
وأشارت إلى أنَّ عدم قدرتهم على إيجاد وظائف لتغطية ديون العائلة المتراكمة جعلتهم يصارعون مع الاكتئاب والقلق.
وقال صاحب متجر كان يعرف الأسرة منذ فترة طويلة: "كانوا أناسا رائعين. فعلوا ما فعلوا بسبب الفقر".
وبعد ساعات من نقل الجثامين إلى المشرحة، تمَّ قطع الكهرباء عن منزلهم لعدم دفعهم الفواتير للشركة منذ شهور.
وأوضحت الكاتبة التركية أنَّ سعر الكهرباء ازداد 10 مرات في تركيا هذا العام بزيادة إجمالية بنسبة 57%، في حين معدل البطالة 27%.
وتابعت أنه منذ عام 2012 هناك زيادة مأساوية في معدلات الانتحار في تركيا؛ وطبقًا للإحصائيات الرسمية أنهى 3161 شخصاً حياتهم في عام 2018، ووصلت معدلات الانتحار لـ8 أشخاص في اليوم.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg
جزيرة ام اند امز