«الفانو» تستجيب لنداءات السلام بإثيوبيا.. 3100 مسلح يلقون أسلحتهم

خطوة نحو السلام شهدها إقليم أمهرة الإثيوبي شمالي البلاد، إثر قيام أكثر من 3100 مسلح في منطقة شمال "شوا" بطي صفحة المواجهة، وإلقاء السلاح استجابة لنداءات الحكومة الإثيوبية بالعودة للحياة المدنية.
ويشهد إقليم أمهرة الإثيوبي منذ 3 سنوات حالة من انعدام الاستقرار نتيجة المواجهات المستمرة بين مليشيات الفانو والقوات الحكومية، ما أدى إلى شلل شبه كامل في بعض المناطق، وأضرار اقتصادية ضخمة ألقت بظلالها على الإقليم.
وقالت إدارة السلام والأمن في منطقة شمال شوا بإقليم أمهرة إن أكثر من 3100 مسلح لبّوا دعوة الحكومة للسلام خلال شهر واحد، وألقوا أسلحتهم، معلنين عودتهم إلى الحياة المدنية.
ووصفت هذه الخطوة بأنها الأكبر منذ أشهر، وتأتي وسط مساعٍ رسمية لاحتواء التوترات وإنهاء دوامة العنف التي شهدتها بعض مناطق الإقليم.
وذكرت أن الجماعات المسلحة ذات الخلفيات المتطرفة من مليشيات الفانو كانت نشطة مؤخرًا في عدة مواقع، وأن العديد من أفرادها باتوا يدركون أن الغاية التي جُنّدوا لأجلها كانت خاطئة، ما دفعهم للاستجابة لنداءات الحكومة بالتخلي عن العمل المسلح، مشيرةً إلى أن مناطق كثيرة بالإقليم تشهد يوميًّا عمليات تسليم أسلحة طوعية، ما يعكس اتساع رقعة الاستجابة الشعبية لخطاب السلام.
وبحسب إدارة السلام والأمن في منطقة شمال شوا، فقد عبّر المسلحون عن استعدادهم لتحمل المسؤولية عن الأضرار التي ألحقوها بالمجتمع، من تدمير للبنية التحتية، وقطع للطرق، وحرمان الأطفال من التعليم، ومنع الأمهات من الوصول إلى الرعاية الصحية.
في المقابل، أكدت السلطات الأمنية الإثيوبية أن عمليات تفكيك الجماعات المسلحة من مليشيات الفانو المتورطة في النهب والتخريب مستمرة، مشيرة إلى أن باب السلام مفتوح، لكن الإجراءات القانونية ستطال من يرفض الانخراط في المسار السلمي.
وكان مجلس حزب الازدهار الحاكم، الذي اختتم اجتماعًا له الأحد الماضي وهو أعلى هيئة قيادية حزبية، قد أعلن في بيان له التزامه باستكشاف كل المسارات السلمية لإنهاء الصراع المسلح في البلاد، وتوفير الدعم اللازم لكل من يختار إلقاء السلاح طوعًا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الدولة لن تتهاون مع محاولات إثارة الفوضى أو تقويض أمن المواطنين.
وأشار إلى تبنيه استراتيجية شاملة تهدف إلى ضمان السلام، والتمسك بالحلول السلمية لإنهاء النزاعات، مع تقديم الدعم للمسلحين الراغبين في الانضمام إلى مسار السلام.
مليشيات الفانو
والفانو هي مليشيات مسلحة إثنية محلية، مرتبطة بإقليم أمهرة الإثيوبي، نشأت أساسًا كقوات دفاعية محلية خلال الصراعات الإقليمية والسياسية في إثيوبيا.
وبدأ التمرد الفعلي لمليشيات الفانو، التي لا تملك قيادة محددة، في صيف عام 2022، عندما رفض عناصرها تسليم أسلحتهم للحكومة الإثيوبية بهدف إعادة دمجهم ضمن بنية قوات الأمن الحكومية بالإقليم، عقب حرب تيغراي، وبدأوا ينتشرون في بعض القرى والمدن بإقليم أمهرة، ويشتبكون مع قوات الأمن والجيش بشكل محدود، مع بلوغ التمرد إحدى ذراه العنيفة صيف عام 2023.
وكانت أديس أبابا غير مطمئنة لوجود هذه القوة المسلحة الخارجة عن سيطرتها، والتي تتمتع بعلاقات مباشرة بإريتريا، وينشط الفانو بشكل أكبر في مناطق شوا، غوندر، غوجام، وولو.
ويصف مراقبون إثيوبيون هذا التحول الميداني في شمال شوا بأنه لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق الأوسع للأزمة في إقليم أمهرة، حيث تسعى الحكومة لتطبيق نموذج "السلام مقابل الإدماج" كأداة لاستنزاف الزخم المسلح وإعادة دمج المقاتلين في المجتمع.
إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان استدامة هذه التحولات، خاصة مع وجود جيوب مسلحة قد تستغل أي تعثر في تنفيذ الوعود الحكومية أو أي فراغ أمني لإعادة تنظيم صفوفها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز