إثيوبيا تزيح الستار عن أكبر مطار أفريقي.. باستثمارات 7.8 مليار دولار

في خطوة تعكس طموحا استراتيجيا لتعزيز موقعها كمركز طيران عالمي، تستعد إثيوبيا لتشييد مطار بيشوفتو الدولي باستثمارات ضخمة تبلغ 7.8 مليار دولار.
يقود جهود تمويل مشروع المطار، البنك الأفريقي للتنمية، مع مساهمة مباشرة من الخطوط الجوية الإثيوبية بنسبة 20% من مواردها الذاتية.
اتفاق تمويل تاريخي
وشهد اليوم الإثنين توقيع اتفاقية التمويل الرسمية بين رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ورئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، في لحظة وصفت بأنها نقطة تحول في مسار البنية التحتية الجوية للقارة. ويُتوقع أن يعزز المشروع مكانة الخطوط الجوية الإثيوبية كأكبر ناقل إفريقي من حيث الشبكة وحجم العمليات.
وقال البنك الأفريقي للتنمية اليوم الإثنين إنه سيساهم بمبلغ 500 مليون دولار في تمويل مطار جديد في إثيوبيا من المتوقع أن يكون الأكبر في أفريقيا عند اكتماله في 2029.
ووقعت الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة اتفاقية لتصميم مطار بأربعة مدارج قرب بلدة بيشوفتو، على بعد نحو 45 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة أديس أبابا. وأعلنت الشركة أنها ستقدم 20% من تمويل المشروع الذي تبلغ تكلفته عشرة مليارات دولار، بينما سيقدم مقرضون التمويل الباقي.
وقال البنك في بيان "خصص البنك ما يصل إلى 500 مليون دولار، رهنا بموافقة مجلس الإدارة، للمساهمة في تمويل هذا... المشروع"، ووصفه بأنه سيشكل تحولا في المنطقة ويساهم في تكاملها.
وفي الأسبوع الماضي، قال البنك إنه يقود جهودا لجمع 7.8 مليار دولار لتمويل المشروع. ومن المقرر أن يتمكن المطار الجديد من التعامل مع مئة مليون مسافر سنويا.
مطار بحجم قاري
المطار الجديد، الذي سيُبنى في مدينة بيشوفتو بإقليم أوروميا وسط البلاد، بحسب الخطوط الجوية الإثيوبية سيضم بنية تحتية قادرة على خدمة 100 مليون مسافر سنويا، متجاوزا بأربعة أضعاف الطاقة الاستيعابية الحالية لمطار بولي الدولي بأديس أبابا. المرحلة الأولى وحدها ستتيح استقبال 60 مليون مسافر، ما يضعه في مصاف أهم المراكز الجوية في العالم.
وتشمل خطة التطوير أربعة مدارج متوازية، حظائر صيانة، مراكز شحن وتموين، خط سكة حديد سريع إلى أديس أبابا، ومواقف تستوعب 270 طائرة. المشروع يتضمن أيضا إنشاء "مدينة مطار" على مساحة 35 كيلومترا مربعا، بما في ذلك إعادة توطين 2500 أسرة من المزارعين في المنطقة.
شراكات وخبرة هندسية
العقد الهندسي للمشروع أُسند في أغسطس 2024 إلى شركة دار الهندسة اللبنانية، بعد مناقصة شاركت فيها 16 شركة دولية، مع مشاركة خبرات إماراتية سبق لها العمل في مشاريع بنية تحتية للطيران الإثيوبي. وتُقدر تكلفة المرحلة الأولى بـ 6 مليارات دولار وفقا للتصاميم الأولية.
التأثير الاقتصادي والاستراتيجي
ويُتوقع أن يحول المطار الجديد إثيوبيا إلى مركز عبور محوري بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، ما يعزز إيرادات النقل الجوي والشحن، وفق مسؤولين إثيوبيين ويخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن تحفيز قطاعات الخدمات والضيافة واللوجستيات. على المدى الطويل، كما أنه يسهم في رفع مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي الإثيوبي بشكل ملموس.
القيادة واستمرارية الإدارة
على الصعيد الإداري، أعلن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، مسفين طاسيو، تمديد فترة عمله لعام إضافي حتى السنة المالية 2025/2026، بناء على طلب حكومي، رغم أن تقاعده كان مقررا منذ عامين. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان المجموعة زيادة رواتب الموظفين بنسبة 50%، في خطوة تهدف إلى تحفيز الكوادر وسط تحديات تشغيلية أبرزها نقص قطع الغيار.
التحديات التشغيلية
ورغم تحقيق المجموعة إيرادات قياسية بلغت 7.6 مليار دولار خلال السنة المالية الإثيوبية 2024/2025 بزيادة 8%، فإن أزمة سلاسل التوريد لا تزال تؤثر على العمليات، خصوصا مع توقف طائرات بومباردييه Q400 بسبب تأخير توريد القطع من شركة برات آند ويتني، إضافة إلى صعوبات في استلام قطع غيار لمحركات بوينج 787 دريملاينر من شركة رولز رويس. وفق تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية.
هذه التحديات أجبرت الشركة على إعادة توزيع أسطولها، بما في ذلك تحويل مسار طائرتين من طراز بوينج 737 من الخطوط الدولية لسد الفجوات في الرحلات المحلية.
من يخلف طاسيو؟
لم يُعلن رسميا عن خليفة مسفين طاسيو، لكن تشير مصادر داخلية إلى أن ليما ياديتشا، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، هو الأوفر حظا لتولي القيادة، بفضل خبرته الممتدة منذ عام 1999 وخلفيته في الهندسة والتسويق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA= جزيرة ام اند امز