حزن يلقي بظلاله على كل مكان.. وألم يعتصر القلوب والأبدان.. وأرواح تناجي ربها داعية لفقيد الوطن الغالي بالجنة والرحمة والغفران، أجواء من الأسى.. ومشاعر لن تنسى..
وحقيقة أن فقيدنا الكبير الذي وعد فأوفى.. وقدم وأعطى.. وقاد وبنى.. لم يكن فقط قائد مسيرتنا.. إنما كان والدا وأخا وعضيدا وسندا لكل أبناء الوطن، بل ولكل الأشقاء والأصدقاء حول العالم.
فقيدنا الغالي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله تعالى، كانت سنوات قيادته للدولة على خطى القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مليئة بالمنجزات التي لاتحصى، والمكتسبات التي شهد لها العالم بأجمعه، واصل مسيرة البناء والإعمار والتمكين، وأشرف بنفسه على شؤون المواطنين في كل ربوع الوطن، وكانت له بصماته الإيجابية الكبيرة على الحياة الكريمة لأبناء الإمارات.
كل زاوية وكل أرض على مساحة الوطن الغالي، تشهد بأن فقيدنا الكبير رحمه الله، كان حريصا دوما على البناء والازدهار للوطن من أقصاه إلى أقصاه، كل رجل وامرأة وشيخ وطفل من أبناء الإمارات يشهدون بأن الفقيد الغالي رحمه الله، كان يشرف بنفسه ويرعى بذاته تنفيذ المشاريع التي تؤمن الحياة الكريمة الهانئة لأبناء الإمارات جميعا.
أما أيادي الخير الإماراتية، أيادي العطاء التي لم تتوقف يوما، والتي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وسار على النهج بلا تردد من بعده فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، فقد غطت أصقاع الأرض كافة، وكل دول العالم على هذه الأرض، وكل شعوب الدنيا تشهد أن عطاء الإمارات لم يخذلهم ساعة، وأنه أينما وجد من هو في حاجة لدعم أو مساعدة، كانت الإمارات قبلته أولا، بقيادتها الحكيمة وأياديها البيضاء الكريمة، لم تتردد قيادة الدولة للحظة في تقديم مافيه الخير للإنسانية جمعاء.
وعلى ذات النهج والمنوال، شهدت السياسة الخارجية الإماراتية عربيا وإقليميا وعالميا، قفزات نوعية على مختلف الأصعدة، ما جعل دولة الإمارات تحقق مكاسب استراتيجية هامة، ودفع بعدد من دول العالم إلى السعي لتوقيع شراكات استراتيجية مع الإمارات، التي عكست سياساتها الخارجية حالة من التوازن والدقة والموضوعية والقوة، كما شهدت العلاقات الإماراتية العربية والإقليمية، الكثير من التطورات التي انعكست نتائجها إيجابا على شعوب المنطقة، وعززت الأمن والاستقرار، وساهمت في توفير بيئة صحية للتطور والتقدم.
استعراض ما أنجز وتحقق محليا وعالميا في عهد فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، لا يشكل سوى سطر واحد من كتاب كبير، ولا تتسع لذكره صفحات ولا تكفي لشرحه وتفصيله أرقام، وسيبقى أثرها وتأثيرها ممتدا على سنوات طويلة وأجيال قادمة، داخل الإمارات وخارجها، فاللهم ارحم أبا سلطان واغفر له وأسكنه فسيح جناتك، وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، وافسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة