وداعا لأزمة تراجع إنتاج السيارات.. نقص أشباه الموصلات "صار من الماضي"
ودعت سوق السيارات واحدة من أسوأ أزماتها على الإطلاق والمتعلقة بنقص أشباه الموصلات والتي أثرت بشكل حاد على قدرات الشركات الإنتاجية ومثلت إحدى أبرز تجليات اختناق سلاسل الإمداد التي ضربت التجارة العالمية في أعقاب ظهور جائحة كورونا.
وكانت شركات سيارات عالمية كبرى قد واجهت عجزا في القدرة على صناعة سيارات جديدة بسبب أزمة نقص أشباه الموصلات التي تلعب دورا رئيسيا في العديد من تقنيات السيارات الحديثة مثل الشرائح الإلكترونية والمجسات ودوائر التحكم والحساسات، لتحقيق وظائف مهمة مثل التحكم في القيادة ونظم الاستشعار والتواصل المتقدم.
- عودة شاحنة "هامر".. سعر خرافي لموديل 2024 الكهربائي
- جزيرة أوروبية تحتضن أول حديقة أثرية في أعماق البحر عالميا
ولمواجهة الأزمة، لجأت عدة شركات إما إلى إبرام عقود طويلة الأجل مع المصنعين لتشجيعهم على توسيع قدراتهم الإنتاجية دون القلق من تراجع الطلب في المستقبل، مثلما فعلت شركة جنرال موتورز الأمريكية، بينما اتجهت شركات مثل هيونداي موتورز الكورية الجنوبية إلى صناعة الرقائق (أشباه الموصلات) بنفسها، في حين حاولت شركات أخرى الاستغناء عن حلقات الموردين لضمان وصول نصيبها من الرقائق دون الخضوع لظروف السوق.
فولكس فاجن تعلن نهاية الأزمة رسميا
وضرب النقص في أشباه الموصلات، شركة فولكس فاجن، وهي أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، بشدة منذ نهاية عام 2020، لكن الشركة الألمانية أعلنت الآن تجاوزها لتلك الأزمة على نحو حذر.
وقال ديرك جروس لوهايد، الذي يشرف على المشتريات في مجلس إدارة المجموعة، إنه لم يعد هناك حاليا أي اختناقات حادة.
وأوضح في تصريحات من مقر فولكس فاجن في فولفسبورج الأربعاء: "في الأشهر الستة إلى الثمانية الماضية لم نفقد سيارة واحدة في الإنتاج بسبب أشباه الموصلات".
لكنه أقر بأنه في الوقت الحالي، لا تزال فولكس فاجن تعمل من خلال تراكم الطلبات التي تكدست في عامي 2021 و2022 بسبب نقص المكونات.
وقال جروس لوهايد إن فولكس فاجن تتخذ خطوات لتعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها، على سبيل المثال من خلال شراء الرقائق المهمة مباشرة من الشركات المصنعة بدلا من تركها للموردين كما كان من قبل.
وأضاف: "أزمة أشباه الموصلات لم تنته بعد ، لكن الوضع الآن تحت السيطرة".
هندسة مستقبل الرقائق
والنقص في إمدادات أشباه الموصلات يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك الطلب المتزايد على الأجهزة الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة، ومشاكل في سلسلة التوريد والإنتاج، وتحديات في تصنيع أشباه الموصلات ذاتها.
ويؤدي هذا النقص إلى زيادة في أسعار أشباه الموصلات وتأثيرات على إمكانية تصنيع السيارات وتوريدها بشكل كافٍ.
وقد أثرت المشكلة على صناعة السيارات في شتى أنحاء العالم، حيث اضطرت بعض الشركات إلى تأجيل إصداراتها الجديدة أو تعديل تصميماتها لتتناسب مع الظروف الحالية.
ومن المتوقع أن يستمر العمل على تعزيز إمدادات أشباه الموصلات وتحسين العمليات الإنتاجية للتغلب على هذا النقص في المدى البعيد. وقد تشهد الصناعة تحولًا نحو استخدام تقنيات بديلة أو تحسين تكنولوجيا تصنيع أشباه الموصلات.
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg جزيرة ام اند امز