فريد شوقي.. "وحش الشاشة" الذي تمرد على دور الموظف
تمتد المسيرة الفنية للراحل فريد شوقي إلى 50 عاما، لعب خلالها دور الممثل والمؤلف ببراعة، كما خاض تجربة الإنتاج الفني أكثر من مرة.
وتحل الجمعة ذكرى ميلاد فريد شوقي، إذ ولد في 30 يوليو/ تموز 1920، بحي السيدة زينب وسط العاصمة المصرية القاهرة، وحرصت أسرته على تعليمه من أجل الفوز بوظيفة حكومية.
ونجح "وحش الشاشة" في الحصول على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، وتم بالفعل تعيينه في إحدى المصالح الحكومية، وبمرور الأيام شعر بأنه لا يصلح للعمل موظفا، فقرر ترك العمل والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وفي بداية احترافه العمل بالسينما، فضل أدوار الشر لأنها على حد تعبيره تحتاج إلى جهد كبير، وتكشف إمكانيات الفنان، وكانت البداية بدور صغير في فيلم "ملاك الرحمة" إنتاج 1946.
وظل "ملك الترسو" فترة طويلة حبيسا في أدوار الشر، ولأنه يمتلك موهبة استثنائية، قرر أن يغير جلده وينتقل لشكل جديد في الأداء، وشهدت فترة الخمسينيات توهج نجمه، حيث انتقل لمربع الفتى الأول وبات اسمه جاذبا لشركات الإنتاج، ومن أهم أعماله في هذه المرحلة "جعلوني مجرما" إخراج عاطف سالم وإنتاج 1954، وهو العمل الذي تسبب في إلغاء السابقة الأولى للأحداث، وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه.
وعندما نتأمل السجل الفني لهذا الفنان الاستثنائي، نكتشف أنه يضم ما يقرب من 400 فيلم منها "هارب من الأيام، قضية عم أحمد، رصيف نمرة 5، أفواه وأرانب"، كما تألق على شاشة التليفزيون بأعمال مهمة مثل "البخيل وأنا، الباقي من الزمن ساعة، صابر يا عم صابر".
ولم تتوقف موهبة فريد شوقي عند التمثيل، لكنه أيضا امتلك موهبة التأليف وساهم في كتابة ما يقرب من 400 عمل فني.
وفي عام 1996، تدهورت حالته الصحية، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، وتحول الأمر لمرض مزمن وبعد عامين وبالتحديد في 27 يوليو/ تموز 1998، مات الملك ورحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ78 عاما، تاركا خلفه مسيرة فنية رائعة.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA=
جزيرة ام اند امز