هل تتعرّض المنطقة العربية لزلزال مدمّر قريباً؟ فاروق الباز يجيب (خاص)

كشف الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء المصري الكبير، حقيقة ما يتردد عن وقوع زلازل مدمِّرة في المنطقة العربية لاحقة للزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط الماضي.

حول عدم استقرار الشرق الأوسط جيولوجياً، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأودى بحياة نحو 50 ألف قتيل، وتنبؤات خبير الزلازل الهولندي، فرانك هوغربيتس، الذي تنبأ بزلزال آخر يضرب المنطقة، أشد تدميراً من الزلزال الأخير، أكد الباز، في مقابلة مع "العين الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، أن مثل هذه التنبؤات تعد "تهويلاً مبالغاً فيه".

• هل تتعرض مصر لتسونامي يوماً ما؟ فاروق الباز يجيب

وقال الباز، الذي يشغل في الوقت الحالي منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، أن شبه الجزيرة العربية بالكامل تعد منطقة غير مستقرة جيولوجياً، منذ قديم الازل، فضلاً عن أن حركة الكتل الأرضية في قارات العالم السبع هي حركة دائمة ومستمرة في الأساس.

وأشار إلى أن شبه الجزيرة العربية تتحرك شرقاً نحو آسيا باستمرار، وهذه الحركة تؤثر على النشاط الزلزالي بالمنطقة، مضيفاً أن أفريقيا تتحرك شمالاً كذلك نحو أوروبا، كما يتسع البحر الأحمر بمقدار ٢ سم سنوياً، نتيجة تحرك القشرة الأرضية في شبه الجزيرة العربية تجاه الشرق.

الانفصال الجغرافي بين غرب آسيا وشرق أفريقيا حدث قبل آلاف السنين

ولفت إلى وجود تواصل جغرافي بين الصحراء الشرقية في مصر وغرب السعودية قبل آلاف السنين، موضحاً: "الشواهد الجيولوجية تؤكد أن الصخور في غرب السعودية هي نفسها في شرق مصر"، ما يؤكد أنه كان هناك اتصال جغرافي بينها، لكن الانفصال الجغرافي بين غرب آسيا وشرق أفريقيا حدث قبل آلاف السنين، نتيجة زلزال مدمر ضرب المنطقة، ليتم تكوين البحر الأحمر لاحقاً.

وشدد على أن مصر لن تدخل في حزام الزلازل، لأنها في الأصل ضمن حزام الزلازل بالمنطقة، مشيراً إلى الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة وأنشأ البحر الأحمر، حدث في قديم الزمان.

وبسؤال الباز، عن إمكانية نشوء بحر كبير آخر، على غرار البحر الأحمر في منتصف قارة أفريقيا، ليفصل شمال القارة السمراء عن جنوبها، كما يشاع في الوقت الراهن، استبعد الباز، هذه الفرضية، قائلاً: "تكوين البحر الأحمر جاء لعدة عوامل مصاحبة وليس فقط الزلزال الكبير، حيث كانت المنطقة الواقعة غرب السعودية، غير متماسكة بالكامل مع القشرة الأرضية في شرق مصر، بعكس كتلة قارة أفريقيا، والتي على مر التاريخ الجيولوجي كانت قطعة واحدة متماسكة"، مؤكداً عدم صحة أي تقارير تتحدث عن تكوين أخدود في أفريقيا.