عيد الأب.. التكريم الحائر بين 3 أشهر
تكريم الأب احتفال غير معمم يبحث عن مظاهر وطقوس شبه موحدة بين دول العالم لتقديم الشكر إلى رب الأسرة الذي يسعى لتوفير السعادة لأولاده.
تحتفل العديد من الدول بأعياد اجتماعية مشتركة في تاريخ ثابت محدد، حتى إن بعض تلك الأعياد تتشابه طقوس وهدايا الاحتفال بها في كثير من الدول، وكنوع من التقدير للدور الكبير الذي يقدمه الأب لأسرته وعائلته، تحتفل العديد من دول العالم بعيد الأب تكريما له على مجهوداته.
واختلفت الدول في تحديد يوم ثابت للاحتفال بهذا اليوم، هناك دول اختارت شهر مارس/آذار، ومنها من اختار يونيو/حزيران، ومنها من اختار سبتمبر/أيلول، ليكون التكريم الوحيد للأب، حائرًا بين ثلاثة تواريخ.
وتحتفل الفئة الكاثوليكية بعيد الأب في 19 مارس/آذار من كل عام، أمّا في الولايات المتّحدة يحتفل به في الأحد الثالث من شهر يونيو/حزيران، وفي أستراليا وقع الاختيار على الأحد الأول من شهر سبتمبر/أيلول.
أصل الاحتفال
تكثرُ الأقاويل حول فكرة الاحتفال بهذا اليوم، ذهب البعض إلى أنّ له أصولاً قديمة تعود إلى أكثر من 400 عام وترتبط بالكاثوليك، بينما يعتبر البعض أن أصوله بابليّة مرتبطة بشابٍ كتب تهنئة وشكراً وعبارات، تقديرا لأبيه على لوحٍ صنعه من الطّين وقدّمه له كهدية، وكانت أول هدية تُقدم للأب.
ويقال في رواية أخرى إنها تعود إلى ابنة أحد المُشاركين في حرب أهلية، تُدعى سونورا سمارت دودد، من أركنساس، استحضرت فكرة تكريم والدها، الذي توفي تاركًا وراءه ستة أطفال كان يعولهم بنفسه بعد وفاة زوجته في أثناء الولادة، بينما كانت في عمر الـ16. وفي عام 1910، أُقيم أول احتفال بعيد الأب من جانب السيدة دودد في جمعية الشبان المسيحية في سبوكان، واشنطن.
وهناك قصة أخرى تعود إلى امرأة يتيمة تُدعى "جريس جولدن كلايتون"، من فيرمونت، غرب فيرجينيا، حثّت الكنيسة الميثودية على تقديم خدمة لتكريم الآباء عام 1908.
وتشير بعض الروايات إلى أن فكرة تكريم الآباء ظهرت بعد كارثة التعدين التي وقعت في مونوجا عام 1907، وتُعد الأسوأ في تاريخ التعدين الأمريكي، إذ راح ضحيّتها 362 رجلًا، ما تسبّب في ترمّل نحو 250 امرأة، وترك أكثر من ألف طفل يتيم، ما دفع السيدة كلايتون لتكريم هؤلاء الآباء من القتلى.
وبين كل تلك الروايات والأقاويل، يظل تكريم الأب احتفالا غير معمم يبحث عن مظاهر وطقوس شبه موحدة بين دول العالم، لتقديم الشكر إلى الأب الذي يعاني لضمان توفير حياة كريمة لأولاده.