وكيل ومدرب وعلاقة مدمرة.. عيد الأب في عيون نجوم كرة القدم
ظهر تأثير الآباء على الأبناء في عالم كرة القدم بشكل كبير وأحيانا مميز، داخل وخارج المستطيل الأخضر.
ويحتفل العالم يوم 19 يونيو/حزيران 2022 بـ"عيد الأب"، وفي هذا الصدد تلقي "العين الرياضية" الضوء خلال السطور التالية على علاقات خاصة بين الآباء والأبناء في عالم الساحرة المستديرة.
كريستيانو رونالدو
توفي جوزيه والد البرتغالي كريستيانو رونالدو أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي، في سبتمبر/أيلول 2005، بينما كان عمر اللاعب 20 عاما فقط، وكان موجودا في معسكر مع منتخب البرتغال.
ويروي البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، مدرب البرتغال آنذاك، صعوبة المشهد بقوله: "كانت لحظة صعبة للغاية، لكنه قرر أن يلعب مباراة في اليوم التالي، ثم يسافر لحضور عزاء والده".
ويروي السير أليكس فيرجسون مدرب رونالدو في مان يونايتد وقتها، كيف طلب منه اللاعب السفر إلى البرتغال قبيل وفاة والده بسبب تدهور حالته الصحية.
ورغم تعلق رونالدو بوالده لهذه الدرجة، لكنه يروي أن العلاقة بينهما لم تكن طبيعية بقوله: "لم أتحدث معه مطلقاً بشكل طبيعي. كان الأمر صعبا، لم يعش ليراني وأنا رقم 1 وأتلقى الجائزة تلو الأخرى".
والد ميسي.. وكيل أعماله
خورخي ميسي هو والد ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي وأسطورة برشلونة، ووكيل أعماله في نفس الوقت، وهو العقل المدبر في أغلب مشوار "البرغوث".
يعتبر خورخي والد ميسي المسؤول الأول عن الأمور التعاقدية الخاصة باللاعب، وكان المخطط الأول لانتقاله إلى برشلونة الإسباني قبل 22 عاما، ثم رحيله في أغسطس/آب 2021.
خورخي كان عاملاً في مصنع بروزاريو الأرجنتينية، وقام بتدريب ليو في فريق جراندولي المحلي خلال فترة الطفولة قبل انضمامه لنيولز أولد بويز.
يقول مصدر مقرب من عائلة "البرغوث" إنه رغم وجود الأب في روزاريو لكنه يبقى المسؤول عن أعمال ليو بشكل تام.
الأب المدرب
في تاريخ كرة القدم هناك علاقة أب وابن مختلفة، تلك التي تجمع بين المدرب واللاعب، والتي يشوبها العديد من علامات الاستفهام والانتقادات والتشكيك بطبيعة الحال، تصل لحد الاتهام بالمجاملة.
من أشهر تلك الأمثلة، الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق الذي لعب نجله "إنزو" بين صفوف الفريق نفسه.
ورد زيدان في وقت سابق عن تأثير عمله كمدرب للريال على وجود إنزو بقوله: "هو يلعب فقط لأنه يستحق المكان الذي يتواجد فيه. بدنيا هو أفضل مني في مثل سنه، وأعرف أنه قادر على القيام بالمزيد".
خلال منافسات كأس العالم 1998 في فرنسا، كان باولو مالديني هو قائد دفاعات منتخب إيطاليا، بينما المدير الفني كان والده سيزاري مالديني أحد أيقونات الكرة الإيطالية في الستينيات.
السير أليكسون فيرجسون أيضا درب نجله دارين في مانشستر يونايتد، ويوهان كرويف قاد ابنه خوردي في برشلونة وهما من أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم.
أدريانو والنهاية المأساوية
تعتبر علاقة البرازيلي أدريانو مهاجم إنتر ميلان الإيطالي والسليساو السابق بوالده، وإن كانت من أكثر العلاقات عاطفية، لكنها كانت مدمرة بالنسبة للاعب الأسبق.
وبعد أن كان أدريانو أحد أهم عناصر منتخب البرازيل وإنتر ميلان بطل إيطاليا حتى 2009، تغير كل شيء مع وفاة والد اللاعب.
ويروي الأرجنتيني خافيير زانيتي زميل أدريانو في إنتر بقوله: "لقد تلقى مكالمة هاتفية بشأن وفاة والده. لقد ألقى الهاتف وبدأ يصرخ. لا تتخيل كيف كان حزينا".
والد أدريانو كان يعاني من تداعيات إصابة سابقة برصاصة في الجمجمة، ويروي اللاعب البرازيلي المعتزل الذي تحول إلى عالم الجريمة بعد وفاة الأب بقوله: "لقد ترك موت والدي فراغا كبيرا بداخلي. بدأت تناول الكحوليات وكنت حزينا ومكتئبا".
وأتم بقوله: "لم أكن أعرف كيف أخفيها. لقد كنت في حالة سُكر حتى أثناء المران. أخذوني إلى المستشفى وقالوا لوسائل الإعلام إنني أعاني من آلام عضلية".
على نفس الدرب
بعيدا عن فكرة الأب المدرب، هناك علاقة أخرى جماهيرية تربط الآباء والأبناء وهي تمثيل نفس الفريق، ويتضح هذا في أمثلة زيدان وكرويف ومالديني وفيرجي وغيرهم.
لكن هناك أمثلة أخرى لأب وابن لعبا في نفس الفريق، مثل حازم إمام وحمادة إمام في الزمالك، وإكرامي الشحات وشريف إكرامي في الأهلي المصري، وإيرلينج هالاند وألف هالاند في مانشستر سيتي، وفرانك لامبارد ووالده فرانك جورج لامبارد مع وست هام الإنجليزي.
على صعيد المنتخبات، هناك ثنائي حراسة المرمى الدنماركي بيتر وكاسبر شمايكل، وكلاهما توج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز كلاعبين، مع مانشستر يونايتد وليستر سيتي على الترتيب.
الأب الزميل
آخر الأمثلة على العلاقة الاستثنائية بين الأب والابن في عالم كرة القدم، هي الزمالة داخل أرض الملعب وهي واقعة نادرة تخص أفضل لاعبي العالم في 1999، وهو البرازيلي ريفالدو لاعب برشلونة وميلان الأسبق.
وتزامل ريفالدو في عام 2015 مع نجله ريفالدينيو، مع فريق موجي ميريم المنافس في دوري القسم الثاني البرازيلي.
الأكثر من ذلك أنهما سجلا معا في مباراة ضد مكايا انتهت 3-1 لرفاق بطل العالم 2002.