12.5 مليون درهم كل ساعة لـ«وقف الأب».. رقم قياسي يبرز سخاء أهل الإمارات

تحوّل التفاعل المجتمعي مع مبادرة "وقف الأب" الإماراتية إلى ماراثون خيري إنساني ملهم يتسابق الجميع لدعمه.
الحملة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
ثقافة العطاء
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة أول مارس/آذار الجاري، إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في الإمارات.
سباق سرعان ما تمت ترجمته على أرض الواقع بنجاح الحملة في جمع أكثر من 3 مليارات و304 ملايين درهم منذ إطلاقها قبل 11 يوما فقط، بمتوسط 300 مليون درهم يوميا، و12.5 مليون درهم كل ساعة، وهي أرقام قياسية تبرز كرم وسخاء أهل دولة الإمارات وترسخ ثقافة العطاء وقيم الخير بالمجتمع.
جاءت تلك المساهمات من 160 ألفا و560 متبرعا في 11 يوما بمتوسط 14596 شخصا يتبرعون يوميا.. أرقام تبرز حجم التفاعل الواسع مع الحملة التي تحولت إلى ماراثون خيري إنساني يتسابق الجميع لدعمه.
أنبل رقم
ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع تنظيم مزادات "أنبل رقم" الخيرية الداعمة للحملة.
ويطلق مركز النقل المتكامل "أبوظبي للتنقل"، التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، اليوم المزاد الخيري الإلكتروني "أنبل رقم"، الذي يغلق يومي 16 و17 مارس/آذار الجاري، حيث يعرض المزاد 444 لوحة مميزة، تضمنت أرقاما للوحات مركبات منها الرقم 10 من الفئة 20، والرقم 99 من الفئة 2، وأرقام لوحات الدراجات النارية منها الرقم 5 من الفئة 1 بالإضافة إلى مجموعة مميزة من أرقام لوحات المركبات الكلاسيكية.
ويمكن المشاركة في مزاد "أنبل رقم" الخيري في أبوظبي عبر تطبيق "الإمارات للمزادات".
كما ينطلق في دبي يوم السبت 15 مارس/آذار الجاري مزاد أنبل رقم الخيري للأرقام المميزة الذي تنظمه مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" بالتعاون مع "الإمارات للمزادات" وبدعم من هيئة الطرق والمواصلات بدبي واتصالات من &e وشركة "دو"، حيث يعرض المزاد 25 رقماً مميزاً، منها 5 أرقام مميزة للوحات المركبات تابعة لــ"طرق دبي"، و10 أرقام هاتفية لـ "دو"، و10 أرقام هاتفية لـ"اتصالات من &e".
ويساهم ريع مزاد "أنبل رقم" الخيري، في دعم الأهداف الإنسانية لحملة "وقف الأب" للمساهمة في تنفيذ مشاريع صحية في المجتمعات الأكثر احتياجا.
ويشارك في فعاليات المزاد شخصيات مرموقة من مختلف الفعاليات الاقتصادية ومؤسسات العمل الخيري والنفع العام وأصحاب الأيادي البيضاء الحريصين على دعم القضايا الإنسانية النبيلة كالتي تعمل عليها حملة "وقف الأب".
مواقف نبيلة
تفاعل المجتمع الإماراتي مع الحملة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لإنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، أضحى نموذجا ملهما للعالم أجمع.
حملة تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم والعطاء الأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.
حملة وقف الأب
وتماشياً مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات تحت شعار "يداً بيد" في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.. أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حملة "وقف الأب" بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
ويأتي إطلاق حملة "وقف الأب" جرياً على عادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية تزامناً مع شهر رمضان الكريم، بما يترجم منظومة العطاء التي رسختها دولة الإمارات، وإيمانه بأن طريق العطاء هو الطريق الوحيد في العالم الذي لا ينتهي.
وتجسد حملة "وقف الأب" رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للعمل الخيري والإنساني المستدام وفق مفهوم مؤسسي متكامل، وبرامج فعالة لحشد الجهود لمساعدة ملايين الأشخاص في المجتمعات الأقل حظاً لتمكينهم من العيش الكريم وتلبية احتياجاتهم الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية المستدامة.
وتستلهم الحملة الرمضانية آيات كريمة أكدت بر الوالدين، حيث قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"، و"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"، و"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".
كما تستلهم الحملة المنزلة العظيمة للأب في الإسلام، وروح الأحاديث الشريفة: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم"، والوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنْ شِئتَ فأضِعْ ذلك البابَ أو احفَظْه"، و"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
ويستثمر ريع "وقف الأب" في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
وتهدف الحملة إلى تكريم الآباء من خلال إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والده في "وقف الأب"، ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني من خلال إنجاز وقف مستدام يضمن توفير الرعاية الصحية للفئات الأقل حظاً.
كما تهدف الحملة إلى ترسيخ القيم النبيلة في دولة الإمارات وفي مقدمتها البذل والعطاء، والتضامن الإنساني العميق مع جميع شعوب العالم، وتطوير مفهوم الوقف الخيري، وإحداث حراك مجتمعي واسع النطاق يساهم في تحقيق مستهدفاتها في توفير رعاية صحية مستدامة.
ويواجه العالم تحديات صحية عدة، مثل صعوبة حصول عشرات الملايين على خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك برامج التطعيم، وانتشار الأمراض المعدية، وارتفاع معدلات الأمراض النفسية، ولا يزال حتى اليوم أكثر من نصف سكان العالم محرومين من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتنضوي حملة "وقف الأب"، تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، وتأتي استمراراً للحملات الخيرية الماضية التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي حققت إنجازات كبيرة وتفاعلاً واسعاً من مجتمع الإمارات، مكنها من تجاوز مستهدفاتها من حيث حجم المساهمات المالية، وعدد المستفيدين منها في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم.
عاصمة الإنسانية
تفاعل كبير مع حملة "وقف الأب" يرسخ مكانة دولة الإمارات باعتبارها عاصمة عالمية للعمل الخيري والإنساني.
مبادرة ملهمة جديدة يعم نفعها العالم أجمع، تمضي عبرها الإمارات بتوجيهات من قيادتها الحكيمة، قدماً لتخليد نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسير على دربه في العطاء وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية للمحتاجين في مختلف دول العالم.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
أرقام كبيرة تبرز حرص الإمارات على عمل الخير واستدامته، حتى أضحت عاصمة عالمية للعطاء وعمل الخير.