الإماراتية فاطمة طه.. أيقونة مونديال الأندية وطموح يعانق السماء (حوار)
خطفت الإماراتية فاطمة طه، المذيعة الداخلية لبطولة كأس العالم للأندية 2022 المقامة في المغرب، أنظار المتابعين بظهور لافت مؤخرا.
ويحتضن المغرب النسخة الـ19 لبطولة كأس العالم للأندية، والتي وصلت إلى مراحلها الأخيرة حيث تقام (السبت) المباراة النهائية بين ريال مدريد الإسباني والهلال السعودي، ويسبقها لقاء تحديد المركز الثالث بين الأهلي المصري وفلامنجو البرازيلي.
ولفت انتباه المتابعين خلال البطولة صوت المذيعة التي أشعلت حماس الجماهير داخل الملعب عند قراءة أسماء اللاعبين بعد تسجيل الأهداف، لتثير فضول عشاق الكرة للتعرف عليها، خاصة أن المألوف أن تكون تلك الوظيفة للرجال مثل المذيع الداخلي لنابولي الإيطالي.
"العين الرياضية" تواصلت مع المذيعة المتألقة فاطمة طه، والتي كشفت كواليس اقتحامها لهذا المجال ومدى حبها لكرة القدم، بالإضافة لطموحها المقبل بعد النجاح الذي حققته في الظهور الثاني لها بكأس العالم للأندية.
وتقول فاطمة صاحبة الـ28 عاما، إنها من مواليد مدينة العين ودرست الإعلام والتلفزيون بجامعة الإمارات وتخرجت عام 2017، لتعمل في نفس المجال على مدار 6 سنوات.
في البداية قالت فاطمة: "في الحقيقة لم أتوقع قط ردود فعل الجماهير، لكن الحمد لله كنت سعيدة جدا بها ومنحتني دافعا للأمام، وأشكر الجماهير التي شجعتني كثيرا برسائل الدعم التي وصلتني لأنهم جزء من نجاحي وأطمح للمزيد، وهذا الدعم يجعلني سعيدة ويشجعني".
وأضافت: "يشرفني كثيرا أنني الإماراتية الوحيدة في طاقم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمباريات، ولي الشرف أنني أمثل بلدي، وجاءت الخطوة بعدما بدأت عملي في استاد هزاع بن زايد، وفي إحدى المباريات شاهدني أحد المسؤولين بالفيفا وأبدى إعجابه بطريقتي في التعليق، وعملت معهم في العديد من المناسبات، وأشكر الله على ذلك".
وزادت بقولها: "المشاركة الأولى لي في البطولة كانت في النسخة الماضية بالإمارات، والتي ظهرت فيها لأول مرة قبل أن يتم التعرف عليّ في ذلك المجال".
في سياق آخر، أشادت المذيعة الإماراتية بأجواء بطولة مونديال الأندية في المغرب، وقالت: "الأجواء خيالية هنا، هذه أول زيارة لي للمغرب وسعيدة جدا بها، أما الجمهور فهو بالفعل خرافي ونستمد قوتنا وحماسنا من الجماهير التي تخلق أجواء خيالية في الملعب سواء من ناحية العدد أو التشجيع".
وزادت: "شاركت في مباراتين خلال البطولة، وهما الوداد أمام الهلال (في ربع النهائي)، والأهلي وريال مدريد (في دور الأربعة)، وإن شاء الله موجودة في النهائي (بين ريال مدريد والهلال)".
وأكملت: "قدمت العديد من المباريات المهمة وأغلبها في الإمارات، لكن خلال تلك البطولة بالتأكيد مباراة الأهلي وريال مدريد كانت قوية جدا وبحضور فريقين متميزين، خاصة أنها كانت أول مرة أحضر مباراة للفريق الإسباني"
وأضافت بقولها: "بالتأكيد أنا فخورة للغاية بنفسي بالفعل، وجود المرأة في هذا المجال نادر وفيه الكثير من الصعاب، لكني أحب التحدي وأطمح للمزيد في هذا المجال".
وعن الصعوبات التي واجهتها خلال تلك الرحلة الرائعة، قالت: "بالطبع في بعض المرات كانت هناك تعليقات سلبية، بجانب عدم تقبل البعض لفكرة وجود المرأة في مجال كرة القدم وغيرها من الصعوبات، لكن أكيد في كل مجال هناك صعوبات معينة، والشخص الذي لديه حلم وطموح عليه ألا يتأثر بالصعوبات".
وواصلت: "أرى أن مثل تلك الصعوبات هي الشيء الذي يساعد الإنسان في مسيرته حتى يكون أقوى، ودعم الجماهير يشجعني".
ماذا عن البدايات؟
تقول فاطمة في هذا الصدد: "بدايتي كانت في استاد هزاع بن زايد، فالمكان الذي وُلدت فيه هو مدينة العين، وكنت في فترة التدريب في الجامعة وطلبوا مذيعا أو مذيعة، وقدَّمت أنا وغيري والحمد لله تم قبولي".
وأضافت: "بدأت في تقديم كل مباريات العين بالطبع من خلف الكواليس، وفي بعض المرات كنت أنزل إلى أرضية الملعب، والحمد لله بعد فترة نلت شهرة أكبر بعدما نشرت فيديو لي على منصة تيك توك وتم تداوله بشكل واسع، الناس كان لديها فضول للتعرف عليّ، ليتعرضوا لصدمة بعد نشر أول فيديو".
يذكر أن فيديو فاطمة طه الذي انتشر بقوة خلال كأس العالم للأندية 2021، في مباراة الجزيرة والهلال خلال فبراير/ شباط 2022، تجاوز 27 مليون مشاهدة دفعة واحدة.
نادي فاطمة طه المفضل
بسؤالها عن ناديها المفضل، قالت: "أنا عاشقة لكرة القدم، حاليا أعمل مع نادي العين بالفعل، لكني أقدم مباريات أخرى، والعين هو فريق مميز بالنسبة لي خاصة لأنني من مواليد هذه المدينة الرائعة"
واستدركت: "لكن في كرة القدم بالنسبة لي التشجيع على حسب الفريقين المتنافسين، بالتأكيد أحب التشجيع والحماس في الاستادات".
وبسؤالها عن المواقف الطريفة والغريبة التي تعرضت لها قالت: "هناك موقف من المستحيل نسيانه، هو مضحك ومزعج في نفس الوقت، كنت في استاد هزاع وطبعا في العادة أكون في الطابق الخامس، والتعليق من ذلك الارتفاع يصعب عليّ رؤية أرقام اللاعبين".
وأضافت "عندما سجل أحد اللاعبين هدفا قام بخلع القميص للاحتفال، فصرخت أمام كل الموظفين: (لماذا تخلع القميص الآن؟ كيف أعرف رقم اللاعب الذي سجل الهدف؟!)، فقمت بالبحث عن الأرقام الموجودة معي، لكن الرقم الوحيد الذي لم يكن موجودا كان لذلك اللاعب، ووقعت عليّ غرامة بعد المباراة (ضاحكة)".
وفي الختام، كشفت فاطمة طه عن تطلعاتها في الفترة المقبلة، وقالت "طموحي أن أقدم مباريات كرة قدم في دول أكثر وأحصل على شهرة أكبر، وأيضا أسعى إلى تقديم برنامج على التلفزيون وأن أعمل في إحدى القنوات كمذيعة، سواء بشكل عام أو في مجال الرياضة الذي أفضله".