«الذكاء الاصطناعي» وانتخابات أمريكا.. «صوت مارق» خارج الصناديق
يبدي مكتب التحقيقات الفيدرالي قلقه من استغلال "الخصوم الأجانب" الذكاء الاصطناعي للتدخل في الانتخابات الرئاسية.
وحذر مسؤول في مكتب التحقيقات، في مقابلة مع شبكة إيه بي سي، من استخدام خصوم الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي، الذي من المحتمل أن يشهد نموًا خلال السنوات المقبلة، كوسيلة للتدخل في الانتخابات الأمريكية ونشر المعلومات المضللة.
ولفت إلى أن التهديد جدي للغاية نظرا لانتشار طرق التزييف العميق والمكالمات الآلية التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي والطريقة التي يجري استغلال بها هذه التكنولوجيا في القضايا السياسية.
وأشار المسؤول إلى حادثة وقعت في سلوفاكيا أوائل هذا العام، حيث تم تداول مقاطع صوتية لرئيس الحزب الليبرالي على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية وهو يتحدث عن ارتفاع أسعار البيرة وتزوير الانتخابات. وقد تبين فيما بعد أنه جرى تزييف تلك المقاطع باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث جرى تقليد صوت رئيس الحزب الليبرالي.
ووقعت حادثة مماثلة في الولايات المتحدة تضمنت انتشار مكالمات آلية تنتحل شخصية الرئيس الأميركي جو بايدن وهو يحث الناخبين في ولاية نيوهامبشير على الامتناع عن التصويت في الانتخابات التمهيدية في يناير/كانون الثاني.
وقال المسؤول إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تمثل تحديا لوكالات إنفاذ القانون، ليس فقط لأنها تساعد الأشخاص الذين يتطلعون لإحداث الأذى، ولكن أيضا لأنها تمنح الحكومات الأجنبية قدرة أكبر على التدخل في الانتخابات.
ووفقا للشبكة، فإن الدول الثلاث التي تثير قلق مكتب التحقيقات الفيدرالي هي روسيا وإيران والصين. ونسب المسؤولون في الماضي إلى تلك الدول دوافع وطموحات مختلفة تأمل في تحقيقه من خلال التأثير على الانتخابات الأمريكية.
وفي حالة روسيا، قال مسؤولو المخابرات في عامي 2016 و2020 إن موسكو كانت تفضل بشكل واضح الجمهوري دونالد ترامب واتخذت خطوات تهدف إلى انتخابه، بما في ذلك عملية اختراق وتسريب متطورة لرسائل البريد الإلكتروني الديمقراطية قبل ثماني سنوات من انتخابه.
ووفقا لتقرير حديث لمجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة حاولت روسيا في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، تشويه سمعة الحزب الديمقراطي، بهدف إضعاف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وتقويض الثقة في الانتخابات.
وقال التقرير كذلك إن الصين سعت للتأثير على عدد قليل من السباقات الانتخابية التي تضم مرشحين من كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين، مع التركيز على أولئك الذين لديهم آراء مناهضة للصين.
وأضاف إن إيران نفذت عمليات سرية تهدف إلى استغلال الانقسامات الاجتماعية داخل الولايات المتحدة.
وأشار مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في تقييمه السنوي للتهديدات الصادر في فبراير/ شباط إلى أن جهود الحكومة الصينية تستند إلى "الرغبة في تهميش منتقدي الصين وتضخيم الانقسامات المجتمعية الأمريكية".