بالصور.. الظلام يكسو العاصمة الفنزويلية.. والسكان يشعرون بالخوف
العاصمة الفنزويلية كراكاس تعتبر واحدة من أخطر المدن في العالم، وفي الأوقات الطبيعية يتجنب الجميع الخروج بعد حلول الظلام.
تعيش ياديرا ديلجادو "49 عاماً" في العاصمة الفنزويلية كراكاس، في الظلمة منذ، الخميس، وهي لا تعلم كم في وسعها أن تصمد بعد بلا كهرباء ولا مياه ومع إحجامها عن الخروج ليلا خشية أن تتعرض للاعتداء في الشوارع، وتقول: "الجميع يعيش في خوف ولا ندري ما العمل".
وتعتبر كراكاس واحدة من أخطر المدن في العالم، وفي الأوقات الطبيعية يتجنب الجميع الخروج بعد حلول الظلام.
وتعيش ياديرا مع والدتها في مبنى من 11 طابقاً، وابنتها المراهقة، وهي تستمد النور في شقتها الصغيرة الواقعة في الطابق الأرضي من الشموع ومصباح يعمل بالكيروسين، ولا يزال السواد الأعظم يغزو كراكاس.
وبحسب ما أفادت شركة الكهرباء، الأحد، فإن التغذية بالتيار الكهربائي عادت إلى 40% لا غير من الأحياء في العاصمة، والوضع أسوأ في ولاية ميراندا المجاورة "20%" ومدينة باريناس الغربية "10%" مسقط رأس هوجو تشافيز.
ويكمن مصدر القلق الرئيسي للرسامة ياديرا، في فقدان اللحوم والأطعمة التي ما زالت تحتفظ بها في الثلاجة في اليوم الثالث لانقطاع التيار الكهربائي، فيما تواجه البلاد نقصاً حاداً في الغذاء وتضخماً مفرطاً يجعل الحياة أكثر كلفة، وتقول والدتها: "بحثنا عن أكياس الثلج في كل المدينة ولم نجد أياً منها".
ومن دون التغذية الكهربائية، يتوقف توزيع المياه أيضاً وتستنفد المؤن، ولكن مع القليل مما تبقى لها حضرت ياديرا القهوة مستعينة بضوء خافت.
وتحل ليلة أخرى من القلق في شوارع الحي الغارق في الظلام الدامس، ومع انقطاع الكهرباء، تقول ياديرا: "نحجم عن التجول ابتداء من الخامسة عصراً، نحاول الخروج مبكراً لشراء ما نريد ونعود بسرعة".
لكنها لا تجد شيئاً، خصوصاً بسبب نقص السيولة، علماً أن أكبر ورقة نقدية وهي 500 بوليفار تساوي بالكاد 10 سنتات من الدولار، بما لا يكفي لشراء حبات من السكر.
وفي خضم الفوضى التي تعم البلاد، تشعر ياديرا بالقلق خصوصاً على ابنتها فانيسا البالغة 16 عاماً التي من المفترض أن تتخرج في يوليو/تموز المقبل، وتأمل في الانضمام إلى كلية الطب.
وتؤكد والدتها: "منذ أن انتقلت للعيش هنا لم أشهد انقطاعاً مماثلاً"، وقد وصلت هذه العجوز المولودة في كولومبيا إلى فنزويلا قبل نصف قرن عندما كان هذا البلد القائم اقتصاده على النفط يجذب المهاجرين من كل أنحاء العالم، أما اليوم ووفق أرقام الأمم المتحدة، فقد فر 2.7 مليون فنزويلي من بلادهم منذ عام 2015.
والأمر سيان بالنسبة إلى معظم أقرباء النساء الثلاث، ومن الصعب التواصل معهم، فقد توقفت شبكتا الهواتف والإنترنت مع انقطاع التيار الكهربائي.
وانقطاع التيار الكهربائي يسود فنزويلا منذ ما يقارب 10 سنوات، لكن شبكة الكهرباء تتوقف خصوصاً عن العمل في الولايات الغربية أكثر منه في كراكاس، وهي لا تستمر طويلاً في العاصمة.
ويوجه خبراء أصابع الاتهام إلى الحكومة، متهمين إياها بالإهمال والتقصير في صيانة الشبكة والاستثمار في البنى التحتية ذات الصلة، لكن الرئيس نيكولاس مادورو يندد بهجوم تقوده الولايات المتحدة في "حرب الكهرباء" يستهدف محطة جوري في ولاية بوليفار الجنوبية التي تغذي 75% من الشبكة.
وورثت والدة ياديرا المصباح العامل بالكيروسين من والدتها، وتقول: "كنت أحتفظ به كتذكار منها ولم أتصور يوماً أنني سأستعمله"، وفي بلد تعقد الوضع فيه كثيراً في الفترة الأخيرة، يزيد انقطاع الكهرباء الطين بلة.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز