«انتظر لترى».. سياسات ترامب الجامحة تعزز توقعات تثبيت الفائدة الأمريكية
وسط التحديات التي تفرضها تصريحات وتصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يخيم الحذر على قرار أول اجتماع لـ"الفيدرالي" بشأن الفائدة.
دعا تقرير نشرته قناة "سي بي إس" الأمريكية المقترضين الذين يأملون في مزيد من التخفيف المالي من الاحتياطي الفيدرالي إلى الانتظار، حيث يُتوقع أن يوقف المركزي الأمريكي خفض الفائدة في اجتماعاته المقرر انطلاقها اليوم.
وسيعلن الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن الفائدة في الساعة 2 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة اليوم (10 بتوقيت أبوظبي) يليه مؤتمر صحفي مع رئيس الفيدرالي جيروم باول في الساعة 2:30 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10.30 بتوقيت أبوظبي).
تجميد خفض الفائدة
يتوقع تقرير أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة الأساسي ثابتًا اليوم الأربعاء ضمن النطاق الحالي بين 4.25% و4.5%، وفقًا لاستطلاع أجرته FactSet شمل أكثر من 9 من 10 اقتصاديين. كما يتوقع معظمهم أن يظل المعدل ثابتًا خلال اجتماع 19 مارس/آذار، مما يشير إلى أن أول خفض للفائدة قد لا يحدث حتى اجتماع 7 مايو/أيار، بحسب بيانات FactSet.
يأتي هذا التوقف المتوقع بعد سلسلة من تخفيضات الفائدة التي بدأت في سبتمبر/ أيلول 2024، حيث خفض الفيدرالي المعدل بمقدار نقطة مئوية واحدة، مما ساهم في تقليل تكاليف الاقتراض على بطاقات الائتمان، وخطوط الائتمان العقارية، والديون الأخرى، ما وفر بعض الراحة للمستهلكين والشركات المتأثرة بالتضخم. كما خفض الفيدرالي الفائدة ثلاث مرات العام الماضي، بدءًا بتخفيض كبير بمقدار 0.5 نقطة مئوية في سبتمبر/ أيلول، تلاه خفضان بمقدار 0.25 نقطة مئوية في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول.
لكن في ديسمبر/كانون الأول، أشار الفيدرالي إلى توقعات بتخفيضات أقل في 2025 مقارنة بالتوقعات السابقة، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن التضخم لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2% سنويًا. ويعني هذا التوقف في أوائل 2025 أن المستهلكين قد لا يرون المزيد من التخفيف في تكاليف الاقتراض على المدى القريب، وفقًا للخبراء.
الأسباب
ويقول الاقتصاديون إنه من المرجح أن البنك الفيدرالي يريد تبني نهج الانتظار والترقب تجاه سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب مثل فرض رسوم جمركية جديدة وترحيل واسع النطاق للمهاجرين، مما قد يثبت أنه يزيد من التضخم.
ونقل تقرير "سي بي إس" عن إيراسموس كيرستينغ، أستاذ الاقتصاد في جامعة فيلانوفا إن "السبب في أن الاحتياطي الفيدرالي لا يتعجل في خفض الفائدة بشكل أسرع وأكبر هو أن التضخم لم ينتهِ بعد.. فقد نظروا بعناية في البيانات، ولا يزال فوق الهدف بشكل عنيد، لذا هناك قلق من أنه إذا تم خفض الفائدة أكثر، فقد يرتفع التضخم مرة أخرى".
وأضاف كيرستينغ، أنه "من المتوقع أن تكون التعريفات الجمركية أو الترحيلات الجماعية ممهدة لزيادة التضخم. لهذا السبب، فإن الاحتياطي الفيدرالي على صواب في كونه حذرًا بشأن خفض الفائدة."
خاسرون وفائزون
وقال مات شولتز، كبير محللي الائتمان في LendingTree إن "أي شخص يأمل في أن يأتي الاحتياطي الفيدرالي كمخلص ومنقذ من أسعار الفائدة المرتفعة في أي وقت قريب، سيتعرض لخيبة أمل كبيرة.. سواء فيما يتعلق بالرهون العقارية، أو قروض السيارات، أو بطاقات الائتمان، أو أي شيء آخر."
وأضاف شولتز أنه بما أن معدلات بطاقات الائتمان وتكاليف الاقتراض الأخرى من غير المرجح أن تتغير، يجب على المستهلكين العمل على السيطرة على ديونهم ذات الفائدة المرتفعة.
أما الجانب الإيجابي من ذلك كله، فهو للمستثمرين في المدخرات، حيث سيستفيدون من معدلات جيدة في حسابات التوفير عالية العائد، على الرغم من أنها انخفضت منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليص معدله الأساسي العام الماضي، وفقًا لشولتز. ولا تزال بعض حسابات التوفير تدفع أكثر من 4%، وهو انخفاض عن حوالي 5% قبل عام.
وقال: "عائدات حسابات التوفير عالية العائد قد انخفضت من مستوياتها القياسية مع تحرك الفيدرالي لخفض الفائدة. ومع ذلك، مع توقف الفيدرالي، يجب أن يتباطأ هذا الانخفاض أيضًا".
تشاؤم المستهلكين
ومن جانب آخر، كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال اليوم، عن تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي، مما يعكس تراجع التفاؤل بشأن الظروف الحالية والمستقبلية مع بداية ولاية الرئيس ترامب الثانية، بالإضافة إلى التوقعات بارتفاع التضخم مجددًا.
وذكرت الصحيفة إن مؤشر ثقة المستهلكين الذي نشرته "مجلس المؤتمرات"، وهي مجموعة بحثية، انخفض بمقدار 5.4 نقاط ليصل إلى 104.1، وفقًا لما ذكرته أمس الثلاثاء، وهو أسوأ من التوقعات التي كانت تشير إلى 106.0 حسب استطلاع آراء الاقتصاديين الذي أجراه "وول ستريت جورنال".
aXA6IDMuMTI5LjIwLjYyIA== جزيرة ام اند امز