العاملات البيض.. الكعب الثقيل في طريق هاريس وترامب للبيت الأبيض
بنَت كامالا هاريس جدارا من الدعم بين الناخبات، لكن النساء البيض من الطبقة العاملة قد يمثلن نقطة ضعف لها وفرصة لخصمها بذات الوقت.
ورغم أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب كافح في انتخابات 2016 و2020 لجذب مجموعات أخرى من النساء فإنه حظي في المرتين بدعم النساء البيض غير الحاصلات على تعليم جامعي، وهي الفئة التي يمكنها أن ترجح كفته في الولايات المتأرجحة.
وتبدو النساء البيض من الطبقة العاملة، عاملا حاسما في محاولة ترامب الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض.
وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود صراع داخل هذه الكتلة الانتخابية بين الازدراء الشخصي لترامب والسخط على نتائج رئاسة جو بايدن، خاصة فيما يتعلق بالتضخم وأمن الحدود، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
النقطة الأخرى التي تجعل هذه الكتلة الانتخابية حاسمة هو انتشار هذه الطبقة من النساء في ولايات "الجدار الأزرق" والتي لا تزال تشكل المسار الأكثر ترجيحًا لفوز نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في المجمع الانتخابي، وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
وقالت سيلندا ليك، خبيرة استطلاعات الرأي الديمقراطية "لقد سئموا حقًا من ترامب، لكنهم أيضًا متوترون بشأن المضي قدمًا، ويعتقدون أن الاقتصاد كان أفضل بالنسبة لهم في عهد الرئيس السابق".
وأضافت "أما بالنسبة لهاريس فإنهم يحبون فكرة أنها ستجمع الجميع معًا، ويحبون تعاطفها.. لكنهم لا يشعرون أنهم يعرفونها جيدًا، وبالتالي فهم يشعرون بعدم الأمان" في ظل رئاسة محتملة لها.
وتسعى لجنة العمل السياسية التابعة للحزب الديمقراطي، إلى الوصول إلى 3 ملايين امرأة من النساء البيض من الطبقة العاملة في الولايات الثلاث من خلال إنفاق 140 مليون دولار.
وقال برادلي بيتشوك، أحد مؤسسي اللجنة، في تصريحات للصحيفة، "بشكل عام، لا تزال ولايات الجدار الأزرق هي المسار الواضح لأصوات المجمع الانتخابي الـ270 اللازمة لهاريس".
وأضاف: "أعتقد أنه من الواضح أن النساء هن التركيبة السكانية الحاسمة لهذه الانتخابات وقد كن كذلك في الانتخابات السابقة، لذا فالأمر ليس صعبًا".
وأوضح بيتشوك أن مبدأ اللجنة هو أنه حتى المكاسب الصغيرة مع هذه الفئة من النساء يمكن أن تكون حاسمة في الولايات التي تشهد سباقا متقاربا.
ولم يكن الفوز بأغلبية أصوات هؤلاء النساء البيض العاملات هدفًا واقعيًا للديمقراطيين في الانتخابات السابقة. ففي استطلاعات الرأي التي يرجع تاريخها إلى عام 1980، كان المرشح الرئاسي الديمقراطي الوحيد الذي حصل على أغلبية هذه الأصوات على المستوى الوطني هو بيل كلينتون في عام 1996.
في المقابل فاز المرشحون الرئاسيون الجمهوريون بما يقل قليلاً عن ثلاثة أخماس من أصوات هؤلاء النساء في 2004 و2008 و2012، بينما رفع ترامب حصته بأكثر من ثلاثة أخماس في 2016 و2020، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
وفي 2012، فاز باراك أوباما بنحو ثلث أصوات هؤلاء النساء على المستوى الوطني وبـ45% منها في ميشيغان وبنسلفانيا وبأغلبية ضئيلة في ويسكونسن.
وفي 2016 توقفت هيلاري كلينتون عند حوالي 40% في الولايات الثلاث مما ساهم في خسارتها الرئاسة.
وفي 2020، سجل بايدن تحسنًا صغيرًا ولكنه حاسم بين هؤلاء النساء في ميشيغان وويسكونسن، مما ساهم في انتصاراته هناك.
وقد تكون النساء البيض من الطبقة العاملة في ولايات الجدار الأزرق، أكثر أهمية لمصير هاريس مما كانت عليه بالنسبة لمصير بايدن.
ملاحقة أداء بايدن
وأيضا يعترف أغلب الديمقراطيين بأن هاريس قد تكافح من أجل مطابقة أداء بايدن في 2020 بشكل كامل بين جميع المجموعات الرئيسية من الناخبين الذكور، وخاصة الرجال البيض الذين لا يحملون شهادة جامعية، وكذلك الرجال السود واللاتينيين والشباب.
ومن المرجح أن تحتاج هاريس إلى أداء أفضل قليلاً على الأقل من أداء بايدن بين النساء. لذلك، قالت ليك "سيتعين عليها أن تتحسن مع النساء.. عليها أن تعوض عن حقيقة أنها لن تتحسن مع الرجال كما فعل بايدن".
وفي انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 التي كانت أول انتخابات تُعقد بعدما ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري في الإجهاض، كان أداء المرشحين الديمقراطيين لمنصب حاكم الولاية في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن أفضل بشكل ملحوظ بين هؤلاء النساء مقارنة بأداء بايدن قبل عامين.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة لجامعة كوينيبياك أن هاريس استقطبت أيضًا حوالي ثلثي هؤلاء النساء البيض المتعلمات في الجامعات في جميع الولايات الثلاث السابقة للجدار الأزرق.
لكن العديد من استطلاعات الرأي أظهرت أن هاريس تواجه بعض التراجع مقارنة بعام 2020 بين النساء السود واللاتينيات لكن الديمقراطيين يشعرون بثقة أكبر في قدرتها على استعادة معظم هذه الأصوات.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز