قصة صفقة.. فيرديناند يحطم رقمه القياسي في 604 أيام
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علماً بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم.
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي إحدى أكثر الصفقات إثارة بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن المدافع الإنجليزي ريو فيردناند وانتقاله إلى مانشستر يونايتد في صيف 2002 من ليدز يونايتد.
دخول التاريخ مع بداية الألفية
يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000، أعلن ليدز يونايتد تعاقده مع المدافع الشاب ريو فيردناند من وست هام مقابل 18 مليون جنيه إسترليني، ليصبح حينها أغلى مدافع في العالم وأغلى لاعب إنجليزي في التاريخ.
تألق فيردناند في موسمه الأول مع ليدز، ولعب دورا في وصول الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي خسره ضد فالنسيا الإسباني بنتيجة 0-3 في مجموع المباراتين، فضلا عن إنهاء الموسم في المركز الرابع بجدول الدوري الإنجليزي، والتأهل لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي.
واصل فيردناند الارتباط أكثر مع ليدز وجماهيره، وحمل شارة القيادة مع انطلاقة موسم 2001-2002، وذلك على حساب اللاعب لوكاس راديبي، وقدم مستويات طيبة، ورغم فشل الفريق في العودة لدوري الأبطال، بعدما أنهى الموسم في المركز الخامس بالبريمييرليج، لكن ظل فيردناند، الاسم الأبرز بالنادي.
أكد فيردناند توهجه من خلال تألقه مع منتخب إنجلترا في كأس العالم 2002، حيث ساهم في وصول "الأسود الثلاثة" لربع النهائي الذي خسروه أمام البرازيل بنتيجة 1-2.
أزمة مالية تكتب التاريخ مجددا
في ظل توهج فيردناند، ضربت أزمة مالية كبرى، نادي ليدز يونايتد، عام 2002، وتراكمت الديون ووصلت لمبلغ 77 مليون جنيه إسترليني.
حاولت إدارة ليدز في البداية التمسك بجواهر الفريق وعدم التفريط فيها، خاصة مع استقدام مدرب مخضرم بحجم تيري فينابلز، لكن الأمور لم تكن سهلة.
هنا، فكر الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، في إمكانية استقدام فيردناند، خاصة وأن اللاعب قام بشراكة رائعة مع سول كامبل مدافع "المدفعجية"، وذلك خلال مشاركتهما معا في مونديال 2002، رفقة المنتخب الإنجليزي.
وبالفعل بدأت المفاوضات، لكن ظل ليدز متمسكا بموقفه، رغم أزمة الديون، ورفض وضع قائده على لائحة البيع، إلى أن دخل مانشستر يونايتد على الخط وقدم عرضا لا يمكن رفضه في ظل ظروف ليدز الصعبة.
وفي غضون 5 أيام، من وقت بدء المفاوضات، نجح مانشستر يونايتد في حسم الصفقة لصالحه مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، وقام اللاعب بالفعل بالتوقيع على العقود يوم 22 يوليو/تموز 2002، وبحضور السير أليكس فيرجسون مدرب الشياطين الحمر الأسطوري.
الصفقة بتلك القيمة جعلت فيردناند يدخل التاريخ مجددا في 604 أيام، فبعد أن كان أغلى لاعب إنجليزي بقيمة انتقاله من وست هام إلى ليدز في نوفمبر/تشرين الثاني 2000، كسر مجددا رقمه، بصفقة رحيله صوب مانشستر يونايتد.
ولم تتوقف الأمور عند ذلك، بل نجح فيردناند في استعادة لقب أغلى مدافع في التاريخ، بعدما انتزعه منه الفرنسي ليليان تورام في صيف 2001 بانتقاله إلى يوفنتوس من بارما في الدوري الإيطالي مقابل 22 مليون جنيه إسترليني.
أثبت فيردناند استحقاقه للقيمة المالية التي دفعت فيه، وبات من رموز مانشستر يونايتد، حيث استطاع خلال الفترة من 2002 إلى رحيله في 2014 صوب كوينز بارك رينجرز، تحقيق 14 بطولة مختلفة وهي 6 ألقاب للدوري الإنجليزي و4 للدرع الخيرية ولقبين لكأس الرابطة الإنجليزية، فضلا عن دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز