طعنة "الأب الروحي".. هل كتب فيرجسون نهاية رونالدو؟
يبدو أن البرتغالي كريستيانو رونالدو، يعيش أيامه الأخيرة مع نادي مانشستر يونايتد، بعد أزمته الأخيرة مع مدربه الهولندي إيريك تين هاج.
رونالدو (37 عاما)، كان بطلا لأزمة قوية في ملعب "أولد ترافود" بعدما رفض طلب مدربه إيريك تين هاج بالمشاركة في آخر 3 دقائق من مواجهة توتنهام هوتسبير، الأربعاء الماضي، التي انتهت بفوز "الشياطين الحمر" 2-0.
ولم يكتف رونالدو بذلك، حيث غادر ملعب المباراة، ليقرر مدربه استبعاده من مواجهة تشيلسي المقرر إقامتها السبت المُقبل، بالجولة الـ13 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
تلك الأمور، حدثت للنجم البرتغالي رغم اختيار العودة إلى مانشستر يونايتد في صيف 2021، بعد 12 عاما من الرحيل، بدلا من الانتقال إلى مانشستر سيتي الذي كان قريبا بشدة من ضمه.
رونالدو استجاب لرغبات قلبه وعاد لذكرياته التاريخية مع مانشستر يونايتد الذي أسهم في سطوع نجمه خلال الفترة (2003-2009)، مقررا خوض تحدٍ هو الأصعب على مدار مسيرته، نظرا لسوء الأوضاع الإدارية والفنية للفريق، حتى انتهى به الأمر بالجلوس على مقاعد البدلاء ثم الاستبعاد من المباريات.
بيكهام ورونالدو.. أزمات النجوم في يونايتد
شبكة "ESPN" الأمريكية، قارنت بين واقعة رونالدو، ونجم الفريق السابق ديفيد بيكهام، وسلطت الضوء على كلمات الأسكتلندي السير أليكس فيرجسون، مدرب مانشستر يونايتد التاريخي، خلال كتاب "سيرته الذاتية" الذي أصدره عام 2013.
ويتعلق الأمر بواقعة ديفيد بيكهام الشهيرة عام 2003، حيث كان أحد نجوم مانشستر يونايتد البارزين في ذلك الوقت، لكنه دخل في عدة صدامات مع فيرجسون، آخرها عقب مباراة أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث كان المتسبب الأول في خسارة فريقه بنتيجة 0-2.
فيرجسون انفجر غضبا في غرفة خلع الملابس ضد بيكهام واتهمه بالتسبب في خسارة فريقه، وهو ما دفع اللاعب للرد بقوة على مدربه، الذي لم يتردد لحظة في ركل أحد الأحذية نحو وجه اللاعب ليلتصق بأعلى العين اليسرى.
تصرف فيرجسون دفع بيكهام للنهوض من أجل الاشتباك معه، قبل أن يتدخل اللاعبون لإنهاء الأمر، ومن بعدها طلب المدرب الاسكتلندي من إدارة ناديه التخلص من النجم الإنجليزي سريعا والذي رحل بالفعل إلى ريال مدريد الإسباني في صيف 2003.
هل كتب فيرجسون نهاية رونالدو؟
فيرجسون علق على واقعة بيكهام في كتابه قبل 9 سنوات، قائلا: "في اللحظة التي يظن فيها اللاعب أنه أكبر من المدرب، فيجب عليه الرحيل".
فيرجسون حينها عوض رحيل ديفيد بيكهام، بالتعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو من سبورتنج لشبونة عام 2003، ليصبح بعدها أحد أهم نجوم الكرة العالمية.
رونالدو توهج تحت قيادة فيرجسون وحقق معه العديد من الألقاب الفردية والجماعية، أبرزها دوري أبطال أوروبا وجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2008.
وأصبح فيرجسون بمثابة "الأب الروحي" لرونالدو، بعدما اكتشف موهبته في عمر الـ18 عاما وفجرها حتى انتقل لريال مدريد صيف 2009، وظل يسانده خلال فترة تواجده في ريال مدريد بحضور المباريات الكبرى ثم تسهيل مفاوضات عودته إلى يونايتد في صيف 2021.
لكن المفارقة أن كلمات فيرجسون عن واقعة بيكهام، التي فتحت المجال لتألق رونالدو، هي ذاتها التي تمنح تين هاج رأس النجم البرتغالي، بالاستبعاد الدائم أو الرحيل عن مانشستر يونايتد بعد التمرد عليه وعدم تنفيذ قراراته، باعتبار أن "اللاعب ليس أكبر من المدرب".