حمية البحر المتوسط.. حل سهل لمشاكل الخصوبة
دراسات عديدة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الصحية والمغذيات قد يكون عاملاً مساعداً بشكل فعّال في حل مشاكل الخصوبة.
على الرغم من انتشار تقنيات وطرق المساعدة على الإنجاب، إلا أن تأثيرات النظام الغذائي على نتائج الإخصاب خارج الجسم لم تأخذ حقها الكافي من النقاش في عالم الخصوبة.
وتشير دراسات عديدة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الصحية والمغذيات قد يكون عاملاً مساعداً بشكل فعّال في حل مشاكل الخصوبة مثل: ضعف التبويض، وبطانة الرحم المهاجرة وجودة البويضات وزرع الأجنة.
وتؤثر هذه المشاكل في نهاية المطاف على معدلات نجاح عمليات الإخصاب خارج الجسم.
يقول البروفيسور الدكتور هومان فاطمي، المدير الطبي لعيادات "آي في آي ميدل إيست" للخصوبة: "من الأمور المهمة لنجاح الحمل أن يكون كلاً من البويضات والحيوانات المنوية في حالة صحية وجودة عالية".
ويضيف أن نوعية الطعام، الذي يستهلكه الأفراد، تلعب دوراً رئيسياً في تحديد صحتهم الإنجابية.
ومن بين الأنظمة الغذائية المختلفة، التي يمكن اتباعها، يعتبر أطباء الخصوبة أن نظام حمية البحر الأبيض المتوسط يعد أفضل خيار للنساء اللواتي على وشك البدء أو بدأن بالعلاج.
مواد مضادة للأكسدة
وبحسب فاطمي، يتميز نظام حمية البحر الأبيض المتوسط باعتداله فهو غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون.
ومعظم هذه الأطعمة تحتوي على نسبة مرتفعة من المواد المضادة للأكسدة والدهون الجيّدة وفي الوقت ذاته فإن لديها مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم (GI)، وهذا يعد مزيجاً مثالياً.
وبينما تساعد الدهون الجيّدة على تقليل الالتهاب في الجسم، فإن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة يمكن أن تساعد النساء في تحسين صحة البويضات.
أما بالنسبة لانخفاض مؤشر السكر في الدم في نظام حمية البحر الأبيض المتوسط، فإن هذا يساعد الأزواج على تنظيم مستويات الأنسولين في الجسم، وبالتالي الحد من تأثيرها السلبي، والذي قد يكون على الخصوبة وعملية التبويض.
ويدعم العديد من الدراسات هذه الحقائق مثل تلك التي نشرت في مجلة "أكسفورد"، عن التكاثر البشري.
وفي هذه الدراسة تحديداً، قيّم الباحثون العادات الغذائية لـ 244 امرأة (22-41 سنة) خضعن لعملية الإخصاب خارج الجسم في اليونان.
وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي اتبعن حمية البحر الأبيض المتوسط حصلن على معدلات حمل أعلى بنسبة 50% مقارنة بالنساء اللواتي لم يتبعن هذا النظام الغذائي، وجاء الفرق جلياً أكثر في النساء دون سن الخامسة والثلاثين.
ووجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة "الخصوبة والعقم" أن تناول كمية أكبر من الحبوب الكاملة (والمستخدمة في حمية البحر الأبيض المتوسط) يؤدي إلى احتمال أكبر للزرع وولادة أجنة حية بين النساء اللواتي يخضعن لعلاج الإخصاب خارج الجسم.
ويشير البروفيسور فاطمي إلى أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث المستفيضة لزيادة اكتشاف العلاقة الوطيدة بين حمية البحر الأبيض المتوسط ومعدلات نجاح الإخصاب خارج الجسم.
ويوضح: "حين يكون هناك أسباب طبية خطيرة وراء اللجوء إلى علاج الإخصاب خارج الجسم، فإن النظام الغذائي وحده قد لا يؤدي إلى تحسين الخصوبة، ولكن لا شك أن هذه النتائج مهمة للأزواج، الذين يحاولون الحمل".
لذلك مع الأخذ في الاعتبار فوائد مثل هذا النظام الغذائي، يشجع أخصائيو الإخصاب خارج الجسم على اتباع نمط حياة صحي للحصول على أفضل فرص الحمل.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز