أغاني المهرجانات.. صراع بين الشعبي والابتذال
أغاني المهرجانات تعتمد على نوع من موسيقى التكنو، والتي تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت المغني.
أثار بيان نقيب الموسيقيين المصريين الفنان هاني شاكر بشأن منع مطربي المهرجانات من الغناء في الأماكن العامة والمنشآت السياحية والأفراح الشعبية، حالة من الجدل على مواقع التواصل ما بين مؤيد ومعارض، ليجدد السؤال حول أسباب انتشار هذا النوع من الأغاني، وتأثيره على الذوق العام.
وتعد المهرجانات الشعبية المصرية نوع جديد من الأغاني الموسيقية الشعبية في مصر، والتي ذاع صيتها منذ عام 2011.
وتعتمد موسيقى المهرجانات على نوع من موسيقى التكنو، والتي تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت المغني.
أما بالنسبة للكلمات، فمعظم مواضيعها شعبية مرتبطة بالمناطق الشعبية في مصر والأمثال والمواويل المصرية الشهيرة.
وفي حين ينظر البعض الى تلك الأغاني كنوع من الفن الشعبي، يرفض آخرون تصنيفها كفن، ويتهكّمون عليها ويعتبرونها مبتذلة وخطراً يهدّد الذوق المصري العام.
وقال الباحث أحمد عبدالعليم، في بحث نشره مؤخرا، إن بدايات هذه النوعية من الأغاني كانت في الأحياء الشعبية الفقيرة في القاهرة، حيث ظهرت في الأفراح والمناسبات العامة كاستجابة للحاجة إلى إحياء حفلات رخيصة التكلفة.
ويشرح: "رغم تلك البدايات، إلا أن أغاني المهرجانات امتدت إلى مناسبات الطبقات الغنية، واحتفالات الفنادق الشهيرة، بل وصلت إلى العالمية، حيث أصبح مغنوها لهم حفلاتهم في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
ويرجع الباحث سبب انتشار تلك الأغاني بالأساس إلى أن إنتاجها غير مكلف، ولا يحتاج إلى استوديوهات، ويعتمد على برامج يتم تحميلها مجاناً من الإنترنت، والذي لعب بدوره دوراً بارزاً في تسهيل انتشارها، وخاصة موقع "يوتيوب"، حيث لهذه الأغاني نسب مشاهدة عالية تصل إلى ملايين المشاهدات.
وتابع "عبدالعليم": "ظهرت بعد ذلك موسيقى المهرجانات في كثير من الإعلانات التجارية على شاشة التلفزيون، وتطورت صناعتها بتأليف الألحان والكلمات، ولاقت رواجاً كبيراً بين مختلف الطبقات".
أما المخرج عادل عوض، فيعتبر أننا بصدد "فن ركيك"، وليس مجرد شعبوي أو بسيط، مؤكداً أن صلاح جاهين وفؤاد حداد، كانا يقدمان الفن البسيط بكل عمقه، ولكن ليس بهذه الركاكة والتي تمتد إلى كلمات مبتذلة أحياناً، أو اللحن الذي يعتمد على جملة واحدة بأسلوب مدرسي وتوزيع "درجة عاشرة".
وحول مايردده البعض عن أن هذه النوعية موجودة عالمياً باعتبارها مزيجا من الراب والتكنو، قال "عوض" لـ"العين الإخبارية"، إن المشكلة ليست في الرتم الذي يعتبر الهيكل العظمي للأغنية، وإنما العبرة بالحشو، ومايتم تركيبه على هذا الهيكل أو الإطار.
أما الموسيقار الكبير حلمي بكر فقال إن السبب في انتشار هذا النوع من الأغاني هو "السمع العشوائي"، مشيراً إلى أن الحديث عن المطرب الشعبي يرفع من أجره، كما أن هناك بعض المطربين يدفعون أموالاً من أجل الحصول على جوائز.
وأضاف "بكر" خلال لقائه ببرنامج "الحكاية" على فضائية "mbc مصر": "الدخول في عصر الجهل سببه أغاني المهرجانات"، لافتاً إلى أن كل يوم تظهر 3000 تجربة غنائية في أمريكا، ولكن لا يراها أحد بعد ذلك.