المهرجانات.. معركة يمنية "ناعمة" لمجابهة حرب الحوثي الإرهابية
أصبحت المهرجانات الاحتفائية الجماهيرية في اليمن بمثابة معركة ناعمة في مجابهة مليشيات الحوثي الساعية لطمس معالم البلاد.
ويشهد ساحل اليمن الغربي منذ مطلع الشهر الجاري احتفالات جماهيرية صاخبة بمناسبة الأعياد الوطنية والتي كرست لاحتضان الشباب وإبعادهم عن التطرف والغلو ودفعهم نحو الحفاظ على الهوية الجامعة في وجه الإرهاب الحوثي.
وتشير تلك الاحتفالات إلى تشبث اليمنيين واعتزازهم بثورة أجدادهم التي أرست النظام الجمهوري، إلى جانب مقاومة محاولات مليشيات الحوثي طمسها، من خلال التذكير بامجادها وأساليب القمع والجهل التي كانت سائدة أبان النظام الكهنوتي قبل 1962 والاحتلال البريطاني قبل عام 1963.
بندر المخا
على ضفاف البحر الأحمر من مدينة المخا التي تمتلك مرفأ صدرت منه أولى شحنات البن إلى العالم خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، ينظم مكتب الثقافة في الحكومة اليمنية بدعم من المكتب السياسي للمقاومة الوطنية مهرجان "بندر المخا" والذي استمر طيلة يومين.
وشمل المهرجان عروضا غنائية ومسرحية جذبت أنظار الحضور الذين اكتضت بهم ساحة الكورنيش في تلك المدينة المطلة على البحر الأحمر ، وشدت اهتمامهم وتفاعلهم مع فقراته المتنوعة.
وضم المهرجان في جنباته عددا من الفعاليات، حيث شهد عروض بحرية وسباقات رياضية تنوعت ما بين تسلق النخيل بمشاركة 10 مزارعين، وسباق القوارب بمشاركة 19 زورقا، تنافس ربانها في اجتياز نحو ميل بحري.
وجرت فعالية تسلق النخيل في ساحل "الزهاري" وهو ساحل يشتهر بزراعة النخيل، نظرا لاحتوائه على مياه عذبة، حيث أتيح للمزارعين بالمشاركة في تسلق هذه الأشجار، في تذكير رمزي بأهميتها، وبعدما تعرضت للموت خلال حرب مليشيات الحوثي.
وليلا، ضجت المدينة بعروض فنية وأناشيد وطنية، فيما قدما فنانان شعبيان، وصلات غنائية عن الثورة اليمنية، ألهبت حماس الحاضرين.
كما شهد الاحتفال، رقصات شعبية ومسرحية، وسوم فنية وفقرات فلكلورية، وما شد انتباه الحاضرين ولفت انظارهم، هو حقيقة أن طلبة المخا يمتلكون مواهب متعددة بحاجة إلى صقلها وتنميتها.
ويأتي مهرجان "بندر المخا" بعد أيام من مهرجان مماثل في مدينة الخوخة على البحر الأحمر وبعد مبادرة مهمة لإحياء الألعاب الشعبية العريقة للمرة الأولى منذ 8 أعوام.
معركة ناعمة
تنظر القوى والحكومة اليمنية للمهرجان الجماهيرية أنها أحد الأدوات المهمة خلال الحرب لتعزيز النسيج الاجتماعي وخلق مجتمعات متسامحة وجزء من معركة ناعمة لمواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية.
وقال مدير مكتب الثقافة في مدينة المخا اليمنية، سامي صالح لـ "العين الإخبارية" إن الاحتفالات بعيد الثورة تمثل احياء لأهدافها ومكانتها في نفوس الأجيال الناشئة فضلا عن كونها معركة ناعمة لمواجهة خطر الحرب الحوثية المتنوعة على الشعب اليمني.
وأضاف المسؤول اليمني أن محاولات مليشيات الحوثي طمس الثورة اليمنية يجب أن يقابلها إحياء لهذه الذكرى الغالية على نفوس اليمنيين، وأن الاحتفاء بها لم يقتصر على المدن المحررة وإنما على تلك المدن الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
ويرى أن تنوع عمليات التصدي لمليشيات الحوثي يجب أن يلامس أجيال اليوم وغرس قيم ثورات الأجداد في نفوسهم من أجل فهم مخاطر مليشيات الحوثي وتحجيم خطرها وكوسيلة لتحصينهم من الاستقطاب إلى فكرها الدميري وغيرها من جماعات متطرفة.
وأكد أن ذكرى عيد الثورة اليمنية شهدت كما هائلا من الكتابات على وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى الاحتفالات الشعبية بل إن العديد من العائلات اليمنية في المدن الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي أجلت إقامة مناسباتها الاجتماعية إلى ذلك اليوم والذي صادق 26 سبتمبر في تعبير جريء يؤكد تمسك اليمنين بثواربتهم الوطنية في مجابهم الأفكار الحوثية الهدامة.
من جهته، يؤكد الناشط والإعلامي اليمني عبدالسلام القيسي على أهمية المهرجانات الشعبية في خلق مجتمع جديد، مشيرا إلى أنها أحد معجزات القائد طارق صالح والتي نجحت في خلق مجتمع في وقت وهذه الحرب قد مزقت مجتمع.
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، من المهم إعادة ترتيب النسيج الاجتماع وتشكيل مزيج خالص من التوحد الوطني لحماية هذا المجتمع من اختراقات فكرية أو ناعمة تشنها مليشيات الحوثي أو غيرها من الجماعة الظلامية.