القوة الخامسة في الكون.. مؤشرات علمية من الكويكب «بينو»
حققت مهمة ناسا (أوزوريس-ريكس) إنجازا تاريخيا من خلال إعادة عينة من الغبار والصخور من الكويكب القريب من الأرض (بينو) بنجاح.
وفي حين تقدم العينة رؤى حاسمة حول تكوين النظام الشمسي، فتحت المهمة أيضا بابا غير متوقع، وهو إمكانية اكتشاف فيزياء جديدة، حيث يستخدم فريق من الباحثين الدوليين، بقيادة مختبر لوس ألاموس الوطني، بيانات من مسار (بينو) لاستكشاف الوجود المحتمل لقوة أساسية خامسة في الكون.
ويشرح النموذج القياسي للفيزياء حاليًا القوى الأساسية الأربع المعروفة، وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية الضعيفة والقوية،ومع ذلك، تظل الظواهر الغامضة مثل المادة المظلمة غير معروفة، مما يثير الاهتمام بالعثور على قوة إضافية يمكن أن توسع فهمنا للكون، وقد يقدم تتبع حركات (بينو) أدلة على هذا اللغز.
ويقول يو داي تساي، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "كومينكيشن فيزيكس" إن"تفسير البيانات التي نراها من تتبع بينو لديه القدرة على الإضافة إلى فهمنا للأسس النظرية للكون، مما قد يؤدي إلى تجديد فهمنا للنموذج القياسي للفيزياء والجاذبية والمادة المظلمة".
ويضيف أن "تتبع حركة الكويكبات مثل بينو يشبه الطريقة التي استنتج بها علماء الفلك وجود نبتون، فقبل رؤية نبتون بالفعل، لاحظ العلماء أن مدار أورانوس كان يتصرف بشكل غريب، وأشارت هذه التصرفات إلى قوة خفية تسحب أورانوس، وهي التأثير الجاذبي لنبتون".
وبنفس الطريقة، يسعى تساي ورفاقه إلى تحليل مدار بينو بحثًا عن تغييرات غير متوقعة يمكن أن تشير إلى وجود جسيم أو قوة جديدة، يمكن ربطها بالمادة المظلمة.
وعمل الفريق مع بينو ليس سوى البداية، ففي عام 2029، حيث سيمر كويكب آخر، أبوفيس، على بعد 20 ألف ميل من الأرض، مما يوفر فرصة فريدة لمواصلة هذا البحث.
وستقترب مركبة الفضاء (أوزوريس-ريكس) التابعة لوكالة ناسا من أبوفيس وتجمع المزيد من البيانات للتحقيق في كيفية تأثير جاذبية الأرض على مسار الكويكب، ويمكن أن تساعد هذه المعلومات العلماء في التعمق أكثر في الوجود المحتمل لقوة خامسة.
ويستكشف الفريق أيضا تقنيات فضائية جديدة ومهام مخصصة لتحسين دقة تتبع الكويكبات والبحث المباشر عن المادة المظلمة.