الصين في COP30.. فكر شي جين بينغ يوجّه بوصلة بكين المناخية
استهلّ جناح الصين مشاركته في مؤتمر COP30 بمدينة بيليم البرازيلية بعرض نسخة من كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ.
والكتاب الذي يحمل عنوان "حكم الصين – The Governance of China"، يأتي نشره في خطوة لافتة أضفت بُعداً فكرياً على الحضور الصيني في هذا المحفل الدولي.
ويأتي عرض الكتاب كإشارة رمزية تعبّر عن الفلسفة التي تقوم عليها السياسات البيئية الصينية، إذ يُبرز العمل الفكري للرئيس شي مفهوم «الحضارة الإيكولوجية» بوصفه محوراً رئيسياً في رؤية الصين للتنمية المستدامة.
وقد خُصّص للجناح الصيني ركن يعرض الكتاب إلى جانب مواد مرئية ومجسمات رقمية توضّح جهود بكين في خفض الانبعاثات الكربونية، وتوسيع استخدام الطاقة النظيفة، وتطوير أسواق الكربون المحلية. كما قدّم الجناح مزيجاً من الابتكارات التكنولوجية والنماذج التطبيقية التي تجسّد مسار الصين نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بما في ذلك مشاريع للطاقة المتجددة، والنقل الأخضر، والحلول الذكية لإدارة الموارد الطبيعية.
وشارك في العروض عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية الكبرى العاملة في مجالات الطاقة والبنية التحتية الخضراء، ما يعكس جهود الدولة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في مواجهة التحديات المناخية.

صين جميلة
وقد سلطت هذه الأنشطة الضوء على الكيفية التي توائم بها الصين بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة في إطار رؤيتها لبناء «صين جميلة»، وهو المشروع الوطني الذي يسعى لتطوير نموذج تنمية متوازن ومستدام.
ويرى مراقبون أن إبراز كتاب «حكم الصين» داخل الجناح لم يكن مجرد تفصيل رمزي، بل يمثل جزءاً من استراتيجية التواصل الثقافي والسياسي لبكين، التي تسعى من خلالها إلى ترسيخ رؤيتها الفكرية في سياق الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ. ويتزامن هذا العرض مع صدور المجلد الخامس من السلسلة في بكين خلال خريف 2025، متضمناً أحدث خطب الرئيس ومقالاته حول التنمية المستدامة والعلاقات الدولية.
ويجسّد بذلك جناح الصين في مؤتمر COP30 دمجاً فريداً بين الفكر والممارسة، إذ يربط بين الأساس النظري المتمثل في فكر القيادة الصينية، والجهود العملية التي تبذلها الدولة في مجال التحوّل الأخضر، في رسالة مفادها أن مكافحة تغيّر المناخ ليست مسعى تقنياً فحسب، بل مشروع حضاري متكامل تنخرط فيه الصين بوصفها قوة رائدة في صياغة مستقبل التنمية البيئية العالمية.
كما أن الجناح يوفّر منصة لتبادل الخبرات مع الدول الأخرى المشاركة، مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات البيئية وتعزيز الابتكار المستدام على مستوى عالمي.