هجرة جماعية للمتطرفين.. الإرهاب على أبواب السودان
انشغال بالاقتتال الداخلي ومعارك مسلحة لا تتوقف في السودان تتزايد معها المخاوف من هجرة جماعية للإرهابيين إلى هذا البلد الأفريقي.
دراسة بحثية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات حذرت من أن السودان في ظل أحداث المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بات بيئة خصبة للإرهاب.
مخاوف متصاعدة من هجرة جماعات العنف والتطرف التي تتخذ من بعض العواصم الأفريقية مأوى لها، أو من حيث إمكانية نزوح تلك التي استقرت في دول القارة السمراء لسنوات طويلة.
الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أطلق جرس إنذار في دراسته التي حملت عنوان "انعكاسات الحرب في السودان على ظاهرة الإرهاب"، وتحذيرات من مخاوفها على بلد يعاني أوضاعا اقتصادية صعبة.
توقيت صعب
دراسة "تريندز" أكدت أنه لم تكن هناك ظروف سياسية وأمنية تدفع التنظيمات المتطرفة إلى معاودة نشاطها داخل السودان أكثر من تلك التي تعيشها الآن.
وأشارت إلى أن هناك بعض التقارير التي تتحدث عن أن الإخوان في السودان أو ما يطلق عليهم الكيزان، هم من شاركوا في صناعة الأحداث بهذه الصورة حتى يستطيعوا الاستفادة من واقع الحرب والفوضى التي عمّت البلاد.
وركزت الدراسة على تحديد انعكاسات مخاطر الحرب الدائرة في الداخل السوداني على انتشار ظاهرة الإرهاب وموجات هجرة التنظيمات المتطرفة إلى داخل العاصمة السودانية الخرطوم.
كما سعت إلى رصد تهديد هذه التنظيمات الإرهابية لدول الجوار الملاصقة لها وفي مقدمتها مصر التي تقع شمال السودان.
وتخشى الدراسة إمكانية أن يتحول السودان إلى ملاذ آمن للإرهاب في ظل الصراع المسلح الدائر بين القوتين العسكريتين الأكبر.
وهنا صب "أديب" تركيزه على أهم التنظيمات المتطرفة التي بدأت تتحرك داخل السودان من منطقة الساحل والصحراء ومنطقة القرن الأفريقي، ودور المجتمع الدولي في مواجهة الظاهرة المحتملة.
وبعيدًا عن رصد الأسباب التي أدت إلى نشوب المعارك في السودان، والتي لا يمكن استثناء "الكيزان" منها باعتبارهم كيانًا مستفيدًا من إشعالها، فإن أطرافا أمنية وسياسية داخل البلاد أكدت أن الإخوان أكثر المستفيدين منها مع شركائهم الذين أتوا إلى البلاد، وفْق الرصد الأولي للدراسة الذي أكد هذه المخاطر.
الأمن الإقليمي
وضعت الدراسة مجموعة من المخاوف جراء الوضع في السودان والذي بات خطيرًا ليس فقط على أمنه الداخلي، وإنما على الأمن الإقليمي وعلى كل دول العالم.
وقالت: "الصراع الأمني يفرض عددًا من التحوّلات ستصب في صالح جماعات العنف والتطرف سواء الموجودة داخل السودان والتي رسخ وجودها النظام السياسي السابق، أو التنظيمات المتطرفة ذات الامتدادات الخارجية".
وحذرت من أن يُصبح السودان ملاذًا آمنًا للإرهاب، بل البلد المصدر الأول للإرهاب أيضًا إذا استمر الظرف الأمني على وضعه دون تدخل يقلل من حدة الخطر أو يقضي عليه تمامًا، أو الانتقال إلى حكومة مدنية تكون أولى أولوياتها مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة.
وتتصاعد المخاوف من تحركات التنظيمات المتطرفة داخل السودان تحت لافتة الإخوان أو "الكيزان"، للاستفادة ممّا ستفرضه الأحداث السياسية والأمنية.
ويؤكد هذا أن إخوان السودان سيفعلون أي شيء يحول دون خروجهم من المشهد السياسي، كما أنهم سيُحاولون دعم التنظيمات المتطرفة خارج الحدود لتحقيق الهدف المنشود أو لمساعدتها على الأقل في تحقيق هدفها.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن أسباب انتشار الإرهاب داخل السودان معروفة، ولعل دلالاته باتت أكثر وضوحًا، وبالتالي ستكون التوقّعات على قدر الخطر، ومعها قد يتحوّل السودان إلى قِبلة للإرهابيين في أفريقيا.