السودان يحبس الأنفاس.. شظايا القتال تمزق نوتات الهدنة
كضيف ثقيل، بدأ اليوم الـ13 للاشتباكات في السودان، الخميس، بأزيز المقاتلات وأصوات التفجيرات، وسط آمال في هدنة تعيد الهدوء إلى النفوس.
وفي هذه الأثناء، تكثف الولايات المتحدة ودول أفريقية جهودها لتمديد وقف إطلاق النار في السودان، إذ أبدى الجيش موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال.
واتهم بيان لقوات الدعم السريع، الجيش، بمهاجمتها اليوم الخميس، ونشر "شائعات كاذبة"، دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي.
وقال شهود وصحفيون من رويترز إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.
وأدى وقف إطلاق النار الحالي، ومدته ثلاثة أيام تنتهي الخميس، إلى تهدئة القتال دون أن يتوقف تماما، وفق رويترز.
ولا يزال العديد من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.
فيما واصل السكان، الذين يعانون للحصول على الطعام والماء والوقود، الفرار من الخرطوم اليوم الخميس.
هدنة إيغاد
وقال الجيش، في وقت متأخر أمس الأربعاء، إن قائده الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.
وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين طرفي الصراع.
من جهتها، لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق أفريقيا.
وتدور المعارك منذ 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ويتبادل الطرفان بيانات النصر والتقدم الميداني، لكن دون إمكانية للتحقق من الأمر بسبب غياب المصادر المستقلة.
وأفاد شهود عيان "العين الإخبارية" بأن الاشتباكات استمرت خلال الأيام الماضية على الرغم من هدنة بوساطة أمريكية تم الاتفاق عليها الثلاثاء الماضي.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.
كذلك، أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف، فيما خرجت 19 منشأة طبية من الخدمة بسبب الاشتباكات.
خارج الخرطوم
خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.
والخميس، أفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة".
وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود.
وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة، بحسب بيان للأمم المتحدة التي قالت أمس، إن "نحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بعد تعطل دعم الغذاء بسبب القتال".
هروب رجال البشير
في هذه الأثناء، سادت حالة من الفوضى العارمة في السودان في ظل وقف إطلاق نار هش، بينما أعلن أحمد هارون أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، الثلاثاء، خروجه من سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين.
فيما أكد الجيش أن البشير نفسه محتجز في مستشفى نُقل إليه قبل بدء القتال.
وكان هارون مسجونا في سجن كوبر في الخرطوم. وهو مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" في إقليم دارفور في غرب السودان.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز