"تصفير المعتقلات".. ملف الأسرى يختبر نوايا الحوثي
أثار نجاح ثاني أكبر عملية لتبادل الأسرى والمختطفين بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي، الكثير من الأسئلة بشأن مستقبل الأزمة في البلاد.
وبرغم الأمل في أن تكون استكمال العملية أمس الأحد مؤشرا على إمكانية البناء عليها لعودة الاستقرار إلى البلد الذي يقترب من عقد أول من الفوضى، وقفت التجارب السابقة في تنصل الحوثي من التزاماته حاجزا أمام رهانات المتفائلين.
وعلى مدى 3 أيام، أقلت طائرات الصليب الأحمر الدولي نحو 706 عناصر من أسرى مليشيات الحوثي وجميعهم من المقاتلين الذي تم أسرهم في الجبهات، مقابل 181 أسيرا بينهم مختطفون مدنيون اعتقلتهم المليشيات لمساومة أهاليهم.
وفي خطوة على طريق تعزيز الثقة ودعم جهود السلام في اليمن، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية استكمال عملية تبادل الأسرى بإطلاق سراح 104 من الحوثيين بمبادرة إنسانية من المملكة.
وصرَّح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العميد الركن تركي المالكي، باستكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف بمبادرة إنسانية من المملكة.
وأضاف العميد المالكي، أن هذه المبادرة تأتي امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة والمتعلقة بالأسرى، ودعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية.
تصفير المعتقلات ضرورة
عملية تبادل الأسرى والمختطفين التي انتهت أمس الأحد ليست كافية لإثبات حسن نوايا المليشيات الحوثية ذات السجل الحافل بالتنصل عن الاتفاقات واستثمار الملف الإنساني لصالح أهداف عسكرية وسياسية تخصها.
ورأى الناشط السياسي اليمني رشاد الصوفي في حديث لـ"العين الإخبارية" أنه ما لم يتم تصفير كل المعتقلات الحوثية من المختطفين والمخفيين قسريا والمحتجزين على ذمة قضايا ملفقة في محاكم المليشيات فإنه يصبح الحديث عن قبول الحوثيين بخطوات تثبيت الثقة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة مجرد حلم بعيد المنال.
وأشار الصوفي إلى أن المليشيات تمارس ابتزازا واضحا لكل الأطراف وهذا ظهر جليا من خلال رفضها إطلاق القيادات المشمولة بقرار مجلس الأمن 2216 ومقايضتها عملية إطلاقهم بقائمة كبيرة من عناصرها وقياداتها العسكرية.
ودعا الناشط السياسي إلى ضغط أممي ودولي حقيقي يجبر المليشيات على وقف انتهاكاتها التي تطول النشطاء والسياسيين في مناطق سيطرتها، وإعداد قوائم تشمل كل من يتواجد في سجون الحوثي والتعامل مع هذه القوائم كملف إنساني يجب إغلاقه قبل الشروع في أي خطوة أخرى من شأنها أن تشكل مكسبا إضافيا للمليشيات.
وكان الفريق الحكومي المعني بملف الأسرى والمختطفين أكد في بيان أن عملية التبادل شملت الإفراج عن اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي، المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي، و4 الصحفيين محكومين بالإعدام، و4 جثامين، وذلك عبر رحلات جوية قادتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بين 6 مطارات في اليمن والسعودية".
الفريق الحكومي طمأن في بيانه أهالي باقي المعتقلين والمختطفين والمخفيين في سجون المليشيات، بالعمل على إنهاء معاناتهم ولم شملهم بمن فيهم اللواء فيصل رجب، والسياسي محمد قحطان المشمولان بقرار مجلس الأمن.
وعبرت الحكومة اليمنية عن أملها في أن تمثل عملية تبادل الأسرى مفتتحا للإفراج عن جميع المحتجزين، وتصفير المعتقلات والسجون، عملا بقاعدة الكل مقابل الكل وأن تنفذ المليشيات التزاماتها في الاجتماعات الأخيرة المتعلقة بتبادل زيارات مشتركة إلى مرافق الاحتجاز، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال هذه الزيارات.
ملف شائك
السياسي اليمني عبد الباري البركاني هو الآخر اعتبر ملف تبادل الأسرى والمختطفين بين الحكومية اليمنية والحوثيين من أهم الملفات الشائكة المطروحة على طاولة التفاوض منذ أعوام، وأكثر الملفات تعقيدا خلال المشاورات السابقة إلى جانب ملف فتح المنافذ والطرقات الرئيسية أمام المدنيين في تعز.
وقال السياسي اليمني في حديث لـ"العين الإخبارية" إن التحرك الأخير لحلحلة هذا الملف يسير حتى اللحظة بنوايا حسنة وترجمة واقعية تجعل من هذا الملف مفتاحا للوصول إلى سلام شامل في اليمن، والاتجاه نحو عملية سياسية شاملة قد تضع حلولا واقعية للأزمة اليمنية خصوصا وأن المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى شملت قيادات عسكرية كبيرة من الطرفين.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي إذا صدقت في تعاطيها مع هذا الملف فإن ذلك سيمهد للوصول إلى تبادل الكل مقابل الكل من أسرى الطرفين، والاتجاه نحو إصلاحات اقتصادية تحد من معاناة اليمنيين.
وأوضح أنه في حال تعاملت المليشيات بجدية مع هذا الملف وبقية الملفات الأخرى ستشهد البلد مرحلة جديدة من الحل السياسي يرافقه سلام شامل ووقف لإطلاق النار.
وأكد أنه وفي هذه المرحلة التي وصفت بالأخيرة من قبل الجانب الحكومي فليس ثمة من خيار ثالث أمام الحوثيين يتوسط السلام والحسم العسكري.
وكانت الأطراف اليمنية أطلقت سراح ما يقرب من 900 محتجز على خلفية الحرب الحوثية في اليمن في عملية بدأت، الجمعة الماضية، واستمرت لمدة 3 أيام في إطار اتفاق جرى في سويسرا في مارس/آذار الماضي.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز