المخرج العماني خالد الزدجالي: التعاون السينمائي مع الهند مكسب للعرب
المخرج العماني خالد الزدجالي يكشف تفاصيل تجربته في فيلم "زيانة" الذي قدمه بنظام الإنتاج المشترك مع الهند، ورؤيته لواقع السينما في بلاده
ما زال المخرج العماني الدكتور خالد الزدجالي يترقب ردود الأفعال حول فيلمه الثالث "زيانة" الذي يعد سادس فيلم روائي طويل في تاريخ سلطنة عمان، فبعد عرض الفيلم في مهرجانات في لبنان والسويد ومصر تم عرضه مؤخراً بمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، وحظي باهتمام الجمهور والنقاد.
في حواره مع "العين الإخبارية" يكشف المخرج خالد الزدجالي عن تفاصيل تجربته في فيلم "زيانة" الذي قدمه بنظام الإنتاج المشترك مع الهند، ورؤيته لواقع السينما في سلطنة عمان.. وإلى نص الحوار..
ما الفكرة التي يطرحها فيلمك الثالث "زيانة"؟
تدور أحداث الفيلم بعد وقوع حادثة مروعة لامرأة شابة تدعى "زيانة" ويتم التشهير بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونظراً لأنها لم تتمكن من تحقيق العدالة تلتزم الصمت وتتنازل عن حقها القانوني خوفاً من انتشار الفضيحة، ومن جهة أخرى تبدأ علاقتها في التدهور مع زوجها، فتقرر "زيانة" مواصلة دراستها العليا في مكان لا يعرفها فيه أحد، وتختار الهند، ويشعر زوجها بالذنب لأنه لم يقف بجوارها، ويمر بسلسلة من الأحداث غير المتوقعة أثناء البحث عن "زيانة".
وكيف ترى مشاركة الفيلم في 3 مهرجانات خلال أقل من شهر وهي"الإسكندرية" في مصر، و"مالمو" بالسويد، و"الدار البيضاء"بالمغرب؟
لأول مرة أنتبه للمهرجانات وأحرص على حضورها، ورغم أن الفيلمين السابقين لي حظيا باهتمام جيد خاصة فيلمي الأول "البوم"، لكن تجربتي في "زيانة" لها أبعاد أخرى، ففي التجربتين الأولى والثانية كنت أترك الفيلم لكي أرى ردود الأفعال حوله وهل وصل لمبتغاه؟ لكن حالياً أبحث في كيفية أن يلقى الفيلم القبول على مستوى الجماهير، ومستوى النقاد، ووجدت في المهرجانات الـ3 وقبلها مهرجان السينما والتليفزيون في لبنان أن هناك قبولاً للفيلم، وسعيد جداً لأن ردود الأفعال بدأت تشجع على الاستمرار، وأن أطور نفسي لأقدم الأفضل، خاصة أن المهرجانات في دول مختلفة وتعبر عن ثقافات مختلفة.
هل جاءتك فكرة فيلم "زيانة" قبل وجود إنتاج مشترك مع الهند أم بعده؟
فكرة تقديم فيلم كانت موجودة، لكن فكرة "زيانة" نفسها لم تكن موجودة، لأنني كنت أطمح لتقديم فيلم مشترك مع إحدى الدول العربية ولم أتمكن من العثور على شريك في الإنتاج للسيناريوهات التي قدمتها لجهات إنتاج عديدة قبل أن أكتب "زيانة"، وبالتالي فكرت في طرق أبواب الإنتاج في الهند، وعندما وجدت قبولاً هناك جاءتني فكرة تربط بين سلطنة عمان والهند، وقدمت لهم الفكرة ووافقوا عليها لتبدأ مرحلة كتابة وتطوير السيناريو بالاشتراك مع الجانب الهندي.
ما تقييمك لتجربة التعاون مع الهند في الإنتاج السينمائي؟
لا شك أن السوق السينمائية في الهند كبيرة جداً، وهم أصحاب تجربة ناجحة، وأعتقد أننا كعرب لو عملنا مع الهند وفتحنا باب التعاون معهم سيكون هناك مكسب كبير على مستوى التوزيع، لأننا نتعاون مع بلد فيه أكثر من مليار نسمة، ولا ننسى أنهم متأثرون كثيراً بالثقافة العربية، والمجتمع الهندي يضم أكثر من 300 مليون مسلم الكثير منهم عندهم علاقات مباشرة مع العالم العربي، ففي إحدى المناطق التي كنت أصور بها الفيلم كنت أجد هنوداً يتحدثون اللغة العربية، وعندما سألتهم اكتشفت أن أغلبهم لديهم أقارب يعملون في الإمارات وبقية دول الخليج العربي، لذلك يعرفون ثقافتنا وتاريخنا وكل تفاصيل حياتنا، لذلك من السهل أن يعملوا معنا.
هل من الممكن أن تكرر تجربة التعاون مع الهند مرة أخرى؟
لدي بالفعل مشروع آخر جاهز مع الهند، لكني أريد قبل أن أبدأ هذا المشروع أن أقدم مشروعاً آخر مع دولة أخرى حتى لا يقال إنني أستسهل الأمر، وحالياً لدي سيناريوهان أحدهما إنتاج مشترك مع فرنسا والآخر مع مصر، وكلاهما في طور البحث عن مشاركين في الإنتاج.
هل أنت راضٍ عن مستوى السينما العمانية في الوقت الحالي؟
عندما أكون بمفردي الذي يقدم أفلاماً روائية طويلة في سلطنة عمان، فإن التقييم سيكون مجحفاً، لأنني سأقيم نفسي، فأول 19 سنة عملت فيها على تأسيس السينما في سلطنة عمان أنشأت مهرجان مسقط السينمائي، وأصبح العالم يعرف عمان وأصبحنا نجتذب شركات إنتاج أجنبية للتصوير، وأسسنا الجمعية العمانية للسينما لضم كل من لديه هواية وعشق السينما، وقدمنا لأعضاء الجمعية دورات وورش عمل.
وبدأت تظهر مسابقات داخل سلطنة عمان، وأصبح هناك حراك وإنتاج أفلام قصيرة، لكن طموحاتنا أن نقدم أفلاماً روائية طويلة، لأنها الأفلام الجماهيرية التي يشاهدها الناس في دور السينما، وأتمنى أن يأخذ المخرجون العمانيون المبادرة ويقدمون أفلاماً روائية طويلة تعرض في دور السينما، ووقتها سنقول إن السينما العمانية بخير، لكننا الآن في مجال التجريب فقط.