لأول مرة في مؤتمرات المناخ.. التجارة العالمية على أجندة COP28
موائد مستديرة لتمويل الأنشطة المناخية وقمة للقيادات النسائية العربية
وسط العديد من الملفات المطروحة على جدول مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، تبقى قضية التمويل أكثر الملفات تعقيداً على طاولة المفاوضات.
ويشكل مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، المنعقد حالياً في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، محطة فارقة في تاريخ العمل المناخي، من أجل صياغة خطة واقعية تضع العالم على المسار الصحيح، للحد من الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية.
ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، عملت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر (COP28) على إدراج التجارة الدولية ضمن الأجندة الرسمية للحدث العالمي الأكبر للعمل المناخي في عام 2023، إلى جانب موضوعات التمويل والمساواة بين الجنسين والمسؤولية.
تجري فعاليات يوم التجارة تحت إشراف لجنة متخصصة برئاسة وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وبتنسيق بين رئاسة مؤتمر الأطراف، والأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية، وبالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، وغرف التجارة الدولية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي.
واعتبر تقرير لوكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن هذه الخطوة تأتي تأكيداً على الدور الحيوي للتجارة العالمية في الحوار المتعلق بالتصدي لتحديات التغير المناخي، وتحقيق الأهداف العالمية للاستدامة، والعمل الجماعي اللازم لوضع الحلول المتعلقة بسلاسل التوريد العالمية.
وقال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي: "للمرة الأولى في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تحتل التجارة مركزاً متقدماً في الحوار المتعلق بالتحديات المناخية".
وأضاف أنه بالتعاون مع الجهات الرئيسية في التجارة العالمية، تبحث فعاليات يوم التجارة طرق تقديم حلول عملية فاعلة، وإزالة الحواجز التي تعيق تنفيذ السياسات، واستخدام تقنيات تؤدي إلى التغير المطلوب، كما يستكشف الفرص المواتية أمام قطاع التجارة العالمية لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً.
إلا أن الوزير الزيودي أكد أن ذلك يتطلب أسلوب تفكير وإرادة جماعية فعلية، تمكن العالم من مواصلة توسيع التجارة العالمية، باعتبارها المحرك الرئيسي للنمو العالمي، وضمان تخفيض تأثيراتها السلبية على البيئة.
- لأول مرة في مؤتمرات الأطراف.. يوم للصحة على جدول COP28
- التمويل قضية شائكة.. COP28 تضع العالم على المسار الصحيح
بناء هيكل لتمويل المناخ يخدم الجميع
تتضمن أجندة يوم التمويل والتجارة العديد من الفعاليات، التي يجري تنظيمها اليوم الاثنين 4 ديسمبر/كانون الأول، من بينها حدث رفيع المستوى بشأن تمويل الطبيعة والمياه من أجل العمل المناخي، بالإضافة إلى جلسة بعنوان "حلول تجارية للعمل المناخي العالمي: قادة العالم يتحدون لتعزيز خارطة طريق لخيارات السياسة التجارية من أجل استجابة عالمية عادلة وطموحة لتغير المناخ.
وبناءً على دعوة "خطة تنفيذ شرم الشيخ" في مؤتمر الأطراف العام الماضي (COP27)، ورسالة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) إلى رؤساء بنوك التنمية المتعددة الأطراف، تُعقد جلسة خلال فعاليات يوم التمويل، بعنوان "متاح وسهل المنال وميسور التكلفة: نحو هيكل لتمويل المناخ يخدم الجميع".
تعرض بنوك التنمية، خلال الجلسة، ما تم إنجازه بشأن العمل معاً بشكل أفضل كنظام، من خلال مناهج مثل المنصات القطرية، التي يمكنها تحقيق التحول المنهجي، كما تستعرض آليات عمل المرفق الجديد المشترك بين البنوك المتعددة الأطراف (LTS)، والاستراتيجية طويلة المدى للمرفق، الذي سيعمل على توفير دعم أفضل فيما يتعلق بالمشورة الاستراتيجية والسياساتية، وتعبئة الموارد المالية.
اجتماعات رفيعة المستوى لتمويل الأنشطة المناخية
كما تستعرض الجلسة مدى التقدم الذي يحرزه صندوق النقد الدولي في تعبئة تمويل المناخ، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها صناديق المناخ المتعددة الأطراف، لزيادة تمويل المناخ وتسهيل الوصول إليه.
وتتضمن فعاليات يوم التمويل والتجارة عقد سلسلة من الاجتماعات الوزارية رفيعة المستوى، منها "اجتماع المائدة المستديرة رفيع المستوى لوزراء المالية: توسيع نطاق تمويل الأنشطة المناخية"، وتنظيم "منتدى أبوظبي للتمويل المستدام"، إضافة إلى عقد "تحالف وزراء المالية للعمل المناخي".
إطلاق مركز للابتكار الغذائي بدولة الإمارات
كما تتضمن الفعاليات عقد قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، فيما تعقد مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مؤتمراً صحفياً، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ووزارة التغير المناخي والبيئة، لإطلاق مركز الابتكار الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن بين الجلسات المدرجة ضمن برنامج يوم التمويل والتجارة، جلسة بعنوان "مستقبل تسعير الكربون"، وأخرى حول "مواصلات عامة خالية من الانبعاثات في دبي عام 2050"، تنظمها هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي.
وتتضمن الفعاليات أيضاً عقد "منتدى التجارة المستدامة: تعزيز مرونة سلسلة التوريد المستدامة"، تنظيم وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات، التي تنظم أيضاً، ضمن فعاليات نفس اليوم "المنتدى الرقمي للاقتصاد الدائري في الإمارات العربية المتحدة: تشكيل وتمويل العقود المستقبلية الدائرية".
قمة القيادات النسائية العربية
ويشهد يوم المساواة بين الجنسين، الذي تجري فعالياته بموازاة الجلسات المخصصة لبحث موضوعات التمويل والتجارة، عقد "قمة القيادات النسائية العربية"، التي تنظمها منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، المبادرة الاستراتيجية العالمية التي أطلقتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف.
تركز القمة النسائية العربية التي تقام تحت عنوان "إدماج الجنسين وتغيُّر المناخ: تعزيز المساواة من أجل مستقبل أكثر مرونة"، على مناقشة وبحث الترابط بين الموازنة بين الجنسين والعمل المناخي، بمشاركة متحدثين رفيعي المستوى، من باحثين وناشطين وصناع قرار وممثلين عن المجتمع المدني.
تسعى قمة القيادات النسائية العربية إلى تحديد التحديات القائمة، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات، وصياغة استراتيجيات تدعم ترسيخ الموازنة بين الجنسين في جهود الحد من التغير المناخي، وتعزيز التكيف والمرونة.
مبادرات لحشد المليارات لتمويل العمل المناخي
ومنذ اليوم الأول لمؤتمر الأطراف (COP28)، أعلنت العديد من الحكومات وبنوك التنمية والشركات، عن مبادرات لحشد المليارات من الأموال لتمويل العمل المناخي، حيث وضعت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر ملف حشد التمويل أحد المقومات الأساسية لقيادتها محادثات الأمم المتحدة.
وحتى الآن، بدأ العالم بالكاد في تقديم الكميات الهائلة من الأموال اللازمة لمساعدة العالم على دفع تكاليف التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري والتعامل مع تأثير تغير المناخ.
وقالت منظمة "مبادرة سياسة المناخ غير الربحية" إن الدول النامية ستحتاج إلى ما يقدر بنحو 2.4 تريليون دولار من التمويل السنوي للمناخ بحلول عام 2030.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز