القبض على 6 أشخاص لتورطهم في إشعال "غابات تونس"
شهدت تونس حرائق متعددة للغابات خلال هذا الصيف، حيث أتت النيران على مئات الهكتارات وأكلت مئات الأشجار والنباتات.
ولا تكاد فرق الدفاع المدني تعلن السيطرة على حرائق حتى تشتعل أخرى في مناطق مختلفة من البلاد. ويعد الشريط الغربي ذو الغطاء الغابي الكثيف أكثر المناطق التونسية تضرراً من الحرائق هذا العام.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة التي كانت سببا في أغلب الحرائق، إلا أن يد الإنسان كانت وراء عدد منها، وفقا لوسائل إعلام محلية تونسية.
وقد أوقفت قوات الأمن التونسي 6 أشخاص بتهمة إضرام النار بغابة بمدينة منزل تميم شمال شرقي تونس، مساحتها حوالي 1.5 هكتار وتكسير أرض خاضعة لنظام الغابات وقلع وإتلاف شجيرات غابية، وفق بلاغ صادر عن الإدارة العامة للحرس (الدرك) الوطني.
وسبق أن أكد معز تريعة المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني ( الحماية المدنية) في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، وجود شبهات بأن الحرائق المندلعة في مناطق مختلفة من البلاد هي بفعل فاعل، وتم فتح تحقيق في الغرض.
وأشار إلى أن التسلسل الزمني والمكاني يثير شبهات حول إمكانية أن تكون الحرائق بفعل فاعل، والأبحاث التي تم فتحها في الغرض ستكشف الحقيقة.
ومنذ تولي محمد بن سالم، القيادي البارز في حركة النهضة لوزارة الفلاحة، تم إبعاد حراس الغابات الذين يلعبون دوراً كبيراً في المحافظة على هذه الثروات الوطنية، وفقا لتعبيره.
من جهته، قال نجيب البرهومي الناشط السياسي التونسي إن البعض يستغل حرق الغابات عن عمد، موضحًا أنهم يريدون تحويلها إلى مشاريع عمرانية ويتم من ورائها جني الكثير من الأموال، إضافة إلى أن هناك أطرافا سياسية وعلى رأسها حركة النهضة الإخوانية التي لا تريد لتونس أن تهدأ وتستقر.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه يمكن تفعيل لجان الطوارئ وتفادي مثل هذه الكوارث التي تؤثر في الثروة الغابية خاصة وأن الغابة بعد احتراقها لا يمكن أن تعود كما كانت بثروتها الطبيعية وخصائصها النباتية إلا بعد 50 سنة.
وأكد أن هناك حراساً موجودين بالفعل في الغابات، لكن على وزارة الزراعة مضاعفة عددهم بخاصة خلال فترة الصيف.
وطالب بتسليح حراس الغابات لمواجهة التهديدات التي يتلقونها، خاصة وأن الجميع يعلم دور وزارة الداخلية في تعقب العناصر الإرهابية في السنوات الأخيرة في الجبال.
كما سبق أن أكد وزير الفلاحة السابق سعد الصديق أن "الأسباب متعددة وراء الحرائق مثل ارتفاع درجات الحرارة إلا أن هناك أسباباً أخرى مثل العمليات المفتعلة، لأن بعض مساحات الغابات في حال احتراقها تصبح مجالاً للاستغلال الزراعي أو البناء أو غيرهما، بخاصة أن القانون التونسي يمنع اقتلاع أو قص الأشجار الخاضعة لنطاق الغابات أو حمايتها".
ولفت الصديق إلى "الحرائق المفتعلة التي شهدتها تونس في 2011 أو 2012 أو التي كانت بفعل فاعل وتم القبض عن مرتكبيها"، مؤكداً أن الوقاية خير من العلاج في مثل هذه المسائل من خلال الحراسة المشددة على الغابات لضمان تفادي هذه المشكلات.
والإثنين، نشب حريق بجبل "النحلي" المتاخم للعاصمة التونسية وأتت النيران على مساحة جملية، تقدر بحوالي 16 هكتارا.
وكان منتزه النحلي قد شهد منذ سنة 2011 عددا من الحرائق أتى أكبرها، الذي اندلع في شهر يونيو/حزيران 2014، على حوالي 40 هكتارا، كما اندلع في يونيو/حزيران 2016 حريق هائل بجبل النحلي.
وفي أغسطس/آب 2017 أتى حريق آخر بالجبل على مساحة غابية أخرى، كما تسبب حريق آخر خلال شهر يوليو/تموز 2020 في إتلاف مساحة تقدر بهكتار ونصف من الأشجار الغابية، ورغم فتح تحقيقات في كل هذه الحرائق لم يقع القبض على أي من المتسببين فيها رغم التصريح بأن جزءا كبيرا منها حرائق مفتعلة.
وتتواتر الحرائق في تونس خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة في الغابات وفي حقول مزارع الحبوب.
وفي صيف 2022 اندلع حريق بمنطقة "بو قرنين" المتاخمة للعاصمة أتى على 533 هكتارا من غابات الصنوبر الحلبي واستغرقت المكافحة 3 أيام للسيطرة عليه. ويقول خبراء إن التغيرات المناخية تغذي ظواهر الطقس المتطرف في جميع أنحاء الكوكب وتزيد من وطأتها.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز